مستشار وزير الرى كشف حقيقة انحياز السودان لإثيوبيا فى مفاوضات سد النهضة.. ا = إثيوبيا لم ترفض التوقيع على عقد المكتب الاستشاري لأنه لم يدرج على أجندة الاجتماع من الأساس = تأخرنا فى المفاوضات كثيرًا وطالبنا إثيوبيا بالالتزام بخارطة الطريق حوار: مصطفى عبد العزيز كشف الدكتور علاء ياسين مستشار وزير الموارد المائية والرى، وعضو اللجنة الوطنية الدولية المعنية بمفاوضات سد النهضة الأثيوبى، كواليس الاجتماع الأخير للجنة بالقاهرة مشيرا إلى أن الاجتماع كان خطوة إيجابية نحو استكمال المفاوضات، تم خلاله الاتفاق على بعض النقاط الفنية، أما النقاط الخلافية سيتم مناقشتها فى الاجتماع القادم بعد أسبوعين بالعاصمة السودانية "الخرطوم" بحضور وزراء الدول الثلاث. وأرجع "ياسين" فى حواره مع "الموجز" صعوبة المفاوضات إلى حرص كل دولة على مصالحها طبقا لوجه نظرها ، موضحا أن المفاوض المصرى شديد الحرص على الحقوق والثوابت المصرية ، مع التأكيد على مبدأ حق كل دول حوض النيل في التنمية دون الإضرار بمصالح وحقوق دولته. وأكد أنة لأول مرة اشترك المكتبان الاستشاريان الفرنسي والهولندى في الجولة الأخيرة من المفاوضات التي استمرت على مدار ثلاث أيام ، حيث عرض كل منهما وجهة نظره في التعاون فيما بينهما لتنفيذ الدراسات المطلوبة لتحديد آثار انشاء سد النهضة.. وإلى نص الحوار. = بصفتك عضو اللجنة الثلاثية الدولية.. ما هو تقييمك للمفاوضات التى جرت خلال الاجتماع الأخير بالقاهرة ؟ الاجتماع عقد على مدار ثلاثة أيام من 1 إلى 3 يوليو، وكانت جلساته إيجابية بشكل كبير، حيث اتفقنا على بعض الأمور وإختلفنا فى البعض الآخر ، وغلب على الاجتماع مباحثات فنية مكثفة بشأن عدد من التفاصيل وكذلك أسلوب التعاون بين المكتبين في تنفيذ الدراسات، وتم التوافق على بعض النقاط الفنية ، وكذلك الاتفاق على استئناف المشاورات الفنية خلال الاجتماع القادم في الخرطوم برئاسة وزراء المياه بالدول الثلاث وذلك خلال أسبوعين ، ليتم الاتفاق على بعض النقاط ، تمهيدًا لتوقيع عقد المكتب الاستشارى . = ولكن بعض الخبراء والمراقبين يرون أن المفاوضات مضيعة للوقت وأن اجتماع القاهرة كان مجرد اجتماعا عاديا لم يقدم جديدا.. ما تعليقك؟ هؤلاء المراقبين لم يجلسوا على طاولة المفاوضات، ومن ثم ليس لديهم الحق فى انتقاد الفريق المفاوض، فضلاً عن أن المفاوضات بين الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا تمر بمرحلة مهمة وصعبة بشأن العديد من التفاصيل الفنية والهندسية الدقيقة والتي تغطى النواحى الهيدرولوكية والهيدرولوجية والنماذج الرياضية في مجال هندسة الأنهار العابرة الحدود والمتعلقة بإجراء الدراسات المطلوبة لتحديد آثار إنشاء سد النهضة على التدفقات المائية لمصر والسودان وعلى الطاقة الكهرومائية المولدة من السدود القائمة، علاوة على تأثيرات إنشاء السد على النواحى البيئية والاقتصادية والاجتماعية في البلدين. = وما هى أسباب صعوبة المفاوضات ؟ تأتى صعوبة المفاوضات الفنية من حرص كل دولة على مصالحها طبقا لوجه نظرها، والمفاوض المصرى شديد الحرص على الحقوق والثوابت المصرية، إضافة إلى أن المفاوضات متعلقة بالأنهار المشتركة، ومن ثم فهى ليست سهلة وتحتاج إلى نفس طويل وإدارة حكيمة ووقت، والوزارات والأجهزة تتعامل مع هذا الملف باحترافية عالية لانها قضية تمس خمسة أطراف معنية بإعداد وتنفيذ الدراسات المطلوبة، والمتمثلة فى الوزراء المعنيين بالدول الثلاث فضلاً عن الشركتين الاستشاريتين الفرنسية والهولندية ويترتب على تنفيذ تلك الدراسات الكثير من النتائج التى تمس المصالح الأساسية لشعوب الدول الثلاث. = وما هو حقيقة رفض السودان للرأى المصرى خلال الاجتماع الأخير؟ هذا كلام غير صحيح ، ولا يتعدى كونه اجتهادات إعلامية، فلم تعترض السودان على آراء واقتراحات الوفد المصرى المفاوض، لأن الوفد السودانى يعلم جيدًا أن مصلحة السودان من مصلحة مصر . = ولكن تأخر التوقيع مع المكتب الاستشارى يضعف الموقف المصرى ويعطى إثيوبيا الأفضلية خاصة أنها مستمرة فى بناء السد؟ هذا صحيح.. المدة التى تم تحديدها منذ الاتفاق على خارطة الطريق 11 شهرا ، ولكن تأخرنا كثيرًا ونحن نسعى لإتمام المفاوضات بأقصى سرعة ، ونضع كل الاحتمالات أمام المكتب الاستشاري لتقييم أبعاد السد ومدى تأثيره على دولتى المصب مصر والسودان. = هناك من ينتقد تشكيل اللجنة الدولية المصرية بدعوى أنها تركز فى عضويتها على العديد من الخبراء من الموظفين بوزارة الرى.. كيف ترى ذلك؟ اللجنة الدولية المصرية المفاوضة تضم نخبة من أكبر الخبراء الدوليين فى مجال السدود من وزارة الموارد المائية والرى وعدد من أساتذة الجامعة، إضافة إلى عدد من السفراء من وزارة الخارجية، وجميعهم يقومون بالتفاوض من أجل مصر وأمنها المائى ، وهو الأمر المعتاد والدائم في كافة جولات التفاوض بخصوص سد النهضة. ومن المعروف أن الموقف التفاوضى المصرى يتم تحديده بالاتفاق بين كافة أجهزة الدولة المعنية بملف المياه في مصر والتي تضم وزارات الرى والخارجية والتعاون الدولى بالإضافة للأجهزة السيادية بالدولة. = هل اشترك المكتبان الاستشاريان الفرنسى والهولندى فى اجتماع القاهرة ؟ نعم ولأول مرة اشترك المكتبان الاستشاريان الفرنسي والهولندى في الجولة الأخيرة من المفاوضات، حيث عرض كل منهما وجهة نظره في التعاون فيما بينهما لتنفيذ الدراسات المطلوبة لتحديد آثار إنشاء سد النهضة. = هل كانت كانت لديهما ملاحظات على سير المفاوضات ؟ بالطبع لهما ملاحظات كما ذكرت وأعضاء اللجنة من الدول الثلاث يسعون لتقديم المساعدات من اجل إنجاح المهمة فى أقرب وقت ممكن . = هل سيقوم كل مكتب منفردا بدراسة معينة أو جزء من الدراسة ؟ هذا غير صحيح لن ينفرد أى مكتب بدراسة أو جزء منها ، فالمكتبان سيعملان سويًا بالمشاركة لضمان نزاهة التقييم للدراستين. = ما هى حقيقة رفض إثيوبيا التوقيع على عقود المكتب الاستشارى فى الاجتماع الأخير ؟ غير صحيح.. لم يكن التوقيع على جدول أعمال الاجتماع ولم نتحدث عن توقيع فى الوقت الحالى قبل نجاح المناقشات بين الدول الثلاث . = وهل سيتم التوقيع فى الاجتماع القادم فى الخرطوم ؟ لا.. هناك أمور فنية لا تزال عالقة لم يتم الاتفاق عليها كما ذكرت ، وسنسعى للوصول إلى اتفاق خلال الاجتماع فى ظل وجود وزراء الرى من الثلاث دول . = ومتى سيتم توقيع العقد حتى يتثنى للمكتب الاستشارى البدء فى العمل ؟ لن يتم التوقيع قبل إستكمال المناقشات الفنية حول العرض الفنى المشترك المقدم من المكتبين الاستشاريين، لتنفيذ الدراسات المطلوبة، وفي حال التوافق حول آليات التنفيذ ومحتويات العرض الفني المعدل حول سد النهضة والمقدم من المكتبين الاستشاريين سيتم الإعلان عن موعد ومكان توقيع العقد مع المكتبين الاستشاريين الهولندي والفرنسي، والمكلفين بعمل الدراسات الفنية لسد النهضة الإثيوبي خلال شهر يوليو الجاري، على أن يبدأ المكتبان القيام بالدراسات فور توقيع العقد. = لماذا لم يطالب الخبراء المصريون بالالتزام بخارطة الطريق؟ طالبنا بالالتزام بخارطة الطريق وكانت نقطة خلاف فى الاجتماع ، خاصة انه تم الاتفاق عليها من قبل الوزراء الثلاثة، وتنفيذا لاتفاق المبادئ الموقع بين روؤساء مصر والسودان وإثيوبيا. = وماذا كان رد الجانب الاثيوبى على ذلك؟ فى المفاوضات، يسعى كل طرف على السير فى اتجاه معين ، والجانب الاثيوبى يرى أن الوقت فى صالحة ونحن نرفض ذلك ونسعى لتقليص مدة المفاوضات. = ولماذا لم يطالب المفاوض المصرى بوقف بناء السد لحين الانتهاء من المفاوضات ؟ بالفعل مصر طالبت بوقف بناء السد من الجانب الأثيوبي ، لكنها لم تستجب إذ تعتبر ذلك من أعمال السيادة الخاصة بالدولة، وأنهم ينفذون المشروع على أرض إثيوبية ، ودعنى أقول أننا لا نستطيع وقف بناء السد قبل تقارير المكتب الاستشارى . = البعض يقول إن إثيوبيا تمُلى على مصر شروطها من أجل الموافقة على المفاوضات.. ما صحة هذا الكلام ؟ غير صحيح.. مصر دولة قوية وذات سيادة ولن تقبل من إثيوبيا أو غيرها بأن تمُلي عليها شروطًا خلال المفاوضات الجارية، ولو أنها كانت الطرف الأقوى لاستجابت لها مصر ولنفذت جميع مطالبها . = هل تم تصعيد التقرير النهائى لنتائج الاجتماع الأخير لمؤسسة الرئاسة ؟ بالفعل تم إخطار مؤسسة الرئاسة بكل النتائج ، فضلاً عن متابعة الرئاسة لكل تفاصيل المفاوضات خطوة بخطوة ، لان اللجنة الوطنية لا تعمل بمعزل ، ومتابعة أجهزة الدولة لمثل هذا الملف ضرورى لأهميته القصوى ومدى تعلقه بأمن مصر القومى .