تحدثنا على مدى ثلاثة أسابيع مضت عن خطورة الجبهة التى يتم تشكيلها حالياً لتضم فلول نظام مبارك مع رجال أعمال الإخوان فى مواجهة الرئيس والدولة المصرية، ونقلنا وقائع وشواهد تؤكد أن المؤامرة واضحة للجميع باستثناء الجهات السيادية فى تلك الدولة بكل أسف. إنها شبكة من المصالح والتربيطات تتم على الهواء مباشرة ويتم فتح الفضائيات والصحف الخاصة لها، فالصحيفة التى قامت بنشر صور جمال مبارك فى الهرم هى التى نشرت حواراً مطولاً مع أحمد شفيق الهارب من مصر دون أى مبرر، والذى كشفنا من قبل عن مخططاته التى يقوم بالإعداد لها والتخطيط لها من خارج مصر عبر عدة أذرع أو جبهات متواجدة فى مصر وتمارس أدوارها بكل كفاءة دون أى مساءلة عن تحركاتها رغم إعلان كثير من تلك الجبهات العداء المعلن للدولة ولرئيسها. إن الفريق أحمد شفيق الذى نكن له كل احترام أصبح أحد مصادر القلق والخطر على مصر ومستقبلها خاصة بعد الوقائع التى تحدثنا عنها سابقاً، والتى كان من بينها تسريب شهير لشفيق ضد الرئيس عبدالفتاح السيسى وضد جيش مصر ومع ذلك فلم يتم استدعاؤه لمراجعته فيما قال أو السؤال عن مصادر تمويل حزبه والصحف التى تهلل له وتستعيد أمجاده، لم يتم استدعاؤه رغم أنه ليس مجرد مواطن عادى بل أحد مرشحى الرئاسة السابقين ورئيس وزراء مصر سابقا ورئيس حزب كبير حالياً!! وعلى الرغم من عدم وجود شفيق داخل مصر وعدم السماح له بالعودة، فإنه يقود تحالف الجبهة المصرية، المكوّن من رموز نظام مبارك من أعضاء الحزب الوطنى المنحل، ويتابع السياسات العامة التى يقوم بها التحالف قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة!! والجميع فى مصر يعرف أن هناك أموالاً طائلة بعضها معلوم المصدر، وكثير منها مجهول.. وصحفاً وقنوات تعمل لصالح شفيق ضد النظام، ليس ضد حكومة محلب فقط، بل وضد الرئيس السيسى أيضاً. ولو تتبعت خيوط كثير من الحملات التى تشنها صحف خاصة ضد النظام، ستجد الطرف الآخر من الخيط ينتهى إلى «غرفة عمليات» تديرها زوجة «صحفى شهير» وتضم عدداً كبيراً من الصحفيين الذى يدينون بالولاء المطلق لنظام مبارك ومن بعده أحمد شفيق!! وقد سبق وذكرنا معلومات تؤكد وجود اتصالات بين أحمد شفيق وأحمد عز، للتنسيق فى الانتخابات المقبلة بهدف السيطرة على البرلمان صاحب الصلاحيات الكبيرة فى ظل الدستور الجديد بما فيها عزل الرئيس!! وليس بعيداً عن الأذهان، قيام «عبلة سلامة» زوجة أحمد عز بتكوين فريق قوى دعمت به الفريق أحمد شفيق بل وقيامها بتخصيص مقر لهذه الحملة بفيلا أمام قسم الدقى! والمعروف عن عبلة أنها كانت إحدى الداعمات للفريق شفيق فى الانتخابات الرئاسية، والتى تقف دوماً فى صفوف المعارضين للإخوان، وأنها لا تفوت أى حدث تشهده مصر إلا وتعلق عليه بتويتة، حيث سبق لها أن قامت عقب الإعلان الدستورى الأخير لمحمد مرسى، بتحميل صورة لليل القاهرة مكتوب عليها «وداعاً يا من كنت يوماً وطنى»، فيما قامت بعدها برفع صورة لعلم جديد لمصر وقد اختفى منه اللون الأبيض كما قامت بتغميق اللون الأحمر واللون الأسود وكتبت على الصورة «راح الأبيض من العلم مافيش غير السواد والدم» وكتبت أسفل الصورة «هو ده العلم النهارده»، وظلت السيدة عبلة على ولائها للفريق شفيق الذى أنكر فى البداية معرفته بها ثم كشفت الأيام عن حقيقة دورها الذى تضاعف مؤخراً وجعلها إحدى أهم الركائز التى يعتمد عليها شفيق من الخارج لتنفيذ مقترحاته بتمويل بعض الصحف والفضائيات، وعلى الرغم من وقوع الطلاق بينها وبين أحمد عز فإن الصفقات السرية الأخيرة بين بقايا نظام مبارك والفريق شفيق جعلتها تعود لممارسة دور كبير فى الترويج لشفيق الذى يعتمد عليها بشكل كبير فى الاتصال بجمال مبارك ورجال الحزب الوطنى فى المحافظات لإعادة سطوة النظام القديم. ويبدو أن المهندسة «عبلة سلامة» ستظل هى كلمة السر بالنسبة للفريق شفيق حتى انتهاء الانتخابات البرلمانية المقبلة، حيث تفكر المهندسة عبلة سلامة فى العمل بمجال الإعلام لتضع نهاية لمرحلة عملها بالسياسة، وكشفت المهندسة عبلة سلامة للمقربين منها أنها اكتشفت بعد طلاقها من المهندس أحمد عز، أن لديها الوقت والخبرة، التى تؤهلها لتقديم برنامج اجتماعى خفيف على شاشة إحدى القنوات الفضائية، وأكدت أن الفريق أحمد شفيق سيقوم بمساندتها فى ذلك ويتكفل بإنتاج البرنامج، وكانت عبلة سلامة قد انفصلت عن زوجها رجل الأعمال أحمد عز خلال فترة اعتقاله فى سجن طرة، فى هدوء ودون ضجيج إعلامى، بالاتفاق والتراضى بين الطرفين، وليست المهندسة عبلة سلامة وحدها التى تقوم بالتواصل مع الفريق شفيق، فهناك معلومات مؤكدة عن أن قيادات بالحزب، توجهت قبل أسابيع إلى دولة الإمارات للقائه، لعرض كل مستجدات الأوضاع عليه، خاصة التحالفات و«ترتيبات» الانتخابات البرلمانية، وتشير المعلومات إلى أن السيدة «أسماء حسنى» أمينة المرأة بالحزب هى الأكثر قرباً والتى يضع فيها شفيق ثقة كبيرة لدرجة أن شفيق يحرص على لقائها فى الإمارات لتتلقى منه التكليفات الخاصة بتمويل بعض المرشحين للانتخابات، ويعتبرها شفيق الورقة الرابحة خاصة أنها تمتلك شبكة علاقات واسعة فى المحافظات وبين صفوف مجتمعات المرأة فى الروتارى وغيرها. إن تلك الأذرع المنتشرة وبقوة هى جزء من المنظومة التى تحدثنا عنها سابقاً والتى تستهدف الرئيس، وبات فى حكم المؤكد أن هناك تنسيقاً مستمراً واتصالات دائمة مع رجال أعمال يسيطرون على العديد من وسائل الإعلام المرئية والمقروءة، بهدف التركيز على المشكلات التى تعانى منها مصر، بزعم أن النظام الجديد لم ينجح فى حلها، وذلك للتقليل من شعبية الرئيس عبدالفتاح السيسى!! ليس بعيداً عن الأذهان أيضاً، ذلك التسريب الذى سمعناه لأحمد شفيق وهو يتحدث عن المشير عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع.. وقال فيه: «وأما الساحة تفضى ليه.. أحسن.. مش أحسن يعنى منظر سيئ آه منظر ليس له سابقة يعنى جهل غريب جداً..هوه نفسه وقف قبليها فى مؤتمر كده قال أنا مش حترشح غير لو الشعب رشحنى والجيش رشحنى». فى هذا التسريب قال شفيق أيضاً: «برضه كلام غريب جداً يعنى كلام صادر منه هو من الأول غلط.. يعنى فيه حاجة اسمها الجيش.. يعنى ما.. يعنى جهل غريب بالأمر شوية.. الجيش يرشحنى وبعدين يطلع الجيش يرشحه ويعملوا اجتماع يطلع فى الصور عشان يرشحوه قلة خبرة غريبة جداً الحقيقة». وليس خافياً على أحد أن «ِشفيق» مهتم بشكل كبير بالانتخابات المقبلة، وأنه يطمع (أو يحلم) بأن يحقق تحالف الجبهة الأغلبية البرلمانية لإمكانية تشكيل حكومة جديدة! وليس خافياً على السادة مسئولى هذا الوطن أن الاتصالات قائمة بين الفريق شفيق والرئيس الأمريكى وأن هذه العلاقة ليست سرية بل إن الفريق شفيق نفسه أكدها فى أكثر من موضع وقال إن أوباما طلب منه استكمال مشواره السياسى، ونضيف إلى ذلك أن كثيراً من أصحاب وسائل الإعلام، يدينون بالولاء للفريق أحمد شفيق، لأنه من فتح لهم طريق الحصول على دعم ضخم، من عدة شخصيات و«أنظمة» عربية، يرتبط معها بعلاقات وثيقة. وفى الحوار الأخير للفريق شفيق أعاد ما سبق وتحدث به عن علاقته بالرئيس عبدالفتاح السيسى مشيراً إلى أنه لن يدلى برأى فى الرئيس وأدائه إلا بعد عودته إلى القاهرة!! ونحن نسأل: من أنت حتى ينتظر الشعب المصرى رأيه فى الرئيس؟ وماذا تفعل فى الخارج وأنت مدان فى قضايا؟ ومن أين تأتى بالأموال التى يتم ضخها فى الصحف والفضائيات لتحسين صورة جنابك؟ ونعود ونقول للمرة الألف الخطأ لا يقع على شفيق أيضاً ولكنه على تلك الدولة الرخوة التى تترك كل هذه الجبهات مفتوحة ضد الوطن فى وقت واحد!! إن الفريق شفيق الذى حصل على ثقة المصريين أثناء ترشحه فى مواجهة المعزول لا يجوز أن يتحول إلى خصم يعادى الوطن ويعمل ضد أبنائه، ولا يليق بتاريخه الطويل أن يتحول إلى قبضة فى ظهر رئيس البلاد خاصة فى هذا التوقيت الذى تتربص فيه بمصر عشرات الجبهات التى تناصب وطننا العداء والكراهية وتتمنى إشعال النار فى كل قطعة منه. خرج «شفيق» فى 2012 من الأراضى المصرية، من مطار القاهرة، مع إعلان يؤكد أن الرحيل مؤقت، تعقبه عودة إلى القاهرة لتأسيس حزبه السياسى حسبما أعلن مسئولو حملته فى خبر السفر نفسه، وهو الأمر الذى أكدته تصريحات شفيق بعد سفره بأيام ثلاثة، والتى قال فيها إنه سيعود إلى القاهرة لتأسيس حزب «يعبر عن الأسرة المصرية»، لأن ترشحه لانتخابات رئاسة الجمهورية التى خسرها أمام مرشح جماعة الإخوان محمد مرسى فى جولة الإعادة «لن يكون ختام اتصاله بالحياة العامة». فى ذلك الوقت، أى فى أواخر يونيو 2012، اعتقد كثيرون أن العودة وشيكة، خاصة أن مسئولى حملة الفريق الانتخابية أعلنوا عن توزيع توكيلات يقدر عددها بالآلاف فى مختلف المحافظات استعدادًا لتأسيس قريب للحزب، لكن لا الفريق عاد ولا الحزب تأسس، وبقى قطاع من المتابعين، على الأقل أنصار «شفيق» فى انتظار تأسيس الحزب السياسى، والذى تأخر إلى يوم 11 أكتوبر 2012، تحت مسمى «الحركة الوطنية المصرية». ثم ظهر الحزب السياسى للنور، بينما كان قائده مازال خارج مصر، وبعد حوالى أسبوع من إحالته إلى محكمة الجنايات بتهم تتصل ب«الفساد وتسهيله استيلاء علاء وجمال مبارك على 40 ألف متر بمنطقة البحيرات المرة الكبرى بمحافظة الإسماعيلية، مملوكة لجمعية إسكان ضباط القوات الجوية» وهى القضية المعروفة إعلاميًا ب«أرض الطيارين»، ليولد الحزب ومؤسسه صادر بحقه أمر ضبط وإحضار وحبس، فى أكتوبر 2012، وهى قرارات مسبوقة فى أغسطس 2012 بقرار يقضى بوضع اسمه على قوائم ترقب الوصول والممنوعين من السفر، وبقيام ثورة 30 يونيو توقع كثيرون أن يعود شفيق، لكنه لم يعد.. وظلت الأسباب مجهولة، ولا نعرف إلى متى ستظل مجهولة خاصة بعد كل الوقائع التى ذكرناها وعلى مدار ثلاثة أسابيع متواصلة!!