- "الطيب" يتحدث: باق فى المشيخة وهذه قصة خلافاتى مع السيسي من يقود الحرب ضد "الطيب"؟!.. هذا التساؤل أصبح مسيطرًا على المهتمين بشئون الأزهر، حيث تلوح في الأفق بوادر حرب طاحنة يحركها البعض من خلف ستار لإجبار الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، على الاستقالة بعد توريطه في خلافات وهمية مع مؤسسة الرئاسة من خلال نشر تصريحات وتقارير ملغومة تزعم أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، غاضب من أداء الإمام الأكبر وأنه غير راضٍ عن تعامل المشيخة مع مطالبه في تجديد الخطاب الديني. وكان عدد من المواقع الإخبارية قد تداولت أنباء تزعم أن "الطيب" قرر تقديم استقالته عقب افتتاح قناة "الأزهر" الفضائية أوائل شهر رمضان المقبل، متعللًا بمرضه وكبر سنه، إلا أن السبب الحقيقى هو أن هناك أزمة حادة تدور في الكواليس بين المؤسسة الدينية ومؤسسات الدولة، منذ قيام الرئيس عبدالفتاح السيسي بتوجيه أكثر من دعوة لتجديد الخطاب الديني، مما اعتبرها "الطيب" إهانة لمؤسسة الأزهر ولشخصه. وذهب مرددوا هذه الشائعات إلى ترشيح عدة أسماء لخلافة الطيب من بينهم الدكتور علي جمعة، المفتي السابق، والدكتور طه أبو كريشة نائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية ووزيري الأوقاف السابقين الدكتور حمدي زقزوق والدكتور الأحمدي أبو النور. كما زعموا أن "الطيب" اعتبر أن مؤسسة الرئاسة دفعت بدعوتها كثيرًا من السياسيين والإعلاميين للهجوم على الأزهر. شيخ الأزهر لم يقف صامتًا أمام هذه الحرب وأصدر بيانًا يوضح فيه أنه لن يستقيل وأنه ليس على خلاف مع الرئاسة حيث أكد المركز الإعلامي للأزهر الشريف أنَّ الشائعات المغرضة التي انطلقت من خلال بعض الصحف وتناولت أنباء كاذبة حول استقالة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر أو عزمه على الاستقالة تُعدُّ جزءً لا يتجزَّأ مِن حملةٍ ممنهجةٍ لم تتوقف ضد المشيخة، والتي بات يعلمها القاصي والداني في جميع أنحاء العالم الإسلامي، وهي حملة تهدف إلى الإساءة للمؤسسة. وقال البيان: قد تناولت هذه الحملة رموز الأزهر ورسالته باستخدام كافة الوسائل، ومنها الكذب والتَّقوُّل على مقام مشيخة الأزهر ورموزها، وآخرها شائعة استقالة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب أو عزمه على الاستقالة. وأشار المركز إلى أنه قد تابع ما تناولته بعض الصحف والمواقع الإلكترونية وما تبع ذلك من قلقٍ واتصالاتٍ من كافة المخلصين في داخل مصر وخارجها بخصوص شائعة الاستقالة. وأضاف: يودُّ المركز الإعلامي التوضيح للشعب المصري وللأمة الإسلامية بأجمعها بشكل قاطع وواضح لا ريب فيه كذب هذه الأنباء، وأن شائعة استقالة الإمام الأكبر أو عزمه على الاستقالة عارية تمامًا عن الصحة، وقد أكد لنا الطيب بشكل واضح أنه ليس ممَّن يتخلى عن أمانته وواجبه وأنه باقٍ في المشيخة لخدمة الدِّين والوطن والأزهر. وأوضح المركز، أن رئاسة الجمهورية قد سبق وأن نفت هذه الشائعة بمجرد صدورها، كما سبق وأن نفاها عدد من القيادات بالأزهر وعلى رأسهم الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، ولكن للأسف لم تتوقف الأقلام المسمومة عن نشر الشائعة ونسبها إلى مصادر مجهولة، ونحن على يقين أن بعض هذه الأقلام سوف تستمر في نشر الشائعة وترويجها رغم كل ما أكدناه في البيان لأغراض لم تستطع أنْ تخفيها عن الناس غايتها إثارة البلبلة وعدم الاستقرار وتضليل الناس. وأكد المركز فى بيانه أن كافة وسائل الإعلام تستطيع بسهولة أنْ تتواصل مع قيادات الأزهر، وعلى رأسهم الشيخ أحمد الطيب، لكشف كافة الحقائق بشفافية كاملة وإيصال الحقائق للناس عوضًا عن الالتفاف حول الشائعات، كما يمكن لمَن أراد أن يصل إلى حقيقة أيِّ أمرٍ أن يتواصل مع المركز الإعلامي للأزهر بصفته الجهة الرسمية المعتمدة في المؤسسة للتواصل مع وسائل الإعلام، مع التأكيد أنه سوف يتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد مروجي هذه الشائعات الكاذبة المغرضة. الدكتور عبدالفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين جامعة الأزهر، علق على الأخبار المتداولة بشأن استقالة شيخ الأزهر بقوله "هذه شائعات مغرضة وأصحابها ينفذون أجندات خارجية، لأن خصوم مصر في الخارج يعلمون تمامًا أن الأزهر هو صمام الأمن للسلم الاجتماعي في مصر، فمتى انهارت هذه المؤسسة العريقة التي تميزت بتاريخها إلى اليوم، فنعلم أن السلم الاجتماعي في مصر سيتقوض بنيانه وتصبح الأمور فوضى وهذا ما لا ينبغي أن يقع" منوهًا بأنَّ شيخ الأزهر هو شيخ الإسلام وهو الذي بعد الثورة حاول كثير من الناس أن يثنونه عن دوره إذ به يقول لهم "والله لو تركت الأزهر في هذه الفترة بالذات لكُنت كمَن تولى وفر من الزحف". وعن طرح بعض الأسماء لتولي مهام مشيخة الأزهر، أشار "العواري" إلى أن "الطيب" أكبر من هذا، حيث إن جميع العاملين في الأزهر، إمَّا تلاميذ وأبناء له وإمَّا زملاءه، والجميع يدين بالولاء لله أولًا ثم للوطن ثم للإمام الأكبر، إأَّا طرح مثل هذه الأسماء فإنه لا يعكر الصفو، فشيخ الأزهر يعلم تمامًا أن الجميع تلاميذ له وأنه شيخهم وإمامهم ومحال من هذه الأسماء التي تطرح أن توافق عليه، لو قيل لها ذلك لاعترفت بهذا الأمر، فكل هذا درب من التكهن ينشره خصوم مصر، الإسلام والأزهر، من أجل زعزعة الاستقرار. وأكد الدكتور عبدالمقصود باشا، أستاذ ورئيس قسم التاريخ والحضارة في جامعة الأزهر، أنَّ المشيعين لأنباء استقالة "الطيب" هم مجموعة من الحاقدين الذين يتصورون أنفسهم يدافعون عن الإسلام وهم يهدمونه، كما يهدمون الوطن بادعاء أنهم يدافعون عن الدين، بهجومهم على الأزهر وشيخه الدكتور أحمد الطيب، والعلماء الأنقياء المحيطين. واستنكر باشا من يصفون الدكتور الطيب بأنه "داعشي"، مشيرًا إلى أنها كارثة نابعة من فكر الإخوان والسلفيين وغير الأزاهرة الذين يريدون هدم الأزهر، رغم أنه رمز السلام، وعلماؤه هم من حموا مصر والإسلام ودائمًا ما يقفون في مواجهة العدوان. كما أبدى استياءه من ادعاء الشيعة في الآونة الأخيرة، أن الأزهر وشيخه أخذ رشوة من بعض الجهات ليفتي في اتجاه معين، مما يعد اتهامًا شنيعًا يأباه الله ورسوله ويأبى علماؤه مجرد سماعه. وقال الشيخ عبدالعزيز النجار، مدير إدارة الدعوة في مجمع البحوث الإسلامية، إن الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف قيمة وقامة، إلَّا أن هناك من يريد تشويه صورة "الطيب" ومؤسسة الأزهر عند عامة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، حيث يريدون أن يشيعوا أن المشيخة مؤسسة ضعيفة وعلماءه ضعاف، حتى ينصرف الناس عنه. وأضاف: إذا ألصق في أذهان الناس أن الأزهر ضعيف، سينفرون ويبتعدون عنه، وسيكون فريسة سهلة إما من الجماعات الإرهابية وإما للمؤسسات العلمانية أو الشيوعية أو غيرها، فالإتهامات تصدر من كل من يقف الأزهر سدًا منيعًا بينه وبين المسلمين، حتى لا يصل إليهم هذه السموم بدعوى التقدم، والتغير والتجديد، فالأزهر يقوم بدوره ويمنع كل من يريد أن يضعف دوره في قلوب، عقول وفكر المسلمين.