حاول صبحي صالح طيلة حياته السياسية الهروب من الماضي كمساعد في البحرية "صول"، فدرس القانون وعمل محاميا حتى جاءت ثورة يناير ودفع به الإخوان ليكون أحد رجالهم في لجنة التعديلات الدستورية مع المستشار طارق البشري، وراح يروج كونه فقيها قانونيا ودستوريا للجماعة وقبلها كان يشارك في انتخابات نقابة المحامين لتظل صورته كقانوني ونقابي في المشهد وتظل سورا عاليا يخفى وراءه عمله القديم حتى أصبح أحد ترزية القوانين لصالح جماعة الإخوان في مجلس الشورى، يعتبره البعض أحد أركان فساد الحياة السياسية في مصر خلال العامين الماضيين. تغيرت أحوال "صالح" من مجرد محام "على باب الله" إلى فقيه دستوري ومن مكتب محاماة صغير بشارع الجزائر بالمنشية إلى مكتب فاخر بمنطقة مصطفى كامل أحد أرقى أحياء الإسكندرية، ومن شقة ضيقة بشارع سليم اسكندر بمنطقة "باكوس" الشعبية إلى فيلا بمنطقة كينج مريوط وهى الفيلا التي ألقت قوات الأمن القبض عليه فيها بتهم التحريض على قتل الأطفال وإلقاءهم من أعلى البنايات بمنطقة سيدي جابر، بالإضافة لانضمامه إلى جماعة تمارس العنف وتهدف إلى تعطيل الدستور وأحكام القانون. تم القبض على القيادي الإخواني البارز صبحي صالح في فيلته بكينج مريوط، حيث لا يعلم العديد امتلاك "صالح" لفيلا يقدر ثمنها بملايين الجنيهات، الفيلا مكونة من طابقين تحيطها الأسوار العالية وبها حمام سباحة وحديقة كبيرة وجراج سيارات. وكانت مصادر أكدت أن "صالح" اشترى قطعة أرض بقرية نجع الأفراد، قبل ثلاثة أعوام وقام ببناء الفيلا، دون أن يعلم أحد امتلاكه لها حتى أن أهل القرية فوجئوا بالقبض عليه داخلها، وربما اتبع "الفلوطة" – اللقب الذي يطلق على صالح- السر والكتمان في بناء إمبراطوريته المالية التي وصلت إلى 300 فدان ببحيرة مريوط تخصيص من هيئة حماية أملاك الدولة، بالإضافة إلى امتلاكه لأكثر من شقة تمليك بمنطقتي مصطفى كامل وسموحة، فضلا عن عدد من السيارات الملاكي أحدث الموديلات والماركات، بالإضافة إلي استيلاءه على مساحات عديدة بناحية "مرقيا" بالساحل الشمالي مملوكة للدولة وعدم اتخاذ المسؤولين بجهاز حماية أملاك هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة الإجراءات القانونية حيالها، حيث كشفت مذكرة صادرة من الرقابة الإدارية استيلاء صالح على مساحة 10 أفدنة بناحية مراقيا بالساحل الشمالي بموجب الخطاب رقم 1569 الصادر من جهاز هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة وكذا بموجب الملف رقم 713 /ب وإعادة بيعها بمبلغ 80 مليون جنيه .. وقد تبين عدم وجود خطاب برقم 1569 صادر من جهاز أملاك هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة وبفحص إجراءات تسوية حيازة صبحي صالح على قطعة الأرض والمقيدة بالملف رقم 713 / ب، وتبين انه بتاريخ 25 فبراير 2008 تقدم وليد .ح وكيلا عن صبحي صالح لجهاز حماية أملاك الدولة بطلب فحص صحة حيازة موكله لقطعة ارض مساحتها 600 متر مربع كاملة بطريق مراقيا القديم بضاحية الأمراء بمنطقة برج العرب بالإسكندرية وأرفق بالطلب عقد بيع ابتدائي والمحرر بينه وبين شركة المدينةالمنورة للاستثمارات العقارية والمؤرخ في 15 يونية 1997 حيث قام بسداد الرسوم المستحقة والبالغة نحو مبلغ 500 جنيه وقيد الطلب برقم 723 / ب. وبتاريخ 5 ابريل 2009 قامت اللجنة الفنية بالجهاز بالموافقة على إجراء معاينة للأرض واستكمال باقي إجراءات الطلب وبتاريخ 11 ابريل 2009 أرسل الجهاز خطابا لمقدم الطلب قيد برقم 1684 للحضور لإجراء المعاينة للأرض، إلا انه لم يحضر وفي ضوء ذلك تم إيقاف الإجراءات حتى تاريخه ولم تتوصل التحريات لبيع صبحي صالح قطعة الأرض حتى تاريخه، كما أشارت المصادر إلى إقامة صبحي صالح عقارا سكنيا فيلا دورين وبالمخالفة للقانون وعدم اتخاذ المسؤولين بالجهاز الإجراءات القانونية اللازمة حيال تعدى "صبحي" بالبناء دون ترخيص والتي تلزم إدارة الجهاز بالمرور الدوري على الأرض تحت ولايتها وفى حالة اكتشاف حالة تعدى بالبناء يتم تحرير محاضر مخالفة بناء دون ترخيص وإلزام المتعدى بسداد قيمة الأرض. ولد صبحي صالح موسى أبو عاصي في 19 سبتمبر عام 1953في قرية محل زياد بمحافظة الغربية، حصل على دبلوم الثانوي التجاري في العام الدراسي 1970، ثم سافر للإسكندرية وتطوع بالقوات البحرية وعمل بقسم الحسابات، حتى وصل إلي درجة (صول) وفى هذه الأثناء التحق بكلية الحقوق، أنهى خدمته العسكرية عام 1980 وتفرغ للمحاماة حيث افتتح مكتبا بمنطقة "باكوس" ثم نقله بعد ذلك إلى المنشية بشارع الجزائر، ومكتبه حاليا بمنطقة مصطفي كامل. بدأ يبرز دور صبحي صالح في نقابة المحاميين بعد أن دفعت به الجماعة على قائمة الإخوان في انتخابات النقابة الفرعية عام 1989، ونجح في دخول المجلس، ليشغل مقعد أمين الصندوق ثم وكيلا لها، وهي الفترة التي صعد فيها نجمه، وقتها أصبح صبحي صالح في ذلك الوقت من مشاهير الساسة في مصر وأصبح مكتبه للمحاماة يضم أكبر الموكلين في مجال "البيزنس الإخواني"، من بينهم محمد تاج والمهندس مدحت الحداد قبل أن يتم القبض عليه مؤخرا.