يعتبر مشروع انشاء العاصمة الإدارية الجديدة ثاني المشاريع القومية التي أعلن عنها السيسي كمشروع تنموي جديد يهدف إلى خلق بيئة استثمار جيدة، ومتكاملة، وحديثة، وعالية التقنية، تحتوى على البنية الأساسية، والخدمات المطلوبة، بالإضافة إلى شبكة اتصالات، ومواصلات جيدة. ويقع الموقع المقترح لها فى المنطقة المحصورة بين طريقى القاهرة- العين السخنة، والقاهرة- السويس الصحراوي، شرق الطريق الدائري الإقليمي مباشرة، أي بعد القاهرة الجديدة، ومشروع مدينتي، ومدينة المستقبل، ويبعد الموقع المقترح حوالي 60كم من مدن السويس، والعين السخنة، وبذلك تتكامل هذه العاصمة الإدارية مع التنمية التي ستنشأ عند تنمية محور قناة السويس. وتبلغ تكلفة تأسيس العاصمة الإدارية الجديدة250 مليار جنيه. وكان وزير الإسكان قد أكد أن طرح الرئيس السيسى لفكرة إنشاء عاصمة إدارية جديدة جاء متوافقًا مع عدد من الدراسات التخطيطية السابقة، وأنه كانت هناك مبادرات سابقة لتفريغ القاهرة من الوزارات تباعًا، وتم أكثر من مرة اختيار بعض المواقع، ولم تدخل حيز التنفيذ. وتهدف العاصمة الإدارية الجديدة إلى جذب رؤوس الأموال، والشركات العالمية للتواجد بالمكان، كما تعمل علي إتاحة الفرصة لتفريغ القاهرة من التكدس الناتج عن حركة العاملين بالوزارات، والجهات الحكومية، وستصبح القاهرة العاصمة التراثية، والثقافية، والتاريخية، ومقصدًا سياحيًا المتوقع، حيث ستُتيح الفرصة للاهتمام بصورة أكبر بالقاهرة، وتساعد على عودتها إلى رونقها. وطبقًا لتخطيط العاصمة الإدارية الجديدة فأنها ستوفر المتسع لتواجد القصر الرئاسى، والوزارات المختلفة، ومجلس الوزراء، ومجلس النواب، بالإضافة إلي حي دبلوماسي للسفارات، ومقار للشركات، والمؤسسات الدولية الكبرى، ومراكز للمال والأعمال، ومناطق للمعارض، ومناطق سكنية، ومجمعات تكنولوجية، وعدد من الجامعات، والفنادق الكبرى، كل ذلك في إطار من التخطيط البيئي المستدام، الذي يراعي الأبعاد البيئية، واستخدام أفضل الممارسات البيئية، في الإمداد بالطاقة، والبنية الاساسية. كما سيتم ربط العاصمة الإدارية الجديدة بشبكة مواصلات على أعلى مستوى، ضمن خطة الدولة لتطوير وسائل النقل الجماعي، وخدمة التجمعات العمرانية الجديدة الموجودة شرق القاهرة، وسيتم ربطها بالمترو مرورًا بطريق القاهرة/ السويس، و بالقطار المكهرب الذى سيخدم مدن شرق القاهرة، مرورًا بطريق القاهرة/الإسماعيلية. ولاقت فكرة العاصمة الإدارية رفضًا من بعض الخبراء بينما رحّب بها البعض الآخر، فيرى المعارضين للمشروع أنه لا يستوجب دفع مليارات الجنيهات في إنشاء مدينة جديدة لن يكون لها أولوية أو عائد اقتصادي سريع، كما يروا أن تكلفة المشروع الهائلة لا تتناسب إطلاقًا مع سياسة التقشف المتبعة حاليًا، ويرى خبراء آخرون أن توقيت القرار غير مناسب نظرًا للعجز الهائل فى موازنة مصر، مؤكدين أن الهدف منه هو مجرد" فرقعة إعلامية"، كما انتقد بعض الخبراء بعد الموقع المقترح، وأكدوا أنه لم يراع المسافة البعيدة بين المواطنين، والعاملين بالهيئات والوزارات، وأكدوا أن هذه الفكرة تنبت مع وجود كل رئيس جديد، فقد تم طرحها فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات، والرئيس المخلوع "مبارك" عام 2005، وأكدوا أن الفكرة فشلت فى الحالتين، ولم تستكمل. فى اتجاه آخر رحّب عدد من الخبراء بفكرة العاصمة الإدارية، ووصفوه بالقرار الجيد، لأنه سيساعد على توفير الطاقة، وتسهيل حركة المرور، وتقليص الزحام داخل القاهرة، والقضاء على تلوث الهواء، والأتربة.