آلمنى كثيراً .. طعننى بخنجر مسموم فى جرح لم يلتئم وواصل الضغط .. لم أستغرب كلامه أو موقفه ، فهو بوق من ملايين الأبواق ،خرجت تنهش فى لحم ثورة 25 يناير المذبوحة ضمن عمليات التشوية الممنهجة .. قال : لا تكرر أمامى أن ما حدث في 25 يناير كان ثورة ! .."شخرت" له "شخرة" مستترة بخاصية ال" فايبرشن" اهتز لها جسدى وتبعتها بسؤال مستتر أيضا : "أمال كانت إيه بروح أمك ؟!".. "تشخيراتى المكتومة" ليست خوفاً منه ولا من الست والدته وإنما إلتزاماً منى بآداب الحوار مع الآخرين وإحترامى لوجهات النظر المشوهة التى تُخرج ما بداخلى من "غيرة" على الثورة المغتالة . فمثل هذا يهاجمون "انتصار" يناير (2011) أكثر من الهجوم على "نكسة" يونيه (67) .. ويكرهونها بحجم كره "الوفديين"و"الإخوان" لثورة (52 ) التى بدأت بحركة الضباط الأحرار .. يواصلون عملية تدنيس محراب الثورة الطاهر المعطر بدماء شباب فى أعمار الزهور .. شباب آمنوا بها وآمنت أن بيدهم الخلاص فدعتهم للصلاة بدون "إمام" وكانت هى "أمامهم" وقبلتهم ، فصلّوا وطافوا ولبّوا النداء فى ميادينها وضحوا بأرواحهم ليمنحوا مصر الحياة ويقيموا لها عيداً فى غير موعده . تزداد حدة الهجوم على ثورة 25 يناير منذ أطلق نفير الحرب عليها بكلمة "لم تكن ثورة" ، ألا ساء ما يحكمون! ..هتكوا عرضها على شاشات التليفزيون وفى مجالسهم الممولة بعد أن أيقظت فيهم جينات الرجولة الضامرة ونخوة العربى المدثرة فى ثياب الفروسية وسيف لا يستخدم إلا فى حفلات العرس البدوى وقطع الرقاب على المذهب "الداوعشى" .. وما أن نبت الجنين في الأحشاء حتى خرج كل عاجز من قبائل ( الأحزاب الشائخة والجماعات المنبوذة والمعارضة المهلهلة والائتلافات الشبابية التائهة) ليتفاخر بفحولته الكاذبة ويصرخ أمام الأشهاد : أنا والد الجنين !! ..تصارع الآباء على النسب وهم يواصلون الركل فى بطن الأم الحامل متناسين أن هناك "جنين" يحتاج لرعاية .. وتركهم الجرّاحين من بعض أصحاب الزى المموه يواصلون الركل ويتفاخرون بالأنساب ويرسمون شكل المولود الجديد .. فريق أراد المولود إسلامى بذقن وجلباب أبيض وذبيبة صلاة ، وفريق ثان أراده علمانى بشعر "كانيش" و"حظاظة" فى اليد اليسرى ..وثالث أراده ليبرالى بنظارة شفافة وجسد نحيف ..ورابع أراده ..وخامس أراده ..حتى ولدت الأم مسخاً كما أراده الأطباء بفضل أطماع الأباء . نعم 25 يناير كانت ثورة يا سادة .. شئتم أم أبيتم .. ثورة كنا شهودٌ عليها بالدم وتحت الرصاص الحى ..ثورةٌ نقيةٌ بيضاء دفع ثمنها الأبطال وتربح منها الجبناء وماتت على يد المتآمرين والطامعين . كانت 25 يناير ثورة الفقراء والبسطاء والباحثين عن العدل والحرية والكرامة الإنسانية..ثورة الغاضبون من الفساد المستشرى والضمائر الغائبة ..ثورة الحالمون بمصر جديدة لا ينتحر فيها الشباب "خشية إملاق" ولا تموت فيها "الحُرة" بعد أن ينهشوا "ثديها" ..ثورة الجوعى الآكلين من صناديق الزبالة ..والعرايا المدثرين فى ثياب الستر البالية . الثورة كانت تراكماً لفساد ثلاثين عاما عشناها فى ظل الحكم المباركى لا بارك الله فيه وثلاثون أخرى أو مايزيد كنا مقبلون عليها فى حكم الوريث .. إذا كنتم تؤمنون أن 30 يونيو ثورة فلولا 25 يناير ما كانت! ..إذا كنتم ترون أن "30 يونيو" تصحيح للمسار ، ف"25 يناير" كانت الطريق الذى انحرف ..إذا كنتم تحسبون أن "يوليو" النتيجة الصحيحة ف"يناير" كانت يوم الاختبار ..من يعتقد أن ثورة 25 يناير هى الفرسان الثلاثة : أحمد ماهر وخالد تليمة وأحمد دومة رغم أن كل منهم كان له دور فهو أعمى ..لم يرى آلاف الشباب خضبت دماؤهم الميادين ولم نحفظ أسماءهم لا قبل ولا بعد الوفاة .. "25يناير" يا سادة ليست أسماء محفوظ المتحولة بعد الثورة إلى "مُزة" تنافس هيفاء وهبى فى "صدرها المكتظ"،هى بفضل "السبوبة الثورية" وهيفاء بفعل "العمليات التجميلية" والأفلام "السُبكية"..الثورة ليست علياء المهدى التى قرأنا عن "مؤخرتها" أكثر من قراءتنا فى "مقدمة" ابن خلدون .. لا تقارنوا بين 25 يناير و30 يونيو من حيث "القبيح" و"الأقبح" و"أولاد القح " ممن ناموا فى أحضانها ليل نهار ومارسوا معها كل أشكال البغاء وخرجوا لينعتوها ب"العُهر" ويطالبون ب"رجمها" فى الميادين . (25 يناير) كانت ثورة "بتول" فضّ الجميع "غشاء بكارتها" وتزوجها "الإخوان" تحت التهديد إما الزفاف أو الفضيحة والرجم وعقد قرانها المجلس العسكرى الأب بالتبنى مرغماً حتى لا يُفضح معها ،وشهد على الزفاف مخنثين السياسة والأحزاب .. وهلل الشعب المغلوب على أمره المشارك ب"التصفيق الحار أبو شطه " !! ..25 يناير ثورة قامت بيد الجميع وضاعت بسبب الجميع وتآمر المتآمرين . [email protected]