ما يمر به المسرح المصري الأن ليس أزمة عابرة ولكنه يخوض صراع من أجل البقاء فقد تكالبت عليه الأزمات والصعاب التي تهدد وجودة وإستمرارة فمن ناحيه أوضاع امنية غير مستقرة ومن جانب أخر ضعف في الميزانيات المخصصه للانتاج لمسارح الدولة بالإضافة إلي المنافسة الشرسة التي يلاقيها من شاشات الفضائيات ودور السينما فهل يشهد المستقبل القريب إختفاء الفن المسرحي من الساحة الفنية أم يمد اليه احدا يدا لتنقذه من الغرق في بحور الفناء الموجز التقت فتوح احمد رئيس البيت الفني للمسرح في محاولة لنستلهم من جديد معالم مسرحنا المصري وكيفية النهوض به. كيف تري حال المسرح الأن في مصر؟ حال المسرح واضح للجميع كنا زمان بنقول ان إحنا عندنا أزمة في المسرح ولكن السؤال الان هل سيكون لدينا مسرح في المستقبل أم لا وأنا دايما بقول إن إحنا عندنا مشاكل كتير كلنا لمسينها فبدل من ان نزايد علي بعض نقعد ونحط حلول للمشاكل دي عشان نقدر نرجع المسرح للجمهور ونرجع الجمهور للمسرح. ما هي أهم هذه المشاكل التي تواجهكم ؟ عندنا مشاكل متراكمة من سنين طويله فهناك مشاكل إدارية ومشاكل في عدد دور العرض وكذلك مشاكل في تجهيزات دور العرض المتاحة ولازم نبدأ في حل تلك المشكلات واحدة واحدة ويكون دا والمسرح شغال بمعني إننا ننتج في حدود الإمكانيات المتاحة لحين تحسن الظروف ولكن في نفس الوقت نبدأ في الإصلاح فورا وياريت نبدأ ونشتغل بنفس الروح الموجوده لدي العاملين في مشروع القناه الجديدة لأننا ساعتها اكيد هنحقق طفرة كبيرة في أسرع وقت. ذكرت مشروع القناة الجديدة فهل لدي البيت الفني للمسرح أي رؤية للمساهمة في دعم المشروع ؟ لا شك ان هذا مشروع وطني عظيم سيساهم في تحقيق نقله نوعية لمصر ويسعي الجميع لنيل شرف المشاركة فيه بأي صورة ونحن كبيت فني للمسرح لدينا إقتراح بإنشاء مسرح دائم في منطقة القناة تنشئه القوات المسلحة وكل أسبوع أو أسبوعين نقدم لهم عرض مسرحي للترفيه عن العاملين لكي يشعروا بأننا جميعا خلفهم وندعمهم وذلك بما لا يعوق سير العمل طبعا وسنقدم هذا المقترح في إجتماعنا القادم مع الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة ونتمني تحقيقه في اسرع وقت. في رأيك لماذا توقف مسرح القطاع الخاص ؟ مسرح القطاع الخاص توقف لأسباب كثيرة أهمها أنه ظل لفترة طويله جدا يعتمد علي السائح العربي فلما انقطع هذا السائح وهو الممول الأساسي لهذا المسرح توقف المنتجون عن تقديم هذه العروض لأن هذه العروض باهظة التكلفه فأجور النجوم مرتفعة جدا والجمهور المصري وحده لن يستطيع أن يعوض المنتج التكلفه العاليه لهذه العروض والمسرح الخاص هدفه إستثماري بحت ولذلك عندما توقف الربح توقف المسرح وهذا يختلف عن مسرح الدولة الذي لا يبغي الربح وإنما يبغي تقديم خدمة ثقافية للشعب المصري مدعومه من دافعي الضرائب. في ظل توقف مسرح القطاع الخاص لماذا لا يستقطب مسرح الدولة عدد من نجوم هذا القطاع لتحقيق طفرة في عروضة ؟ نجوم القطاع الخاص في كلام معاهم ولكن يجب أن نعلم أن مسرح الدولة لا يتحمل أجورهم فسقف الأجور لدي لا يكفي كأجر لبيس لأحد هؤلاء النجوم ولكنهم سيأتوا خدمة لبلدهم وللجمهور المصري وسيأتوا بأجور زهيدة ولكننا ننسق لإختيار الوقت المناسب لهم والبعيد عن وقت تصوير أعمالهم السينمائية والتلفزيونية. وعلي فكرة ماحدش قال لأ خاصة النجوم الذين عملوا بالمسرح وكلهم علي إستعداد للمساهمة في عودة المسرح لأنه أبو الفنون وله متعه خاصة عند الفنان تفوق كل متع الفنون الأخري ومن أبرز من تكلمنا معهم الفنان أحمد بدير ونحن نبحث له عن نص مناسب وهتشفوه علي مسرح الدولة قريبا جدا. هل إنتشار الفضائيات أثر بالسلب علي الفن المسرحي ؟ بلا أدني شك لأن الناس كلها بتقول إن فترة الستينات كان فيها حركة مسرحيه نشطه ومزدهرة وبينسوا أن بدائل المتعه في الوقت دا كانت قليله جدا فكان المسرح أحد الركائز الأساسيه في المتعة والترفيه ولكن الأن إيه اللي ينزلك من البيت وتتحمل أعباء إضافيه عشان تروح المسرح وإنت عندك قنوات تلفزيونيه لا حصر لها وتقدر تشوف العالم كله من خلالها عشان كدا لازم الإغراء يكون قوي عشان تنزل وتروح المسرح مثل رؤية نجم بتحبه علي الطبيعه ولازم كمان الموضوعات تكون جديدة ومشوقه وأسعار التذاكر تكون في الحدود المعقوله بما لا يشكل عبئ كبير علي الجمهور. كثر الحديث عن وجود فساد داخل القطاع المسرحي فما ردك علي ذلك ؟ الفساد موجود في كل أجهزة الدولة ولكن بنسب متفاوته وإحنا مش عايزين نستسلم ونقول فساد إحنا عايزين نقاوم هذا الفساد لأن هذا الفساد نتيجة موروث طويل ففي ناس مش فاسدة ولكنها جت علي نظام فاسد فمشيت عليه وفي رأيي أن أهم صور الفساد لدينا أننا البيت الفني للمسرح وأكرر الفني بمعني أننا موجودون لكي نقدم فن مسرحي وهذا دورنا ولكن الميزانية المتاحة قليله جدا ومع ذلك لم تسلم فالجهاز الإداري لدينا بالع ميزانية الإنتاج الفني وأنا أعتبر هذا فساد وأحاول أعمل توازن بأن الأولويه تكون للإنتاج الفني. ماذا يطلب المسرحيون من الدولة للنهوض بالحركة المسرحية ؟ لا شك اننا نريد زيادة الميزانية المخصصة لمسارح الدولة ولكننا ندرك ان الدولة في موقف لا تحسد عليه فلقد ورثت تركة ثقيله محمله بالمشاكل وأنا بشفق علي كل مسوؤل موجود في الوقت الحالي لأنه بيواجه صعوبات كثيرة جدا ولكني أري أن البلد أخيرا لقت قائد تمشي وراه ولازم تصلح اللي فات وما نطلبه من الدولة أن الأجهزة والوزارات كلها تتكاتف مع بعضها لأن المفروض الأجهزة دي معموله لخدمة المواطنين ولكن أغلب هذه الوزارات تعيش في جزر منعزلة وحتي داخل الوزارة الواحدة كل قطاع يعمل في جزيرة منعزلة عن بقية القطاعات وهذا يعرقل العمل بصورة كبيرة وما نطلبه هو تحقيق شيئ من التنسيق ييسر عملنا واعتقد ان هذا متاح ولن يحمل الدولة أية أعباء. أهم العروض التي يقدمها البيت الفني للمسرح حاليا ؟ اللي شغال دلوقتي عرضين في الأسكندرية والمسرح الحمد لله مليان بإستمرار وهذا مايهمني حتي قبل الإيرادات وهما عرض " في صحتك يابا" بطولة وائل نور وإنتصار ونجوم المسرح الحديث والمسرح الكوميدي بيقدم "اللي خايف يروح"علي مسرح ليسيه الحرية لمحمود عزب ومروة عبدالمنعم ونجوم المسرح الكوميدي ولقد سعدت للغاية بمكالمة اللواء طارق المهدي محافظ الأسكندرية الذي عبر فيها عن سعادته وتباهيه بإستمرار العروض بالأسكندرية علي مدار العام وهذا يدل علي الأمن والإستقرار ويشيع جو من السعادة والبهجه وهذا هو الهدف الأسمي لنا والذي نسعي من خلال عروضنا للوصول إليه ونتمني ان نظل دائما مبعثا للأمل والبهجة والطمأنينة في نفوس الجماهير. بماذا تحلم للبيت الفني للمسرح ؟ أنا بحلم أن الإنتاج بتاعنا يوصل لكل المحافظات علي مستوي الجمهورية لأن مسرح الدولة متعملش لسكان القاهرة والجيزة فقط وإنما أنشيء لمواطني الدولة في كل مكان وأنا كل هدفي أن أصل بالعروض للناس في المحافظات ولكن تواجهنا عقبات كثيرة أهمها التمويل وضعف الميزانية ولكننا نحاول التغلب علي ذلك بالإتفاق مع المحافظين أنهم يستضيفوا الفرق هناك ونوفر تكاليف الإقامة ويقدموا بعض الدعم وإن شاء الله نحقق هذا الهدف. ألم تحاول عقد شراكة مع منتجي القطاع الخاص لتقديم هذه العروض ؟ حصل كلام مع الأستاذ أحمد الأبياري ولكن القطاع الخاص هدفه الأول هو الربح وإحنا هدفنا نقدم فكر وفن لتثقيف العقول والفكرين مختلفين وصعب جدا يلتقوا مع بعض. هل تري أن المسرح واكب الأحداث السياسية في مصر؟ أعتقد أن أغلب عروض الشباب مواكبه للحدث وإنما المسرح مش وظيفته أنه يواكب الأحداث فقط فهذا نوع من المسرح ولكن الهدف الأساسي للمسرح هو التثقيف والتنوير وأحب هنا أن أقول أن أغاني وحفلات المناسبات تنتهي بإنتهاء تلك المناسبات ولكن مايبقي هو الفن الذي يخاطب مشاعر الإنسان نفسه بدليل ان شكسبير عايش حتي الأن لأنه لم يقدم أعمال لنظام ما وإنما للإنسان نفسه فعاشت اعماله حتي الأن. شفت تجربة أشرف عبد الباقي في تياترو مصر إزاي وهل هذه التجربة تقدم مسرح بمعناه الحقيقي ؟ في رأيي إن أي حد يحاول أنه يرجع المسرح ويرجع الجمهور للمسرح لازم نحترمة بغض النظر عن التجربة اللي بيقدمها وأنا أشكر أشرف عبد الباقي علي مجهوده في ذلك وأي حد يساعد في تحقيق هذا الهدف وأنا لا أبحث الأن عن المنتج إيه ولكن الأكثر أهميه الأن هو إستعادة الجمهور للمسرح والمحافظة علي بقائه ثم بعد ذلك نطور المنتج وننقيه.