مازالت تداعيات الأزمة الداخلية التي تعصف بجماعة الإخوان المسلمين تلقي بظلالها على الساحة السياسية الأردنية. يأتي ذلك وسط أنباء مؤكدة عن نية الرافضين لاختيار محمد الزيود المحسوب على تيار الصقور أمينا عاما لحزب جبهة العمل الإسلامي الجناح السياسي للجماعة، عدم انتظار مؤتمر الشهر المقبل للتحرك ضد القيادة الحالية، والمطالبة بإعادة انتخاب الأمانة العامة. وكان المراقب العام السابق للجماعة عبدالمجيد ذنيبات قد أكد في وقت سابق عن عقد مؤتمر إصلاحي ثان الشهر المقبل يهدف إلى وضع حد لسياسات القيادة الحالية وسعيها إلى الهيمنة على مفاصل القرار داخل الجماعة. وكشفت مصادر مطلعة عن توجه مجموعة من قيادات الجماعة، للضغط باتجاه إعادة عملية انتخاب الأمين العام للحزب. وذكرت المصادر أن الأعضاء المنسحبين سيعقدون، السبت المقبل اجتماعا موسعا يتم خلاله البحث في الخطوات التصعيدية اللاحقة. وكانت ذات المصادر قد أعلنت، في وقت سابق، عن تشكيل لجنة مصغرة لمتابعة التطورات الأخيرة التي تشهدها الجماعة برئاسة القيادي عبداللطيف عربيات. وستكون من بين أهداف هذه اللجنة إطلاع قواعد الحزب على "الانقلاب" الذي قام به ما يسمى تيار الصقور بقيادة سعيد همام المراقب العام ونائبه زكي بني ارشيد على التوافقات التي جرت خلال الأسابيع الأخيرة والتي من بينها تولي القيادي سالم الفلاحات منصب الأمانة العامة خلفا لحمزة منصور. عبدالمجيد ذنيبات: مجموعة لا يعلمها إلا الله قامت باختطاف جماعة الإخوان في الأردن وبالتزامن مع أعمال اللجنة المصغرة يواصل الرافضون لاختيار الزيود حشدهم لمؤتمر ثان سيحضره العديد من القيادات على غرار عبداللطيف عربيات وعبدالحميد القضاة وحمزة منصور وجميل أبوبكر. وأكد المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين عبدالمجيد الذنيبات، في هذا السياق، نيّة الجماعة عقد المؤتمر الثاني لإصلاحها الشهر القادم، لافتا الى أنه سيكون في عمان، وعلى مستوى كافة شعب الجماعة بكل المحافظات. وأوضح الذنيبات في تصريح لوكالة عمون الأردنية أن الجماعة تواجه مصيرا بائسا، وأن الاجتماع القادم سيحمل رؤية إصلاحية للإخوان، لكنها لن تكون انشقاقية وإنما ستكون بهدف إعادة ترتيب البيت الإخواني الأردني، موجهة رسالة للشعب الأردني، بأن الجماعة تسعى إلى إصلاح نفسها وتعمل تحت الشمس. واتّهم القيادي بقيام مجموعة قال إنه "لا يعلمها إلا الله" باختطاف جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، مستدلا على ذلك بما جرى في اختيار الأمين الجديد لحزب جبهة العمل الإسلامي. واعتبر الذنيبات "أن ما حصل من التفاف قي عملية اختيار الأمين الجديد محمد الزيود خلال اجتماع مجلس شورى الحزب يوم السبت الماضي، يؤكد وجود خطر على الجماعة من داخلها ومن خارجها".