حالة من الغضب يشهدها الشارع القبطي عقب تصريحات الأنبا بيشوى، مطران دمياط وكفر الشيخ، التي طالب فيها الفتيات اللاتي تزيد أعمارهن عن 11 عامًا، بعدم ارتداء "البنطلون والبلوزة"، وضرورة ارتدائهن ملابس تتسم بالحشمة والوقار، وعدم وضع "مكياج"، أثناء تقدمهن للتناول -أحد أسرار الكنيسة السبعة-. النشطاء أوضحوا أن تصريحات الأسقف تتنافي مع تعاليم المسيحية، وتتعارض أيضا مع قرارات البابا تواضروس، التى أكد فيها على الحرية الشخصية لكل أبناء الكنيسة.. وفى هذا السياق أعلن الشباب القبطي عن تنظيم وقفة احتجاجية يوم الأربعاء المقبل قبل العظة الأسبوعية للبابا، للاحتجاج على مطران دمياط بسبب تدخله فى أمور بعيدة عن الجوانب الروحانية. من جانبه أكد مينا ثابت، الناشط القبطى وعضو التحالف المصرى للأقليات، رفضه لتصريحات الأنبا بيشوى، لافتا إلى أنها غير صائبة ولا يليق أن تصدر عن أسقف كبير بحجم الأنبا بيشوي. وأضاف: ما يدعو للدهشة هو تحديد الفئة العمرية فى قراره ب 11 سنة أى فى عمر الطفولة، حيث اعتبر الطفلة ذات ال 11 عام امرأة و مثيرة للغرائز ولابد أن تحتشم، مما يدعوا للتعجب خاصة وأن الفتيات القبطيات يرتدين هذه الملابس منذ فترة، ويحضرن العظة الأسبوعية للبابا بنفس الملابس، فلما الاعتراض الآن؟!. ولفت ثابت إلى أن الفتيات الأقباط من عمر سنة يضعن على رؤوسهن منديل كعلامة للوقار والتقدير أثناء طقس التناول، موضحا أن أى طفلة مسيحية تنشأ على احترام قيمة التناول والقداس. وأشار إلى أن تصريحات بيشوى الأخيرة ليست أول سقطة له فيما يتعلق بمواقفه تجاه المرأة المسيحية، فالرجل طالب منذ عامين الفتيات القبطيات بارتداء الحجاب قدوة بالمسلمات. وتابع: الأنبا بيشوى صاحب عقلية متحجرة ويرعى الأفكار المتشددة فى الكنيسة، ولديه نزعه رجعية تقف حاجزا أمام تنفيذ الكثير من قرارات البابا التي تتسم بالوسطية وترفض إجبار الأقباط على الاقتناع بمثل هذه الأفكار المتحجرة، وعلى بيشوى الرجوع لتاريخ البابا شنودة، عندما قال لشاب مسيحى سأله عن رأى الكنيسة فى ملابس الفتيات قال له "خليك فى حالك، ومتبصش عليهم انت". فى الصدد ذاته انتقد هاني عزت، مؤسس حركة منكوبي الأحوال الشخصية، إصدار الأنبا بيشوي بيان يجبر النساء على ارتداء ملابس بعينها ويحرمهن من زينتهن داخل الكنيسة، مشيرا إلى أن بيشوى يهدف إلى إثارة الرأى العام، فى محاولة منه للرجوع مرة أخرى للأضواء والظهور أمام الكاميرات بعد أن عمدت الكنيسة فى الأخيرة إلى إقصائه وتحجيم ظهوره. وطالب عزت البابا تواضروس بإصدار قرار يؤكد فيه عدم تدخل الأساقفة في الأمور العامة للأقباط، وقصر اهتماماتهم على الجوانب الدينية والروحانية فقط. وأشار الي أن الحركة ستشأرك في الوقفة الاحتجاجية التي دعا لها النشطاء يوم الأربعاء للتنديد بهذه التصريحات حتي لا يتدخل الأسقف في مثل هذه الأمور مرة أخري. ويؤكد مايكل أرمانيوس، مؤسس حركة "أقباط أحرار"، أن المسيحية عقيدة لا تقبل الفتاوى الشخصية التى تثير البلبلة، لافتا إلى أن الحركة تقوم بالحشد من أجل تنظيم وقفة احتجاجية يوم الأربعاء المقبل بالكاتدرائية، لوقف مثل هذه الفتاوى ووضع حد لتدخلات الأساقفة وذلك بالتزامن مع عظة البابا تواضروس الأسبوعية. وأوضح أنه سيقوم بتقديم طلب للبابا للتحقيق فى بعض الوقائع والتصريحات الصادرة من الاساقفة، ومنها تصريح أسقف دمياط الأخير، لافتا إلى أن ما يحدث الآن يعطى انطباعا بوجود انشقاق داخل المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية. وفى رد فعل غير متوقع على تصريحات الأنبا بيشوى أكدت الكنيسة الارثوذكسية، على لسان القس بولس حليم، المتحدث الاعلامى باسمها، أن كل أسقف له الحق في تدبير العمل الرعوي الذي يخص ايبارشيته طالما لا يتعارض ذلك مع عقيدة الكنيسة وتعاليمها، مضيفا أن تعميم مثل هذا القرار على كل الكنائس بحاجة إلى قرار مجمعى من المجمع المقدس للكنيسة القبطية الارثوذكسية، وأن قرار الاسقف لم يلزم الفتيات بالملابس خارج الكنيسة بل داخل الكنيسة فقط، وهذا أمر من حقه ولكن لا يجب أن يصدر بهذا الشكل. وتابع: كان على الانبا بيشوى اختيار الوقت الأنسب لإصدار قراره، حتى يتسنى له تقديم النصيحة للفتيات أثناء القداس الأمر الذى يشعرهن بأن الموضوع كله لا يتعدى كونه نصيحة وليس أمرا يجب تنفيذه.