على هامش لقائه برئيس الوزراء الأسترالى «تونى أبوت»، سأل أحد الصحفيين أوباما عن مدى إمكانية تلبية طلب رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى بخصوص توفير غطاء جوى أمريكى للقوات العراقية النظامية، بعد سقوط الموصل ثانى أكبر مدينة عراقية فى أيدى داعش، فأجاب أوباما: لا أستبعد شيئاً.. العراق سيكون بحاجة لمساعدة الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولى أيضاً، وفريق أمننا القومى عاكف على دراسة كل الاحتمالات. أوباما قال أيضا: ما يهم الولاياتالمتحدة هو ضمان عدم استيطان داعش للعراق بشكل دائم والأمر ذاته ينطبق على سوريا وأى مكان آخر. المحلل السياسى الأمريكى «دانيال باتريك وولش» كشف أن تنظيم «الدولة الإسلامية بالعراق والشام المعروف ب«داعش» هو واحد من الجماعات الإرهابية التى مولتها الولاياتالمتحدة لاستخدامها ضد سوريا، مؤكدا أن الولاياتالمتحدة قامت بتدريب عناصرها فى الأردن وغيرها من البلدان. جريدة «وول ستريت جورنال» الأمريكية نشرت أن مسلحى تنظيم «داعش» تمكنوا من السيطرة على مدينة تكريت بعد الموصل خلال يومين فقط، الأمر الذى يهدد العاصمة بغداد ويجعل الحكومة العراقية مضطرة للسماح بتوجيه ضربات جوية أمريكية للتصدى لتقدم المسلحين. من الجريدة الأمريكية، عرفنا أن الحكومة العراقية طلبت من الولاياتالمتحدة الإسراع فى تسليمها الدعم العسكرى الذى تعهدت به، خاصة مروحيات الأباتشى وطائرات إف-16 المقاتلة ومعدات الرصد، للمساعدة فى التصدى لمسلحى داعش.. وكان رد الولاياتالمتحدة أنها ترسل شحنات معدات عسكرية إلى العراقيين طوال العام!! كما رفض مسئولون أمريكيون الإفصاح عما اذا كانت الولاياتالمتحدة ستقوم بتوجيه ضربات جوية باستخدام طائرات بلا طيار. مسئولون أمريكيون وصفتهم الجريدة الأمريكية ب«البارزين» قالوا إن إدارة الرئيس باراك أوباما تدرس عددًا من الخيارات، لكن لم يتم اتخاذ أى قرارات حتى الآن. بيرناديت ميهان المتحدثة باسم مجلس الأمن القومى التابع للبيت الأبيض أوضحت أن التركيز الحالى للمناقشات مع العراق هو بناء قدرة العراقيين ليتمكنوا بنجاح من مواجهة التهديد الذى تشكله «داعش» والتعامل معه. أشارت الجريدة إلى أن بعض أعضاء الميليشيات الشيعية فى العراق، التى تلقت تدريبا وتمويلا من الحكومة الإيرانية، قالوا إنهم على أهبة الاستعداد للدفاع عن بغداد!! وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أعلنت أنها لا تستبعد أى خيار فى العراق باستثناء إرسال جنود على الأرض، وأشارت إلى أن الولاياتالمتحدة خلال ثمانى سنوات من الحرب فى العراق، تكبدت 5000 قتيل و800 مليار دولار. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية، لا أحد يتخيل رؤية جنود أمريكيين مرة أخرى فى الفلوجة أو تكريت، إلا إذا كانوا عناصر مخابراتية لجمع ما يلزم من معلومات للطائرات بدون طيار. فى سياق متصل، أعلنت إيران استعدادها لتعويض نقص النفط فى الأسواق العالمية، الناجم عن انحسار الصادرات العراقية لهذه المادة بعد سيطرة مسلحين على مناطق نفطية مهمة فى هذا البلد. وزير النفط الإيراني «بيجن نامدار زنكنه»، أعلن أن إيران، وبعيداً عن موضوع التطورات فى العراق، سعت وباستمرار إلي عرض النفط في الأسواق العالمية بشکل منتظم ودائم، وأشار إلى أن الظروف المتاحة حاليا ملائمة لعودة الشرکات النفطية الأجنبية للحضور مرة أخري فى صناعة النفط الايرانية، مؤكداً إجراء مفاوضات معها لتحقيق هذا الهدف. وأضاف زنكنه أن إيران لم تشغل بعد الحد الأقصي لطاقاتها الانتاجية النفطية فى سبيل عرض نفطها بسهولة فى أسواق النفط العالمية، وذلك بسبب العراقيل والقيود التى فرضتها الولاياتالمتحدةالأمريكية حتي الآن، ومنذ الرفع الجزئى للعقوبات الغربية المفروضة عليها نتيجة البرنامج النووى، زادت إيران من إنتاج النفط، إذ تمكنت من ضخ 2.8 مليون برميل يومياً. طهران، هى الأخرى، تحاول استغلال ما يجرى على الأرض لتحقيق طموحها فى العودة إلى المركز الثانى بين منتجى منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك».. وفى النهاية وطن يتم إحراقه اسمه العراق أو بلاد الرافدين التى شهدت حضارات عريقة وثروات أصبحت مطمعاً منذ سقوط صدام وإلى آخر ورقة خضراء على أرض هذا البلد العربى الكبير.