تناولت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم الأربعاء, استمرار العمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي، ورصد حالة الاحباط المنتشرة في الشارع الفلسطيني عموماً، وبروز خلافات أمريكية إسرائيلية بسبب العراق. وقالت مصادر فلسطينية إن قوات عسكرية إسرائيلية اعتقلت، فجر اليوم الأربعاء، العديد من قيادات حركة حماس في مدينة بيت لحم. وأفادت الصحف، أن من بين المعتقلين النائبين عن كتلة "التغيير والإصلاح" خالد طافش وأنور الزبون، وأيضاً جرى اعتقال الدكتور غسان هرماس وحسن الورديات، وهما من قادة حماس في بيت لحم. وأشارت إلى أن إجمالي عدد الفلسطينيين الذين جرى اعتقالهم في أنحاء الضفة الغربية، الليلة الماضية فقط، بلغ 17 شخصاً، في إطار أعمال البحث المستمرة عن الشبان المخطوفين الثلاثة. وبعيداً عن العملية العسكرية الإسرائيلية الواسعة في الضفة الغربية، عرضت الصحف هجوم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو على السياسة الأمريكية في العراق. وكشفت الصحف أن نتانياهو قال، في حديث مع مسؤول أمريكي، إنه سيكون من الخطأ تخفيف الضغوطات على إيران في المفاوضات بشأن مشروعها النووي، مقابل تعاونها في الحرب على التنظيمات "الجهادية" في العراق. ونقلت الصحف عن نتانياهو قوله إن المعادلة التي على الولاياتالمتحدة فرضها على إيران، يجب أن تقضي بأن تدفع إيران ثمناً، في حال رفضت التعاون مع واشنطن في العراق. وأضافت أن نتانياهو مقتنع بأنه يتوجب عليه إحباط "صفقة" قيد التبلور بين إيرانوالولاياتالمتحدة في العراق، وهي الصفقة التي يرى الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنها مصيرية، للحفاظ على العراق من التفتت والانهيار. على صعيد آخر، عرضت دعوة عضو حزب البيت اليهودي للحكومة الوزير أوري أريئيل إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عقابية ضد الفلسطينيين، في المجال المدني أيضاً، وعدم الاكتفاء بالعملية العسكرية. واقترح أريئيل سحب ما أسماه ببطاقات VIP من الشخصيات الفلسطينية الكبيرة، وعدم السماح لهم بالتنقل بصورة حرة بين الضفة الغربية وقطاع غزة. من جهته عارض رئيس المعارضة عضو الكنيست إسحاق هرتسوج هذه المقترحات، قائلاً إن ممارسة الضغوط على السكان الفلسطينيين لن تساهم في إعادة المخطوفين. وأكد أريئيل أن على الحكومة أن تتصرف بمسؤولية، وألا تزيد من الاحتكاك مع سكان المناطق، خاصةً مع قرب حلول شهر رمضان. ونبقى مع صحيفة معاريف، التي نقلت ترحيب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، أمس الثلاثاء، بتصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس، التي دان فيها اختطاف 3 مستوطنين إسرائيليين. غير أن الصحيفة نوهت إلى انتقاد نتانياهو لاتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس، التي تتهمها إسرائيل بخطف المستوطنين. ونوهت الصحيفة إلى أن تصريحات نتانياهو جاءت عقب اجتماعه مع نظيره الروماني، فكتور بونتا، حيث قال بالنص: "أقدر للرئيس عباس تصريحاته، قبل أيام قليلة، ورفضه لعملية خطف المستوطنين الثلاثة أخيراً". ومن هذا الموضوع إلى تعليق الأسرى الإداريين في السجون الإسرائيلية إضرابهم عن الطعام، بعد 63 يوماً من الإعلان عن هذا الإضراب. وعرضت الصحيفة، عبر موقعها على الإنترنت، ما أسمته ببيان لجنة حركة الأسير، والذي صدر فجر اليوم، والذي قال: "في غمرة الأحداث، وفي ظل هذا العدوان السافر على أهلنا، وبعد عدة لقاءات مع قيادة استخبارات السجون، ورحمةً بأهلنا وأسرانا قبيل شهر رمضان، وبعد 63 يوماً من الإضراب، قررنا تعليق إضرابنا". وأوضح البيان إن تعليق الإضراب جاء بناءً على اتفاق مع قيادة استخبارات السجون الإسرائيلية، مشيرين إلى أنهم سيعلنون عن تفاصيله بعد خروج المضربين من المستشفيات. ونقلت الصحيفة عن مدير مركز أحرار لحقوق الإنسان فؤاد الخفش، تعليق الأسرى لإضرابهم المفتوح عن الطعام، نتيجةً لما أسماه بخيبة الأمل من التعامل الرسمي والشعبي مع قضيتهم. وقال الخفش، في تصريحات لبعض الصحف ووسائل الإعلام الفلسطينية، إن الأسرى اشتكوا من قلة المحامين، وضعف التفاعل والاهتمام بقضيتهم، على كافة الأصعدة، في ظل الهجمة الشرسة من قبل إدارة السجون، عقب اختفاء المستوطنين الثلاثة. من جهته، قال رئيس قسم الشؤون العربية في إذاعة الجيش الإسرائيلي، جاكي خوري، في مقال له بالصحيفة أن استنكار الرئيس الفلسطيني محمود عباس لعملية اختطاف المستوطنين الثلاثة أصاب الشارع الفلسطيني بالإحباط، خاصةً وأن الكثير من الفلسطينيين يتمنون أن تكون هذه العملية بدايةً لحصول عميلة تبادل واسعة بين السلطة الوطنية وإسرائيل، للإفراج عن الأسرى. وأكد خوري: "يشعر الفلسطينيين في رام الله بخيبة أمل من خطبة الرئيس محمود عباس، والتي ألقاها في السعودية، واعتذر فيها عن اختطاف المستوطنين، وقال إنهم بشر ويجب إطلاق سراحهم". ويتساءل الفلسطينيون لماذا لم يتحدث عباس بهذه اللهجة عند وقوع اعتداءات اسرائيلية يومية ضد الفلسطينيين، أو الحديث عن معاناة السجناء. وحذر خوري من استغلال حركة حماس للموقف قائلاً: "أصبحت حماس تنقل إشارات وتشجع وتؤيد حصول انتفاضة شعبية، ووجد عباس وقيادة السلطة الفلسطينية أنفسهم بين المطرقة والسندان، فهناك إسرائيل التي تحاصر الفلسطينيين بصورة حديدية، والشارع الفلسطيني من جهة أخرى، والذي تظهر عليه علامات اليأس وخيبة الأمل، وسيضطر عباس إلى أن ينظر في أمر إلى أين يتجه؟ هل إلى تنسيق مع إسرائيل؟ أم إلى تنسيق مع أبناء شعبه؟". ومن هذا الموضوع، إلى مقال كتبته الكاتبة محللة الشؤون العربية في القناة الإسرائيلية الروسية، والعضو في معهد "ميتفيم" الإسرائيلي المتخصص في الشؤون السياسية الأجنبية الإقليمية، كسينيا سفيتلوفا. وتطرقت سفيتلوفا إلى مستقبل العلاقات الكردية الإسرائيلية قائلةً، في المقال الذي نشره موقع قناة I24، التي تبث من إسرائيل: "وصلت الشحنة الأولى من النفط الكردي إسرائيل، ومن يتابع العلاقات الإسرائيلية الكردية على مر العقود الأخيرة لم يتفاجأ من الخطوة، والعلاقات التاريخية بين إسرائيل والأكراد بدأت منذ بداية ستينيات القرن الماضي، عندما كان عملاء استخبارات إسرائيليون يعملون في مناطق كردستان العراق، ويساعدون السلطات المحلية". وأضافت سفيتلوفا أن نسبة التعاون بين الطرفين زادت بشكل ملحوظ بعد سقوط صدام حسين، حيث دخل مقاولون إسرائيليون وشركات إسرائيلية الى كردستان العراقية، والأنباء عن قيام وحدات كوماندوز إسرائيلية بتدريب قوى البشمركة الكردية في الصحف العراقية أصبحت أمراً اعتيادياً. غير أن سفيتلوفا نوهت إلى أنه حتى الآن لم يتم إقامة علاقات رسمية، وامتنع رئيس الحكومة القومية الكردية مسعود برزاني، في زيارة قام بها مؤخراً، عن لقاء أي إسرائيلي من جماعات الضغط اليهودية (اللوبي)، وأحد أسباب هذا التأخر هو علاقة أكراد العراق مع إيران، التي تعتبر لاعباً مركزياً في المنطقة، والتي لا توافق على التقارب بين أكراد العراق وإسرائيل. وقد يكون هذا هو السبب وراء الرفض القاطع الذي نشرته الوزارة الكردية لشؤون الموارد الطبيعية، رداً على بيعها نفطاً لإسرائيل، حيث ذكر مصدر داخل الوزارة أنه "لم نقم أبداً ببيع نفط لإسرائيل بصورة مباشرة أو غير مباشرة". ونوهت سفيتلوفا إلى إصدار مجلة تحمل عنوان "إسرائيل – الكرد" في مدينة أربيل شمال العراق، حيث تم نشر هذه المجلة باللغتين العربية والكردية، وتضمنت العديد من الأخبار حول تاريخ إسرائيل والسياسة. واختتمت سفيتلوفا هذا المقال بالقول إن العديد من الأكراد يرون وجه الشبه بين أنفسهم وإسرائيل، بكونهم دولة غير عربية محاطة بأعداء يعارضون استقلالها. وذكر المقال أن التقدم التكنولوجي، وقوة الجيش، والطبيعة المتغيرة للمجتمع الإسرائيلي، تجذب الأكراد، الذين لم يتوقفوا أبداً عن الحلم بدولة كردية مستقلة، ويعتقد الداعمون للتقارب مع إسرائيل أنه يمكنهم تقديم شيء ما للدولة اليهودية، على هيئة شراكة قريبة، مبنية فقط على أساس مصالح مشتركة وقيم متبادلة، بحيث يمكن أن تصنع هذه الشراكة، في يوم من الأيام، ميزان قوى جديد في الشرق الأوسط، وقد يساعد هذا التطور إسرائيل كثيراً.