د. حامد ابو طالب: لابد من تدريس الثقافة الجنسية في المدارس والجامعات د. احمد عمر هاشم: الصراحة هي أساس العلاقة الزوجية الناجحة هل يغتصب الأزواج زوجاتهم.. وهل يعد هذا السلوك محرماً.. وما أسباب ذلك؟! هذه الأسئلة طرحناها علي رجال الدين بعد أن اكتظت محكمة الأسرة بدعاوي قضائية تطالب فيها الزوجات خلع أزواجهن لأنهم يعاشرونهن بالإكراه لدرجة تصل إلي حد الاغتصاب. رجال الدين اعترفوا بهذه الفضيحة لافتين إلي أن هذا السلوك منتشر بين الأزواج. وأكدوا أن الرجل إذا عامل زوجته في الفراش بما لا يتفق مع كرامتها يكون مغتصباً لها مطالبين بتدريس الثقافة الجنسية لطلاب المدارس والجامعات. يقول الدكتور حامد أبوطالب العميد الأسبق لكلية الشريعة والقانون هناك 90% من الشعب المصري لا يفهم معني كلمة «العلاقة الحميمية» حيث إن هذا التعبير يفتقد إلي المصارحة ويحمل لفا ودورانا وهذا يكون سبباً في الكثير من الكوارث التي يعيشها المجتمع وارتفاع نسبة الطلاق بسبب الجهل الجنسي وأوضح الدكتور أبوطالب أن هناك أزمة لدينا في استخدام المعاني والمصطلحات علي الرغم من أن الفقهاء عبروا عن الموضوع بصراحة وعلي سبيل المثال تحدث ابن قدامة عن القصور الجنسي وعن دور المرأة في الامتاع الجنسي، وإذا كنا علماء ونتحرج فمن الذي يمكنه أن يتحدث إذن ولو أننا تناولنا موضوع الختان منذ 50 عاماً لما حدثت تلك الكارثة التي نعيشها اليوم وانتشار ثقافة الجهل والتأخر بين الناس حتي وصلت إلي أوساط المثقفين. أكد الدكتور أحمد عمر هاشم عضو مجمع البحوث الإسلامية أن العلاقة الحميمية من الأمور التي دعا إليها الإسلام.. قال تعالي: «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة» ولذلك أوصي الرسول الكريم بالمرأة وقال الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم: «اتقوا الله في النساء فإنهن عوان عندكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله».. وحذر الرسول صلي الله عليه وسلم الرجل من بغض زوجته قائلاً: «لا يبغض مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً أحب منها آخر»، وبالتالي لا يفوتنا أن نسجل أن هناك تربية خاطئة لأبنائنا من خلال الإهمال المتعمد الذي أدت إليه ظروف الحياة المتسارعة التي جعلت كلا الزوجين في واد بسبب البحث عن لقمة العيش وازداد الأمر بصورة واضحة مما جعل الآباء والأمهات يتركون أبناءهم في أيدي الخادمات اللائي لا يراعين فيهم ضميراً ولا معروفاً مما جعلهم يشذون في حياتهم العاطفية والجنسية وذلك ليس معناه تحريم العمل للمرأة وإنما مجرد تقنين فقط فالعمل يكون في بعض الأوقات واجباً وفريضة دينية. وأشار الدكتور هاشم إلي أن المتحدثين حذروا من عدم التناول الواضح للمسائل الجنسية وأن هذا يعد من قبيل المسكوت عنه مما يستلزم الوضوح حتي لا يصاب الزواج بالفشل في أولي مراحله حيث إن الرجل قد يشبع رغبته دون أن يفكر في كون المرأة قد أدت نفس الغرض أم لا، وهذه انانية في الأخذ وعدم الانتظار حتي يقضي الطرف الآخر لغرضه من الممارسات الجنسية والإسلام عالج ذلك من خلال قوله تعالي: «وقدموا لأنفسكم» وقالوا في تفسيرها يقصد بذلك القبلة والمداعبة مما يسهل في النهاية ارضاء المرأة ويساعد علي تأدية الغرض من قبل الزوجين. كما أكد الدكتور هاشم ضرورة تناول هذا الموضوع بصراحة حيث هناك نار تحت الرماد حيث ذكر حادثة عندما جاءت إليه سيدة بعد محاضرة ألقاها بالجامع الأزهر وسألته عن حكم الشرع فيما تفعل لأن زوجها لا يستمر معها أكثر من ثلاث دقائق، وبالتالي لابد من المصارحة لأن الكثير من المسائل المهمة تحولت إلي توابيت لا يمكن الاقتراب منها ونفاجأ بالوضع السلبي والسيئ في النهاية. وقال الدكتور حامد أبوطالب: إن الفقهاء تحدثوا عن الجماع والعلاقات الجنسية بصورة واضحة في باب كامل اسمه «عشرة النساء» غير أن الكثير من النساء لا يقرأن ويتهمن الإسلام بأنه لا يضع الحلول للمشكلات المتعلقة بجميع المسائل الحياتية المتعلقة بالزواج وأدق التفصيلات التي يتشاجر بسببها الناس وتؤدي إلي التفريق بين الزوجين وانهيار الأسرة وهذا يظهر تقصير الفقهاء في تناول المسائل الزوجية ويجب علي الدعاة أن يفطنوا لذلك من خلال الحديث الواضح مع الرجال والنساء علي حد سواء فلا حياء في العلم وبالتالي يجب أن يتم تدريس الثقافة الجنسية لطلاب الجامعة والمدارس حتي يكونوا علي دراية بجميع المسائل في إطار منضبط بدلاً من المدارة التي نشأنا عليها في التعليم منذ كنا طلاباً. ويضيف الدكتور أبوطالب أن هناك من المسائل ما تحتاج إلي حلول فقهية مثل علاقة الامتناع عن الجماع وعلاقته بضغط الدم حيث لابد أن يتكلم الفقهاء عن الامتناع عن الجماع وأنه يؤدي للاصابة بضغط الدم حيث إن هناك أربعة أشخاص اصيبوا بجلطة دم نتيجة امتناع الزوجة وأقسم بالله بعضهم قد توفي بسبب امتناع زوجته عن القرب منه لعلة أو لأخري. وهناك من القضايا الأخري التي يجب البحث لها عن حل مثل هجر الرجل زوجته أربعة أشهر وهل يحق لزوجته أن تبادله الهجر بنفس تلك المدة موضحاً أن هناك نحو 80% من المشكلات الزوجية أسبابها جنسية. قالت الدكتورة سعاد صالح العميد الأسبق لكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر: الإسلام اهتم بالعلاقة الحميمية قبل الزواج ووضع ضوابط الحياة الزوجية وأهمها التراضي والكفاءة بمعاييرها المختلفة في المستوي الاجتماعي والاقتصادي والثقافي وارتضي الإسلام تلك العلاقة في مصاف القيم والاداب التي لا يمكن أن يخترقها الإنسان بسلوكيات مرفوضة حتي اعتبر أن هذه العلاقة للرجل مع زوجته من العبادة وقال الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم: «وفي بضع أحدكم صدقة.. فقال الصحابة: يا رسول الله أياتي أحدنا شهوته ويكون له صدقة؟ فقال الرسول: أرأيت إن وضعها في حرام يكون عليه وزر؟ فقالوا: نعم.. فقال الرسول: فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر».. والرسول قال: « إذا أتي أحدكم زوجة فلا يعجل حتي يصدقها» كما أن الإسلام لم يجعل العزل جائزاً إلا برضا المرأة.