إخوان منشقون : الجماعة ستسعى لعقد صفقات مع السيسي للحفاظ على بقاء التنظيم

لم تمض ساعات قليلة على إعلان اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية فوز عبد الفتاح السيسي برئاسة الجمهورية حتى خرج الإخوان المسلمين يتوعدون بإسقاطه كما حدث مع رئيسهم محمد مرسي الأمر الذى دفع كثيرين إلى إرجاع كل الأحداث الأخيرة التي شهدتها مصر مؤخرا مثل خسارة البورصة وتعطيل مترو الأنفاق إلى الجماعة لإحداث حالة من التذمر الشعبي ضد الرئيس الجديد.
من جانبهم نفى عدد من الإخوان المنشقين أن يكون الإخوان هم من وراء تعطيل مترو الأنفاق أو هبوط البورصة مؤكدين أن أعضاء الجماعة أطلقوا هذه الشائعات حتى يظهروا على أنهم قوة لا يستهان بها.
وأوضح الإخوان المنشقون أن هدف أعضاء الجماعة في الفترة المقبلة هو الحفاظ على تنظيمهم حتى ولو كان ذلك من خلال عقد الصفقات مع السيسي.
من جانبه قال خالد الزعفراني المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين والباحث في شئون الحركات الإسلامية إنه من الصعب أن يستطيع الإخوان المسلمين أن يطيحوا بالرئيس عبد الفتاح السيسي خلال عام كما حدث مع محمد مرسي لأنهم ضعفوا جدا كتنظيم وهناك يأس شديد تسرب إلى نفوسهم بعد الانتخابات ،ويزداد ضعفهم مع مرور الوقت لأنهم اكتشفوا أنهم كانوا يعيشون في الأوهام ، كما أن حملات الجهات الأمنية ضد الإرهاب ساهمت إلى حد كبير في إضعاف الجماعات المتطرفة الموالية للجماعة وبدأت بالفعل في التفكك.
وأكد الزعفراني أن حديث الإخوان عن إسقاط السيسي مجرد كلام ،فهدفهم الحالي الذي سيسعون لتحقيقه هو المحافظة على وجود الجماعة عن طريق محاولتهم المشاركة بأي عدد في البرلمان وأي وسيلة.
وأشار إلى أن الإخوان سيسعون إلى توسيع تحركاتهم في الدول الأوروبية وأمريكا لإقناعها بالضغط على مصر من أجل مشاركة الإخوان في البرلمان إلا أن الدول الخارجية تتعامل دائما مع الواقع وعندما ستجد أن الأمور في مصر استقرت ستتخلى عن عناصر الجماعة.
وتوقع الزعفراني اتجاه الإخوان لتشكيل تحالف مدني يضم أحزاب مدنية ويسارية وليبرالية وفي الوقت نفسه قد يرفضون التحالف مع القوى الإسلامية.
كما توقع الزعفراني سعى الإخوان لخلق متاعب للسيسي ولكنها لن ترقى لتكون سببا في إسقاطه كما حدث مع مرسي لاسيما إذ أدار الحكم بطريقة منظمة وخلاقة ووقتها سيسعون للتصالح معه وعقد صفقات سياسية مع الموالين له.
ونفى الزعفراني ما تردد من أنباء حول قيام بعض العناصر من الإخوان بالتلاعب بأسهم البورصة مما أدى إلى خسارتها موضحا أن رجال الأعمال هم من قاموا بذلك كنوع من استعراض العضلات ليؤكدوا للسلطة أن وجودهم مهم ،ومشيرا إلى أن الإخوان هم من أطلقوا هذه الشائعة لإقناع المواطنين بأنهم قوة لا يستهان بها لاسيما بعد إعلان نتيجة انتخابات الرئاسة.
وأكد الزعفراني أن اختراق الإخوان لمؤسسات الدولة ضعيف جدا ولا يرقي لأن يشكل تهديدا كبيرا كما أن العناصر المتواجدة في الحكومة منهم أيضا من تسلل إليها اليأس ولن تستطيع القيام بأي شيء خوفا على مناصبها.
وأكد كمال الهلباوي المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين والمتحدث السابق باسمها في أوروبا أن تفكير الإخوان فى إسقاط السيسي خلال عام أو أقل من عام كما يأملون هو حلم يجب أن يستيقظوا منه على الواقع الذي لم يستطيعوا حتى الآن قراءته جيدا ،كما أنهم يظنون أن مشكلتهم مع السيسي سواء كان رئيسا أو وزيرا للدفاع والحقيقة أن مشكلتهم مع مؤسسات الدولة والشعب المصري.
وقال.. ما يروج عن قيام الإخوان المسلمين بتعطيل مترو الأنفاق أو تسببهم في خسارة البوصة لا أساس له من الصحة وهي مجرد شائعات تروجها الجماعة حتى يظهر الإخوان بقوة وحجم أكبر مما هم عليه.
وأكد الهلباوي أن الإخوان سيسعون للمشاركة في البرلمان لتكوين جبهة معارضة ضد السيسي من خلال من يدعمهم والذين يظنون أنهم يحملون نفس قضيتهم.
وأشار إلى أن الإخوان لن يستطيعوا إقناع دول العالم بقضيتهم كما أن ضعفهم سيدفع الدول المساندة لهم إلى التخلي عنهم
ورأي عمرو عمارة المنشق الإخوانى ووكيل مؤسسى حزب العدالة الحرة تحت التأسيس أن الإخوان المسلمين سيستطيعون بالفعل إسقاط السيسي خلال عام إذا لم يقم بلم شمل الشباب الذين لم يشاركوا في الانتخابات وقاطعوها لأسباب سياسية.
وطالب عمارة الرئيس الجديد بضرورة نزوله للقرى والنجوع للاستماع للشباب هناك ومحاولة إيجاد حلول لمشكلاتهم عن طريق تدشين مشروع كبير يجمعهم وفي هذه الحالة سيكون هؤلاء الشباب بمثابة ظهير قوي للسيسي يدافعون عنه ضد الإخوان وغيرهم ،ولكن إذا أخطأ نفس خطأ من سبقوه وقام بإقصاء الشباب أو حتى اكتفى بمن يظهرون في وسائل الإعلام ستكون النتيجة عكس ما يتوقع.
وأكد عمارة أن الإخوان سيعطون أوامر للشباب بالانسحاب من الجماعة والانضمام في أحزاب أخرى حتى تتاح لهم فرصة المشاركة في البرلمان ولذلك يجب على السيسي أن يطهر مؤسسات الدولة وأن يدقق في كل من يعمل بالسياسة دون أن يظلم أحدا.
وقال عمارة إن هدف الإخوان الرئيسي سيتمثل فى تفعيل الحراك الشعبي ضد السيسي واستغلال أي فرصة وأي خطأ تقوم بها السلطة وتضخيمها من خلال وسائل إعلام تابعة لها ستبث من الخارج عن طريق بعض الدول الصديقة لهم.
وأكد عمارة أن هناك معلومات لديه تقول بأن الإخوان بالفعل سيهتمون بالإعلام في الفترة المقبلة بشكل كبير وأنهم سيدشنون عدداا كبيرا من وسائل الإعلام وسيقوموا بشراء صفحات فى صحف مصرية وعربية وأجنبية قدر استطاعتهم من أجل الترويج لمزاعمهم.
وأكد عمارة أن الإخوان سيقومون في الفترة المقبلة باتصالات مع شخصيات تدعمهم للمشاركة في الانتخابات البرلمانية لتكوين كتلة سياسية لمواجهة السيسي ،مشيرا إلى أن هناك عددا من شباب حزب النور الذين يرفضون توجه قياداتهم بدعم الرئيس الجديد سيكونون هدف الإخوان القادم.