منذ الإطاحة بالرئيس الإخوانى محمد مرسى من منصبه وتحولت دولة تركيا إلى العدو الأول لمصر وقيادات المؤسسة العسكرية و المشير عبدالفتاح السيسى الذى أجهض حلم دولة أردوغان فى التربع على عرش الشرق الأوسط لاسيما بعد نجاحه في الانتخابات الرئاسية, ولذلك كان من الطبيعي أن تستضيف اجتماع أجهزة المخابرات العالمية خلال الفترة الماضية في اسطنبول لإفشال السيسي ومنعه من إكمال استحقاقات خارطة الطريق بعد أن ضاعت مخططاتها بسقوط مرسي وظهور المشير وبدا لها أن كابوس الثورة المصرية بدأ يلوح في أراضيها. ويبدو أن هناك تعاونا بين الاستخبارات التركية ونظيرتها الأمريكية ضد مصر يعكس رفض بلادهما لثورة 30 يونيو حيث أن وجود جماعة الإخوان المسلمين في الحكم كان يعطى لتركيا أملا كبيرا في استعادة الإمبراطورية العثمانية باعتبار أن أردوغان وحزبه الحاكم جزء من التنظيم العالمي للجماعة وفي نفس الوقت وضعت الولاياتالمتحدة آمالا كبيرة على وصول الإخوان للسلطة لمساعدتها في تحقيق المزيد من المصالح ليس في مصر فقط ولكن في الشرق الأوسط بأكمله. ولأن الولاياتالمتحدة فشلت من قبل في كلا من العراق وأفغانستان عن طريق استخدام القوات المسلحة قررت في الحالة المصرية استخدام سلاح المعلومات والاستخبارات لإفشال خارطة الطريق واستعانت بلاعب آخر بالمنطقة يتفق معها في نفس الهدف وهو المخابرات التركية بقيادة هاكان فيدان ،وهو الأمر الذي دفع المحللين السياسيين للقول بإن المخابرات التركية وراء كل ما يحدث بمصر وسوريا بشكل كبير حيث أن إفشاء الفوضي في هذين البلدين والقضاء على جيشهما يجعل منها القوة الوحيدة المتبقية في الشرق الأوسط إلى جانب إسرائيل وإيران. وتأكد وجود دور تركي فيما يحدث من عنف بمصر بعد أن تم الكشف عن كميات كبيرة من السلاح التركي بالقاهرة وعدد من المحافظات بعد ثورة 30 يونيو , وكان موقع "المونيتور" قد كشف أن فيدان قد زار مصر قبل حوالي 15 يوما من الإطاحة بمرسي كنوع من الاتصالات التي كانت تجريها الحكومة التركية مع الإخوان المسلمين الذين كانوا في السلطة حينئذ حيث التقى رئيس المخابرات التركي بالرئيس الإخواني لبحث الأوضاع بالقاهرة والتي وصفها بالحرجة ،ومع ذلك فشل المسئول التركي في إنقاذ نظام الإخوان , ورأى الموقع ان تركيا فشلت في تحقيق ما تريد بالقاهرة, نتيجة انحيازها للإخوان المسلمين والخطاب العنيف لرئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ضد السلطة الحالية ،وقال إن أنقرة كان من الممكن ان يكون لها دورا هاما أكثر في مصر لو كانت قد تعاملت مع النظام الجديد مثلما فعلت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون التي استطاعت بتفاعلها مع السلطة الجديدة أن تجد لها مكانا في المحادثات الدائرة حاليا. كما كشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن وجود تعاون استخباراتي بين الولاياتالمتحدةوتركيا تم الاتفاق عليه في مايو الماضي عندما التقى باراك أوباما مع أردوغان في المكتب البيضاوي وبصحبه كل منهما وزير خارجيته ورئيس مخابراته . ولفتت الصحيفة إلى أن هذا اللقاء كان الأول بين باراك وأردوغان منذ ما يقرب من عام ، وتردد أن أوباما وجه اتهاما صريحا لتركيا بأنها تسمح بتدفق الأسلحة والمقاتلين إلى سوريا دون تمييز بما في ذلك الجهاديين المعادين للغرب. ونقلت الصحيفة عن جيمس جيفري الذي عمل مؤخرا كسفير للولايات المتحدة في كل من تركياوالعراق قوله بإن واشنطن بحاجة للتعاون مع شخص مثل فيدان لأن بإمكانه إنجاز أي مهمة لكن لا ينبغي اعتباره "صديق وفي" للولايات المتحدة. وأوضحت الصحيفة أن فيدان واحدا من ثلاثة رؤساء للمخابرات في العالم يصارعون من أجل ملء الفراغ الذي أوجدته الاضطرابات في المنطقة مما أدى إلى تراجع شعبية أمريكا بالشرق الأوسط وتراجع تأثيرها. فيدان حاصل على بكالوريوس العلوم السياسية من القسم الأوروبي من جامعة ميريلاند, من مواليد أنقرة عام 1968 ،وبعد تخرجه عمل كضابط صف بالجيش في الفترة ما بين 1986 إلى عام 2001 . كما حصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة بيلكنت بأنقرة عام 2003 بعدها تم تعيينه رئيسا للوكالة الدولية للتنمية في تركيا ثم التحق بمكتب أردوغان كمستشار للسياسة الخارجية عام 2007.