رجل له ألف رأس ومائة الف عين ذو شخصية فولاذية .. ثاقب النظر ..حاسم ..يجيد تقدير المواقف بحجمها الحقيقى ..يؤثر على نفسه الظهور فهو ليس بحاجة الى الظهور لانه باختصار شديد يعتبر ان نجاحه من نجاح "المشير"انه رجل الظل لعبد الفتاح السيسى الانسان والجنرال والمرشح الرئاسى ايضا اللواء عباس كامل مدير مكتب المشير منذ ان كان مديرا للمخابرات الحربية مرورا بمنصب وزير الدفاع وبعد ان قرر المشير خلع الزى العسكرى والدخول فى سباق الرئاسة كان رفيق الدرب معه ايضا . وعاش اللواء عباس لحظات عصيبة واخرى فارقة مع صديق الدرب عبد الفتاح السيسى وكان اقرب الناس اليه بل انه كان بمثابة صدى الصوت والصندوق الاسود له الذى يفكر معه بصوت عال مدركا انه الرجل القوى الامين . المواقف الصعبة وضعت الرجل الثانى فى اختبارات تنوء بحملها الجبال الكثير منها ما زال فى طى الكتمان والسرية لكن اولى هذه الاختبارات المعلنة كانت ابان ثورة 25 يناير فقد كانت المكاتب العليا بالمخابرات الحربية بمثابة خلية نحل ..التحرك بحساب ..والقرار يساوى وطن الا ان تقارير تقدير الموقف التى كانت تخرج من مكتب مدير المخابرات الحربية وقتها كانت بمثابة القول الفصل وكان الجنرال عباس مثالا للوطنى العاشق لبلاده وخير سند لقائده عبد الفتاح السيسى فى اللحظات الفارقة . وكثيرة هى السيناريوهات الحياتية التى جعلت من الرجل الثانى اسطورة واقعية تخلد اسمها فى سجلات التاريخ وحين ينجح المرشح في الانتخابات، ويدخل قصر "الرئاسة"، يستمر معه فى منصب قريب وملازم له .. ومِن بين مَنْ تركوا سباق الرئاسة، وانسحبوا منه مبكرًا، وجه قرّر له الرجل الثاني أن ينسحب.. فانسحب.. وكان هذا الرجل خالد علي، ورجله الثاني عادل واسيلي، الذي صارحه بأن "الانتخابات ليست في صالحك، ولن نستطيع جمع التوكيلات في 10 أيام.. انسحب أفضل ." والحكايات مستمرة، فالرئيس القادم لا بد أن يكون له رجلًا ثانيًا ويشبه الجنرال الحديدى دون كورليوني (مارلون براندو) في فيلم "الأب الروحي".. يقف في ظهر المشير عبد الفتاح السيسي منذ أن كان مديرًا للمخابرات الحربية ثم وزيرًا للدفاع، الذي كان مديرًا لمكتبه في "المخابرات"، وظلَّ مديرًا لمكتبه في وزارة الدفاع بالعباسية. ، كان رفيق "المشير" في لحظاته الصعبة دائمًا: عَزْل المشير طنطاوي، عَزْل "مرسي"، فضّ "رابعة"، وربما يظلّ رفيقه، ومدير مكتبه في قصر "الاتحادية" حين يصبح "السيسي" رئيسًا . للمرة الأولى.. ظهر اسم اللواء عباس كامل.. حين سرَّبت شبكة "رصد" أجزاء من حوار "السيسي" مع الزميل الكاتب الصحفي ياسر رزق، وكان السؤال عن عدد القتلى في فض اعتصام "رابعة"، فردّ "المشير": أسألوا عباس..!! في الليلة التي قرر فيها المشير السيسي التراجع عن الترشح ل"الرئاسة"، كان اللواء عباس حاضرًا، وبعقلية رجل مخابرات يتمتع بنظرة ثاقبة واستشراف للمستقبل و قدرة تنظيمية رهيبة عدّد له مجموعة احتمالات إذا لم يترشَّح وكانت الاحتمالات فى مجملها مرعبة ما بين عودة "الإخوان"، ونجاح مرشح أمريكا، وغضب شعبي، وثورة ثالثة، ومن هنا اقتنع "المشير" بالترشح وان المهمة ليست تشريفا بقدر ما هى تكليف وان من يتولى المسئولية يجب ان يكون " رجل المستحيل ". الجنرال الحديدى فى صراع دائم مع الوقت ولا يدع دقيقة تمر دون عمل وسرعان ما انطلقت حملات شعبية تؤيد "السيسي" ل"الرئاسة" وكلها تعمل تحت إشراف اللواء عباس، الذي يتابعها وينسق بينها وتحت يده مجموعات عمل، وقد وردت لنا معلومات بان هناك مجموعة من موظفي الحكومة من استقالوا من مناصبهم للاشتراك في حملة "السيسي"، وآخر ما قام به إنه طلب عبر وسيط من أعضاء اتحاد طلاب جامعة القاهرة أن يتولوا دعم "المشير" في القاهرة. وحرص اللواء عباس كامل، حين كان ضابطًا بالمخابرات الحربية، على التواصل مع وسائل الاعلام للرد على الدعاوى التى اتهمت عبد الفتاح السيسي، بأنه "إخواني"، وكذّب هذه المعلومة، وقال: "ما أذيع يستهدف قطع الطريق أمام اللواء السيسي لتولي منصب وزير الدفاع الذي يرشحه له المشير طنطاوي"." لذلك فاللواء عباس كان يمثل الدرع الواقية للرفيق فى المهام الصعبة ولم ينل ثقة الجنرال السيسى من فراغ ولكن من واقع تجربة واحد القرارات المهمة هى الاستقرار على الترشح مع تأخير الاعلان عن ذلك وكان الهدف من ذلك تقليل الفترة التي تفصل بين السيسي وزيرا للدفاع والسيسي مرشحا رئاسيا، فهذا يقلل الاحتكاك بينه وبين القوى السياسية والمرشحين السياسيين والإعلام داخل مصر وخارجها، إنها محاولة لتخفيف الضغط عليه، وهى فكرة التقطها اللواء عباس كامل، ويتابع تنفيذها بدقة متناهية وكل هذه التكتيكات تؤكد ان الجنرالات هذه المرة يمارسون السياسة بحنكة يحسدون عليها. وعلى النقيض تماما هناك رجل آخر خالف هذه النواميس حين قرر الانسحاب، فقد كان الشيخ حاتم عنان، شقيق الفريق سامي عنان، رجله الثاني، وقائد مفاوضاته مع الصوفيين ورجال الأعمال.. لكن "الفريق" حين انسحب، قرَّر منفردًا حتى دون أن يستشيره أو يطلب رأيه لان هذا الموقف كان اكبر منه بكثير .. وعلى الرغم من ان هناك وجوه ظاهرة للكاميرات من الحملات الانتخابية، الا انها مجرد وجوه تمشي على خط مرسوم لها، وتقرأ من ورقة مكتوبة مقدَّمًا.. حتى المرشح ل"الرئاسة" ينفذ ما يطلب منه فريق عمله، ورجله الثاني، فالصورة عند الثاني أوضح، ورؤيته أبعد، وأحباله أطول.. والحكايات والأسرار بين الراجل الثاني والرجل الأول قديمة.. فقد كان جمال عبد الناصر الرجل الثانى لمحمد نجيب.. وكان "هيكل" عرّاب عبد الناصر، وكان موسى صبري في ظهر السادات، وخاف "مبارك" أن يطلب مساعدة رجل ثانٍ حتى لا يقع في مصير "نجيب ".