في اللحظة الأخيرة.. سيترشح "السيسي" ل"الرئاسة"، أو يترشح مراد موافى، مدير المخابرات الأسبق، الذي أعلن إنه في انتظار قرار المشير عبد الفتاح السيسي، ولن يخوض الانتخابات ضده.. وآخر تسريب نشرته صحيفة "القبس" الكويتية تؤكد فيه إنّ المشير قرَّر التراجع عن الترشح بسبب الحرب التي يقودها ضد الإرهاب في الداخل، والغريب إن الرياح الآتية من الكويت، وصحف الكويت، هي التي تنقل لأهل مصر كل أخبار "المشير".. مرة قال أحمد الجار الله على صفحات جريدة "السياسة" الكويتية إن "السيسي" ينوي الترشح للرئاسة بعد حوار معه، وحلف يمين طلاق بالثلاثة في مكالمة هاتفية مع "" إنه سيترشح.. وآخر ما نقلته "القبس" إن "موافى" سيكون بديلًا ل"السيسي" في الانتخابات المقبلة.
وفي اليوم التالي لما أعلنته الصحيفة الكويتية.. خرج عمرو موسى على الإعلام ليعرض ملامح برنامج "السيسي" الانتخابي، ورؤيته لحلّ مشكلات المصريين، وحلولها.. وقال إنه ينوي بناء مصر على "أسس حديثة"، وبرنامجه يعتمد على الحد من الفقر، وشعارات ومبادئ حفظها المصريون عن ظهر قلب من عصور سابقة.. لكن "موسى" لم ينتبه أو يشير إلى إن المتبقي أمام "المشير" ليخلع بدلته العسكرية ليصبح مجرد شخصية مدنية من حقها الترشح ل"الرئاسة" أيام معدودة.
والغريب أن عمرو موسى، المرشح بانتخابات الرئاسة السابقة، ليست المرة الاولى له التي يتعلّق فيها بأحبال المشير.. ويسرّب معلومات عن ترشحه للرئاسة.. كانت المرة الأولى حين قال في تصريحات صحفية: "السيسي" سيترشح ل"الرئاسة" مطلع مارس.
مرّ "مارس"، و"أبريل" على الأبواب، ولم يترشح "المشير".. بل إنه لم يأخذ خطوة واحدة للترشح.. والمعلومات الواردة من المقرّبين منه تشير إلى إنه متردّد، ويتلقى تهديدات داخلية وخارجية إذا ترشح للرئاسة، وتهديدات أخرى إذا لم يترشح.. فالرجل بين نارين كلاهما أقسى من نار جهنم.. وهناك مصادر أخرى تؤكد إنه يؤجّل إعلان الترشح ل"الرئاسة" إلى آخر فرصة، وآخر لحظة، حتى لا يتورّط في الاحتكاك بالأحزاب والقوى السياسية والإعلام، ولا يتورّط في جولات بالمحافظات والأقاليم وأحياء القاهرة وقرى الصعيد، وبالتالي يقلّل الفارق الزمني بين استقالته من وزارة "الدفاع" وترشحه ل"الرئاسة".
والحدوتة الثالثة، التي كشفتها "القبس" الكويتية هي حدوتة تردّد "السيسي" في الترشح ل"الرئاسة"، ودخول مراد موافي سباق الانتخابات بدلا منه.. وهي حدوتة بدأت قبل شهور، حين اجتمع "موافي" بسامي عنان وحسام خير الله، وتعاهدوا على ألا يترشح أحدهم إلا بعد الاتفاق مع عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، واستطلاع رأيه.. لكن "عنان" تسرع وأعلن ترشحه وخان العهد.. و"موافي" كان أقرب ل"السيسي" باعتبارهما أبناء مؤسسة واحدة، وهي المخابرات الحربية، وباعتبار إن مدير المخابرات العامة السابق أذكى وأكثر وعيًا وأهدأ من رئيس الأركان، الذي تسرّع في تجهيز وإعلان ترشحه ل"الرئاسة" من مرسى مطروح، وتسرع في إعلان عدم ترشحه من مكتبه أمام نادي "الصيد" بالدقي.
كان "موافي" على خط واحد مع "السيسي" طوال الفترة الماضية ليضمن أن يكون بديلًا له في أسوأ الظروف، وبصفته رجل أمني ومخابراتي قوي فهم جيدًا إن السياسة "قلَّابة"، ولا تترك شيئًا على حاله. ويظل مراد موافي الرجل الغامض في انتخابات الرئاسة.. لا يظهر في الإعلام.. التسريبات عنه محدودة.. يقف في المنطقة الرمادية.. حملات "السيسي" تغازله، وتؤكد إنها ستدعمه إذا لم يترشح "المشير".. وفي التوقيت نفسه، يعلن هو إنه لم يقرر الترشح (حتى الآن).. أي إنه قد يترشح الليلة، وقد يترشح غدًا، وقد يترشح بمجرد فتح باب الترشح للرئاسة (رسميًا).
ورغم إن "موافي" مرشح محتمل ربما يدخل قصر "الاتحادية" رئيسًا خلال أشهر إلا إن المعلومات المتوفرة عنه، وعن حياته الشخصية محدودة، وهو ما تفرضه ظروف عمله في المخابرات.
لكن المعروف إن آخر منصب تولَّاه اللواء أركان حرب مراد محمد أحمد موافي هو مدير المخابرات العامة.. حتى أقاله الرئيس المعزول، محمد مرسي، بعد حاث اغتيال 16 مجندًا مصريًا في "رفح"، وحين خرج من منصبه.. قال إن هناك معلومات توفرت عن احتمال هجوم إرهابي على وحدات عسكرية بسيناء نقلها إلى "مرسي" والجهات المسؤولة بكل تفاصيلها ولكن لم يتحرّك أحد.. وأكد إن التخطيط لإقالته تمّ في مكتب الإرشاد ب"المقطم" بقرار من نائب مرشد "الإخوان"، خيرت الشاطر، لأسباب خاصة.. وهي إنه رفض نقل بعض الملفات المخابراتية المهمة إلى قصر "الرئاسة" لتكون تحت إشراف "مرسي"، ومستشاريه مباشرة.
مراد موافي.. عمره 64 عاما، كان نائبًا لإمبراطور جهاز المخابرات الأسبق، عمر سليمان، الذي اختاره لتولّي إدارة الجهاز من بعده.. ومن سيرته الوظيفية تكتشف إنه حاصل على دورات أركان حرب وزمالة كلية الحرب العليا بأكاديمية "ناصر" العسكرية العليا وميدالية الخدمة الطويلة بعدما تخرج في الكلية الحربية عام 1970، وبعد ذلك.. شارك في حرب "الاستنزاف"، وحرب "أكتوبر".. ثم شغل منصب محافظ شمال سيناء.
والمقربون من "موافي" يعرفون إنه يعتبر أهم إنجازاته التقريب بين الفصائل الفلسطينية لإنهاء الصراع الفلسطيني بينهما، وهو ما نجح فيه في 80 يومًا بعد ثورة "يناير" حتى الوصول إلى اتفاق المصالحة بين "فتح" و"حماس".