يتردد على لسان كل حاج نداء التلبية الذي يحمل أعظم معاني الاستجابة والطاعة، مع بداية مناسك الحج، فيقول الحاج لبيك اللهم لبيك، وهو إعلان عن دخوله في شعائر الحج، وتمثل التلبية أول ما يبدأ به الحاج بعد نية الإحرام، وهي من شعائر هذا الركن العظيم الذي يُعد خامس أركان الإسلام. متى تبدأ التلبية في مناسك الحج؟ تبدأ التلبية عند الدخول في النسك مباشرة، أي بعد نية الإحرام، فالحاج قد يحرم أولًا بالعمرة ثم بالحج يوم التروية، أما القارن والمفرد فيبدأان التلبية من الميقات المكاني عند الإحرام. والتلبية هي شعار الحج، وكان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يرفع صوته بها ويكررها كثيرًا، وتستمر التلبية من لحظة الإحرام حتى يبدأ الحاج برمي جمرة العقبة الكبرى في صباح يوم العيد، وهو العاشر من ذي الحجة، أما النساء، فيشرع لهن التلبية بصوت منخفض دون الجهر به. ويردد الحاج "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك"، وهي الصيغة التي كان يرددها النبي الكريم، ويجوز أن يضيف الحاج إليها ما ورد عن الصحابة من ألفاظ صحيحة، مثل لبيك إله الحق، ولكن دون الإخلال بصيغة التلبية الأصلية. السنن المؤكدة في الحج
السنن المؤكدة في الحج هناك العديد من السنن التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، إلى جانب الأركان والواجبات، وهي لا تقل أهمية من حيث الأثر الروحي والاقتداء، ومن أبرز هذه السنن: أولًا، الاغتسال قبل الإحرام والتطيب في البدن لمن يستطيع، وهو من السنن المؤكدة عند الإحرام، شرط أن يكون الطيب على الجسد لا على ملابس الإحرام. ثانيًا، رفع الصوت بالتلبية للرجال كلما تنقل الحاج من مكان إلى آخر أو عقب أداء العبادات، أما النساء فيكتفين بالترديد سرًا. ثالثًا، المبيت بمنى ليلة الثامن من ذي الحجة، وهو ما يسمى يوم التروية، وهي سنة فعلها النبي حيث بات فيها وصلى الصلوات الخمس قبل التوجه إلى عرفة. رابعًا، الوقوف بعرفة بعد الزوال وحتى غروب الشمس مع الإكثار من الذكر والدعاء، فخير الدعاء دعاء يوم عرفة، وهو أفضل يوم للدعاء في السنة كلها. خامسًا، المبيت بمزدلفة بعد النفرة من عرفة وصلاة المغرب والعشاء فيها، ثم البقاء حتى صلاة الفجر والدعاء حتى الإسفار. سادسًا، رمي الجمرات بالتكبير مع كل حصاة، ابتداءً من جمرة العقبة يوم العيد، ثم الجمرات الثلاث في أيام التشريق، والوقوف للدعاء بعد الصغرى والوسطى. سابعًا، الحلق أفضل من التقصير للرجال، ويكون بعد رمي جمرة العقبة وذبح الهدي، أما النساء فيقصرن بقدر أنملة من شعرهن.