اعتقل 100 من قراصنة المعلومات، في حملة أمنية عالمية يقودها مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "أف بي آي"، وذلك في إطار الحرب على أداة التسلل "رات" وسرقة البيانات عبر برمجية خبيثة تُعرف ب "بلاك شايدس". أوضح مسؤولون أوروبيون أن عدد الحواسب التي تمت قرصنتها حول العالم وصل إلى نحو نصف مليون في أكثر من 100 بلد ونقلت صحيفة "تايم" البريطانية عن مسؤول في "أف بي آي" تأكيده أن العملية شملت نحو 20 بلداً حول العالم، وتمت بمشاركة وكالات إنفاذ القانون المعنية في أوروبا وآسيا وأستراليا وأمريكا الشمالية، مشيراً إلى أن 24 من هؤلاء القراصنة اعتقلوا في باريس وحدها، فضلاً عن 13 آخرين في بريطانيا. قرصنة 500 ألف حاسوب وأوضح مسؤولون أوروبيون أن عدد الحواسب التي تمت قرصنتها حول العالم وصل إلى نحو نصف مليون في أكثر من 100 بلد، ولفتوا إلى أن برمجية "بلاك شايدس" الخبيثة تسمح للقراصنة بالسيطرة على الحاسوب المصاب وسرقة البيانات المخزنة أو منع المستخدم من الوصول إليها بهدف ابتزازه مالياً، فضلاً عن التحكم بالكاميرا. وقال مسؤول هولندي في وحدة التحقيق الجنائي التابعة للاتحاد الأوروبي إن قضية "بلاك شايدس" تؤكد من جهة أن كل من يستخدم الإنترنت معرض للخطر، وتشكل من جهة أخرى رادعاً وتحذيراً للقراصنة الذين يستخدمون هذه النوعية من البرمجيات الخبيثة. التهديد الأكبر لأمريكا وقال المدعي العام الأمريكي في مانهاتن "بريت بارارا" إن برمجية "بلاك شايدس" تعدّ التهديد الأكبر للولايات المتحدة، وأضاف: "إننا نعيش في عصر حيث يمكن لأي قرصان بنقرة واحدة ومقابل برنامج لا يتجاوز سعره 40 دولار أن يزرع برمجيةً خبيثةً للتحكم في حاسوب ضحاياه والتطفل على خصوصياتهم، وستقوم هي بالانتشار كالطاعون في الحواسب الأخرى". وأوضح "بارارا" أنه تم اعتقال أحد أهم مطوري هذه البرمجية، وهو السويدي "أليكس يوسيل" في "مولدوفا" على أن يتم نقله إلى الأراضي الأمريكية لمحاكمته، فضلاً عن خبير المعلوماتية "بريندن جونستون" الذي عمل كمستشار للقراصنة. البرمجية استهدفت شخصيات معروفة ومن أبرز ضحايا برمجية "بلاك شايدس" الخبيثة ملكة جمال المراهقات الأمريكية لعام 2013 "كاسيدي وولف" التي تلقت بريداً إلكترونيا من شخص مجهول تمكن بواسطته من التحكم بحاسوبها الذي كان مفتوحاً في غرفة نومها، إذ قام بالتقاط صور وفيديوهات فاضحة لها. وقد جرى اعتقال القرصان ليتبين أنه صديقها السابق في المدرسة، وحكم عليه بالسجن 18 شهراً، واعترف أنه ابتز "وولف" وهدد بنشر صورها العارية، إذا لم تقم بإرسال مجموعة من الصور الفاضحة بدقة عالية. وبحسب مكتب التحقيقات الأمريكي "أف بي آي" فقد حقق مطورو "بلاك شايدس" مبلغاً وصل إلى 350 ألف دولار بين عامي 2010 و 2014، إذ كانوا يعرضون البرمجية للبيع مقابل مبلغ مالي يتراوح بين 40 و 100 دولار أمريكي.