بعد كل ما نشرناه في الأعداد السابقة عن وقائع الفساد المالي، والإداري المستشري داخل مدرسة الشبان المسلمين ببنها ، كان من المنتظر أن يتم التعامل بصرامة مع المسؤولين علي كل هذه الإخلالات، إلا أن ما حدث هو إزدياد المدرسة في فسادها، وانتشار الصفقات المشبوهة، والرشاوي، والتسهيلات المباركة بواسطة قيادات الشئون الإجتماعية، وتسترها خلف الشعار المزيف الذي ترفعه باسم" للتفوق عنوان"، إلا أن العاملين بها يروا أنها " للظلم عنوان "، فقد استشري بها الفساد المالي، والصفقات المشبوهة، و الإهمال الإداري، فهم يضربون عرض الحائط بكل شيء، فلا إستجابة لأي توجيهات من مديرية التربية والتعليم التابعين لها، وكأنهم عالم مستقل بذاته غير خاضع لأي جهة رسمية. والمستندات التي حصلت عليها " الموجز " توضح مزيد من الفساد الإداري المستشري والمتغلغل داخل المدرسة، حيث أنه إلي جانب ما يحدث من تنكيل بالعاملين بها من معاملة سيئة، وتعسف، فقد قامت المدرسة في فترة منتصف العام الدراسي بالضغط علي العاملين لأخذ إجازة اعتيادي، بشكل إجباري، لمدة أسبوع، إلا أن العاملين رفضوا بشدة، لأنهم يحتاجون أخذ هذه الإجازة في فترة الصيف، وقام العاملون بالحضور إلي المدرسة وعندما أرداوا التوقيع في دفاتر الحضور، رفضت الإدارة بشكل متعسف توقيعهم ، وقامت بطردهم من المدرسة، إلا أن العاملين رفضوا الإستسلام، والرضوخ لطلبات إدارة المدرسة الظالمة، وذهبوا إلي مكتب العمل، وإلي مديرية التربية والتعليم ليستغيثوا بهم، فقامت المديرية بإرسال مندوب لإجبار إدارة المدرسة علي أن يقوم العاملين بالتوقيع، إلا أن المدرسة منذ هذا اليوم وهي تسيء معاملة العاملين. والأكثر من ذلك، فقد قامت إدارة المدرسة بإعطاء عاملة نظافة شهر اعتيادي إجباري قبل سن المعاش، حتي لا تأخذ بديل مادي للأجازات. والمثير هو انتشار فوضي التعيينات، والمجاملات التي انعكست علي الرسالة التعليمية التي تقدمها المدرسة؛ حيث انخفض مستوي الخدمات التعليمية المقدمة للطلاب، وانعدمت كل أشكال التطوير، بالإضافة إلي رفع المصروفات المدرسية، وتحميل أولياء الأمور أعباء إضافية، دون مردود يُذكر علي أبنائهم. وبذلك أصبح مجلس الإدارة يتعامل مع المدرسة علي أنها "عزبة" خاصة بهم يعينون من يشاءون وفق أهوائهم، ويضربون بالقانون عرض الحائط، فقد قاموا بتعيين الأقارب، والمحاسيب،غيرالمؤهلين، ومن ليس لدية أدني معيار للكفاءة، وما زال مسلسل التعينات مستمر برغم تضخم أعداد العاملين بالمدرسة. والمفاجأة أيضًا أن جمعية الشبان المسلمين الخيرية التابعة إليها المدرسة تقوم بإرسال إكراميات ورشاوي للشئون الإجتماعية المختصة بأمرهم للتستر علي فضائح الفساد المالي، والإداري الغارفة بها مدرسة الشبان المسلمين ببنها.