أكدت رغدة السعيد خبيرة لغة الجسد أن المشير عبدالفتاح السيسي لديه ملامح الشخصية الحسية حيث إن نبرة صوته منخفضة ونظرة عينيه تميل قليلا ناحية اليسار تجاه القلب بالإضافة إلي أنه يستخدم مفردات الكلام العاطفي مثل "حاسس" أو"شاعر" لأن خطابه يعتمد علي العاطفة ويشبهه في ذلك الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل حيث إنه شخصية حسية أيضا. وأوضحت أن سبب اعتماد السيسي علي العاطفة في خطاباته هوأن الخطاب السياسي في مصر منذ 60 عاماً يعتمد علي العاطفة نظرا لطبيعة الشعب المصري.. مشيرة إلي أن خطابات الرؤساء منذ عهد محمد نجيب حتي عدلي منصور تبدأ ب"أبنائي أعزائي أيها الأخوة" ثم تتطرق للحديث عن الأزمات وتختتم بطلب التعاون. وأشارت إلي أن المشير السيسي عندما وجه خطابه للشعب في يونيو حاول استخدام الخطاب العاطفي ولأنه من الشخصيات الحسية فظهر حديثه كأنه مصطنع علي الرغم من أنه ليس كذلك أما الرؤساء السابقون فكانوا شخصيات عقلانية تخاطب العاطفة ومنهم من نجح في ذلك ومنهم من لم ينجح. وأكدت السعيد أن السيسي يتمتع بكاريزما ولا أحد ينكر ذلك مشيرة إلي أن الكاريزما تعني التفاف الناس حول شخص لأنه يتمتع بصفة تجذبهم إليه موضحة أن كاريزما المشير تكونت بسرعة جدا وهذا ليس له علاقة بالشخصية نفسها بل بالموقف الذي ظهر فيه فمثلا كاريزما جمال عبدالناصر بنيت بسبب الثورة والضباط الأحرار والبذلة العسكرية والقومية العربية أما كاريزما السيسي فتكونت باعتباره المنقذ من الإخوان وبالتالي لو أنقذ أي شخص آخر الشعب المصري من الإخوان كان الشعب سيلتف حوله لأن سياسات الرئيس المعزول مرسي وممارسات جماعته أصابت الشعب بالملل وأشاعت الشعور بأن مصر مخطوفة. وتطرقت السعيد إلي أنه علي الرغم من أن السيسي وعمر سليمان شخصيات مخابراتية إلا أنه يوجد اختلاف كبير بينهما فسليمان شخصية ثابتة جدا وصعب تحليلها أما السيسي فشخصية حسية تظهر انفعالاته عليه مهما كان مدرباً علي إخفائها لأن طبيعته تطغي عليه. وأوضحت أن شخصية المشير عبدالفتاح السيسي تختلف في خطاباته كقائد مع ضباطه حيث يتحدث بمنتهي الجدية والحدة ويستخدم سمات الشخصية الخشبية ولكنه يلمس بيده صدره ورقبته ليعطي لنفسه شحناً عاطفياً ويظهر وجه البوكر الذي يتميز به رجل المخابرات . وأشارت السعيد إلي أن البعض حلل شخصية السيسي أثناء خطاب مرسي الأخير وقبل عزله بأنه يمتلك وجه البوكر ولكنها اختلفت معهم لأنه يوجد فارق بين الشخص المستمع عن المتكلم فمثلا طريقة جلوس المشير وهويضع يده علي وجهه تعني أنه يستنكر ما يحدث ويرفضه بشكل كبير. ولفتت السعيد إلي أن السيسي يستخدم في خطابه أسلوب الحميمية ومصطلحات مثل "عارفين طب انتوا مش عارفين ولا إيه " وهذه الوقفات التي يستخدمها في خطابه تجذب الناس إليه لأن هذا الكلام ثم الوقوف فترة معينة بعده تصنع تشويقا للمستمع. وأضافت.. السيسي يوجه أسئلة لا إجابات لها مثل "أسلوب الدعاية والإعلان" لتحفيز المستمع لما يقوله ويطلبه لتتفاعل العقول معه. ونوهت إلي أن أشهر من يستخدم هذا الأسلوب في الخطابات الرئيس الأمريكي باراك أوباما مشيرة إلي أنه عندما جاء إلي مصر في 2009 وألقي خطابا في جامعة القاهرة كان يقتبس آيات من القرآن ويصمت ليعطي مساحة للاستيعاب وهذه الوقفات تعتبر ملكة أومهارة وهي طريقة حميمية في مخاطبة الشعب. وأشارت السعيد إلي أن عيوب هذا الأسلوب تظهر عندما يكون المستمعون عقلانيين والشعب المصري بعد الثورة يحتاج لمن يخاطبه بالعقل ولكن في نفس الوقت توجد شريحة كبيرة من الشعب تحتاج لهذا الأسلوب لتشعر بالأمان. وأوضحت أن السيسي في خطاباته لديه جزء فصل الواقع ولكن هذه النقطة قد تظلمه في التحليل ولكن توضيحها بشكل كامل ينصفه حيث إنه يستخدم في خطاباته للشعب "إحنا إيد واحدة" وفجأة يقول "أنتم قمتم بالثورة أنتم عملتم ......." وهنا السؤال لماذا يصنع فارق بهذه السرعة ويشبهه في ذلك الرئيس الأسبق حسني مبارك في خطاباته الأخيرة عندما قال "أبنائي" في بداية الخطاب وفجأة قال شهداءكم وأعتقد أن ال"نا" كانت ستفرق مع الناس جدا. وتابعت.. شرح هذه النقطة يرجع لعدة عوامل منها أنه لديه بالفعل فصل للواقع وما يقوله مجرد شعارات أوأنه يري أنه لوقال "احنا قمنا بالثورة وعملنا" سيعطي انطباعا بأن الجيش هو من حرك الشعب وتكون 30 يونية انقلابا وليست ثورة شعبية وأضافت.. أرجح النقطة الثانية وهوأنه يخشي أن يقال إن 30 يونية انقلاب. وتطرقت السعيد إلي استخدام المشير عبدالفتاح السيسي لقبضة يده أثناء حديثه عن الجيش مشيرة إلي أن معناها في لغة الجسد أنه مسيطر علي الأمور وكل شيء في قبضة يده أوأنه يريد توجيه رسالة مفادها أن الجيش قبضة واحدة أويد واحدة مؤكدة أنها أحلي لغة جسد رأتها في مثل هذا الموقف. وأوضحت أن سبب استخدامه لهذه الإشارة أنه كان يريد الرد علي شائعات الإخوان بوجود انشقاقات داخل صفوف القوات المسلحة بأن الجيش يد واحدة وقبضة يد واحدة. وأضافت أن هذه الإشارة استخدمها معمر القذافي في خطاباته الأخيرة ولكنها لم تكن إيجابية لأنه استخدمها في خطابه الأخير من 23 إلي 26 مرة أما السيسي فاستخدمها بذكاء وأعطت نتيجة إيجابية. وأوضحت السعيد سبب ارتداء المشير عبدالفتاح السيسي للنظارة الشمسية بأنه شخصية كتومة ويظهر ذلك في حركة يده التي تكون باتجاهه علي العكس من الشخصية الصريحة التي تكون يدها مفتوحة أثناء الكلام. وأشارت إلي أن مميزات الشخصية الكتومة أنها معتزة برأيها وعلي الرغم من أن السيسي معتز برأيه إلا أنه سيحارب ليقنع الآخرين برأيه. وأضافت.. الشخصية الكتومة من الطبيعي أن ترتدي النظارة الشمسية لتحجب نفسها عن الآخرين أولأسباب أخري منها أنه يقصد بذلك استفزاز الإخوان أوكنوع من الوقار أو"الإستايل" لأن معظم ضباط الجيش والشرطة يرتدون النظارات الشمسية "استايل" أو لسبب آخر هو أن الجوكان مشمساً وارتداها لحماية عينيه التي يرهقها الضوء. وأكدت رغدة أنها ترجح أنه شخصية كتومة وفي نفس الوقت "استايل". ولفتت السعيد إلي أن سبب توجيه المشير السيسي حديثه للمرأة هو أن المرأة المصرية عاطفية لذلك يحاول بحديثه أن يعطيها اهتمامه لتحفيزها علي تلبية مطالبه لأنه يعلم جيدا أن المرأة تسعد بتوجيه الكلام إليها. وأضافت السعيد أن السيسي يتميز بالذكاء في مخاطبة المرأة وهذا في لغة الجسد يكشف أنه شخص عاطفته جياشة.