وكيل جهاز المخابرات الأسبق يكشف حقيقة الصراع بين الجماعة والجنرال عمر سليمان «السيسي» وضع روحه وحياة أسرته علي كفه عندما وقف في وجه الإخوان التواصل مع الإخوان أحد البنود الأساسية لسياسة الأمن القومي الأمريكي ثورة 30 يونية أحبطت مخطط أمريكا والجماعة لتقسيم كل الدول العربية إلي دويلات الشعب لن يقبل عودة الحزب الوطني من قبره والتعاون مع الشرفاء من نظام مبارك ليس جريمة مبارك ليس مسئولاً عن الانفلات الأمني في سيناء وكان يتغاضي عن حفر الأنفاق لمساعدة غزة «الإرهابية» حاولت اختراق المخابرات والجيش واستهداف قيادات الداخلية ليس دليلاً علي فشل الدولة أكد وكيل أول جهاز المخابرات الأسبق اللواء محسن النعماني أن ثورة 30 يونية أحبطت مخطط أمريكا وجماعة الإخوان لتقسيم كل الدول العربية إلي دويلات، مشيرا إلي جذور التعاون بين أمريكا والإخوان الممتد بينهما منذ عشرات السنين وأنهما وجدا الفرصة بعد تولي الجماعة حكم مصر لتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الكبير وتقسيم مصر، موضحا أن الجماعة تحالفت مع إسرائيل ووقعت مواثيق ضيعت بها حقوق الشعب الفلسطيني، لافتا خلال حوارنا معه إلي أن الإخوان ضيعوا فرصة عمرهم أثناء حكم مصر وبعدها لأنهم عادوا كل القوي الوطنية وبعد انتهاء حكمهم لمصر ارتكبوا جرائم ضد الشعب وأسالوا دماء الأبرياء، وأكد اللواء النعماني أن كل المرشحين لمنصب الرئاسة لن ينالوا المكانة والإجماع التي احتلها المشير السيسي في قلوب المصريين لأنه حمل روحه وحياة أسرته علي كفه وواجه الإخوان وعددا من الدول الكبري الداعمة للإخوان وتصدي لمخطط تقسيم مصر، فإلي الحوار. ما رؤيتك لكشف الجهات الأمنية عن شبكة للتجسس ضد مصر تحت اسم "عوفاديا"؟ من الطبيعي خلال الفترة الماضية أن نتوقع أن نجد مختلف الأنشطة التي تعمل للإضرار بمصر، فإذا كنا نشن حرب حقيقية ضد الإرهاب في سيناء نتيجة لتوغل عناصر الإرهاب الدولي واستيطانها في سيناء خلال السنين الماضية، فمن الطبيعي وجود عناصر طابور خامس هنا أو هناك، ورغم ما يصيب النفس من الألم أن يبيع مصري نفسه لأعداء بلده سواء كعمل إرهابي أو كعمل جاسوسي، لكن الحمد لله أن الأجهزة الأمنية ليست منحصرة فقط في مواجهة الإرهاب والعنف وإنما أيضا تأمين مصر من الاختراق، والكشف عن عملية التجسس أمر يطمئننا بأن المنظومة الأمنية تعمل بشكل كامل وليس جزئيا في تأمين مصر . لكن ألا يعد الكشف عن عناصر تجسس من ناحية واستمرار العمليات الإرهابية من ناحية أخري أن مصر مخترقة أمنيا؟ مصر دولة مهمة، ومن الطبيعي أن يهتم العالم بها لأسباب مختلفة، فهناك من يريد أن يتكامل معنا أو من يرغب في التصدي لنا ويحاول تمرير مخططات، وخصوصا أن هناك مخططات في المنطقة ويدرك القائمون عليها أنه عندما تنهض مصر تسقط كل مخططاتهم، كذلك فإن المناخ المصري خلال الفترة الماضية هو مثالي جدا لأجهزة المخابرات أن تعمل فيه من ناحية عدم الاستقرار وخلافات واستقطاب حادة ونظام سابق كان يبحث عن حليف خارجي لأنه يعلم أنه يفتقر للدعم الداخلي وقدم في سبيل ذلك الكثير والذي ثبت في تمرير مخططات خارجية مثل الشرق الأوسط الكبير والفوضي الخلاقة لتحقيقه وما سيظهر خلال التحقيقات الجارية مع رموز النظام الأسبق ستجعلها أكثر وضوحا. قدم الإخوان أنفسهم كداعمين للقضية الفلسطينية لكنهم في الحقيقة كانوا يدعمون مخططات أمريكا وإسرائيل .. ما رأيك؟ القضية الفلسطينية حق مشروع للفلسطينيين وقضية لا يمكن أن يسكت الضمير العربي عموما والمصري خصوصا عنها، لأن الإخوة الفلسطينيين يعانون الأمرين فيما يخص معسكرات اللاجئين وما يتعرضون له في داخل بلادهم، وبالتالي هذه القضية كانت ومازالت وستظل قضية هامة جدا في الاهتمام المصري، وهي بالنسبة للمصريين ليست قضية سياسة خارجية لكنها قضية داخلية لكل مصري، وما حدث في الفترة الأخيرة في فلسطين أنها خضعت لنفس مخطط التجزئة أو ما يسمي بالشرق الأوسط الكبير فعندما ننظر إلي دول المنطقة نجد أنها أصبحت منقسمة سواء في العراق أو سوريا أو لبنان أو ليبيا أو السودان أو فلسطين، وكان القائمون علي هذا المخطط يحاولون أن يكملوا دورته في مصر وأن يقسموها إلي دول وأحزاب وجماعات، وهذا المخطط كان له للأسف مريدون ومؤيدون داخل الشعب الفلسطيني وصحيح كانت هناك ظروف وثورات داخلية تهيئ لذلك المخطط، وقفز عليها التدخل الخارجي وقفزت عليها جماعة الإخوان التي لها امتداد مثل حماس وهو تنظيم قدمت له مصر الكثير ليأخذ مكانا طليعيا في تجميع اللحمة الفلسطينية لكن الاستقطاب لحماس من إيرانوقطروتركيا والإخوان بمصر، بلبلوا ذهن الكل وتصوروا أن حل القضية الفلسطينية لا يستدعي ضرب الرأس في الصخر ومواجهة إسرائيل بل التوجه لسيناء لأنهم رأوا أن المصريين ناس طيبون، وهذا المخطط لاقي ترحيبا من النظام الحاكم خلال فترة حكم الإخوان لمصر، لكن في نفس الوقت مصر لم تختلط الأوراق لديها وتستمر في دعم القضية الفلسطينية ممثلة في السلطة الفلسطينية الحقيقية ممثلة في الرئيس أبو مازن ومازال هناك تنسيق ودعم ولن تترك مصر القضية الفلسطينية إلا بعد نيل الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة. وما مدي استفادة إسرائيل من جماعة الإخوان أثناء توليها حكم مصر؟ مخطط الشرق الأوسط الكبير وما قدمه الإخوان من خدمات لإسرائيل مسائل ثابتة، والاتفاقية التي تمت بين حماس وإسرائيل برعاية الإخوان تؤكد أن ما قدمه الإخوان يرفضه كل مصري، فنصوص الاتفاقية تأمر بوضع أجهزة تنصت آلية وتكنولوجية بطول الحدود مع إسرائيل ، وكذلك هناك وثيقة تأمر بأن تتوقف حماس عن أعمالها العدائية تجاه إسرائيل، وكأن الحق الفلسطيني سقط ، وقبل وبعد توقيع الاتفاقية كانت هناك زيارات متكررة من أمير قطر وقيادات حماس لمصر، ونرصد أيضا تعليق افيجدور ليبرلمان أبشع إرهابي إسرائيلي حينما قدم إشادة مطولة في الدكتور محمد مرسي، فكل هذا يرينا حجم ما حدث إضافة إلي الخطاب المعنون بصديقي العزيز والذي وجهه مرسي لشيمون بيريز، وكل هذا التعاون كانت رسائل لتأكيد قبول الجماعة لإسرائيل فضلا عن مقابلات الشاطر مع سفيرة أمريكا بمصر آن باترسون التي ظنت أن مصر انهارت ويحق لها أن تفعل ما فيها فعلته في عدد من الدول التي سيطرت أمريكا عليها بشكل تام، فضلا عن قتل وذبح جنودنا المصريين في رفح وسيناء وتصريح مرسي بأنه حريص علي دماء الخاطفين والمخطوفين، فكلها رسائل وثوابت كانت تدل علي أن هناك عبث خطير جدا بأمن مصر القومي، والحمد لله أن شعب مصر بحضارته الضاربة في جذور التاريخ تنبه وقام الشعب بما قام به في 30 يونية وانضمت له القوات المسلحة لبناء المستقبل. هل نجحت الجماعة في اختراق أجهزة الدولة السيادية ومؤسسة الجيش؟ كانت هناك محاولات مستمرة ومكثفة لاختراق الجهاز الأمني خلال فترة تواجد الإخوان بالحكم، لكن جميعها باءت بالفشل لأن أبناء مصر بخير. لكن ما يحدث الآن من استهداف لوزير الداخلية وقيادات الوزارة ومقراتها ألا يدل علي نوع من الاختراق؟ عندما تقود حربا لا تستبعد أي احتمال، لأن عند تقليل الاحتمال تقلل فرصك في النجاح، وعندما تقود حربا مهما كانت قوتك لابد أن تعرف أن هناك خسائر، لأن أية عملية جراحية لا يمكن أن تجريها دون إسالة دماء، فلا تتصور أن تصلح القلب دون أن تفتح الجسد وتنزف الدماء أو تقوم من العملية فورا ناهضا كما لو كنت صحيحا معافي، ومن الجائز أن يكون هناك أخطاء أو أن هناك ما يجب أن نتنبه له وقد يكون هناك قدر من الاختراق وهذا لا يعيب أحدا في الكفاح لكنه طبيعة للصراع، ولكن ما يعيب هو تعمية العيون والتغاضي عما يحدث، ومن المعروف أن المسائل تقيم بالتفاصيل التي تعرفها أو بالنتائج، وإذا كانت التفاصيل لها قدر من السرية ، فلدينا نتائج تظهر في مؤشرات النجاح، سواء في الحرب ضد الإرهاب في سيناء أو تأمين مصر أو خروج الملايين للاستفتاء علي الدستور، وهذا هو سر القوة الحقيقية لشعب مصر، فعندما قامت الجماعات الإرهابية قبل الاستفتاء بعدة تفجيرات لمحاولة منع الشعب من النزول للإدلاء بصوته لتعديل مساره للحرية والديمقراطية، نزلت الملايين بأعداد غير مسبوقة وهذا الشعب هو الداعم للمنظومة الأمنية ولجيشه ولأمنه. من وجهة نظرك ما الحل لمعالجة قضية سيناء وما يحدث فيها؟ هناك العديد من الأحداث التي جرت علي أرض سيناء أكدت أن القبضة المصرية بدأت تضعف عليها، سواء من تفجيرات ومهاجمة خطوط الغاز ومهاجمة الجهات السيادية وحتي المحاكم لم تسلم وتم تهديدها وتم نقل المحاكمات للإسماعيلية لعدم قدرتها علي القيام بدورها في وسط أجواء الإرهاب في سيناء، فضلا عن الاستقطابات واستعراض القوي لقوافل تشهر السلاح وأخري ترفع الرايات السوداء لإثبات أنهم أسياد سيناء أو إعلان ما يسمي بالإمارة الإسلامية، ولكن في ظل كل هذه الأجواء كانت مصر تساعد الشعب الفلسطيني، فقد تغاضينا عن استمرار حفر الأنفاق قبل الثورة لتكون بمثابة متنفس لأهل غزة، فمصر كانت تدرك أن قيام فلسطين بأي عملية ضد إسرائيل تجعلها ترد بغلق المدن وحبس الشعب الفلسطيني في بيوته والتضييق عليه في الطعام والكساء وحتي الرعاية الطبية العاجلة، لذلك تغاضت مصر عن هذه الأنفاق التي مثلت متنفسا للشعب الفلسطيني وكان يمر من خلالها الغذاء والكساء والدواء لأبناء الشعب، وكل ذلك كان يجري تحت عيون الأمن المصري، ولكن للأسف خلال فترة حكم الإخوان لمصر تحولت الأنفاق لوسيلة لتسهيل ودعم العمليات غير المشروعة وبدلا من استغلالها في دورها الأساسي وهو مساعدة الشعب الفلسطيني كانت تتآمر علي الشعبين الفلسطيني والمصري، كما تحولت الأنفاق من خدمة للشعب إلي خدمة للجماعة فالقيادي الإخواني خيرت الشاطر كان يمتلك عددا من الأنفاق يديرها وتدر عليه أرباحا بالملايين، كما أن ما كان يتم تهريبه في مختلف المجالات كان تهريب حقوق الشعب المصري لفلسطين أو تهريب أسلحة وذخائر لاستخدامها ضد مصر ودعم التنظيمات الإرهابية، و كاد كل ذلك أن يستحكم لولا العميلة نسر2 لأن العملية نسر 1 توقفت بأمر مباشر من الرئيس السابق محمد مرسي، وكانت العملية نسر 2 هدفها الأساسي رد سيناء للحكم المصري ولمنع هذه العمليات الإرهابية، ولذلك من يظن أن سيناء ستعود كأي محافظة مصرية ويتعجلون في ذلك أو أن استمرار العمليات الإرهابية تنال من نجاح المشروع نسر 2، فهو مخطئ، لأن هناك مؤشرات تدل علي نجاح العمليات العسكرية بسيناء، فالأرقام الرسمية الصادرة عن المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة للأنفاق التي دمرت كانت تزيد عن 1000 نفق في مسافة صغيرة وهي حوالي 12 كيلو، فضلا عن الإعلان عن عملية التجسس الأخيرة علي مصر، وكذلك تطهير قري بسيناء كانت تحت سيطرة حقيقية وفعلية للجماعات الإرهابية، هذا إلي جانب تباعد وانحصار العمليات الإرهابية التي كانت تجري بشكل يومي ومتكرر، وقد نستمر نسمع من وقت لآخر عن عملية إرهابية ضد مصر، خاصة أن سيناء صحراء تمتد لمئات الكيلومترات، لكن تبقي إرادة الله وقوة الشعب هي الحامية لأراضيه وحريته. كثير من المحللين يلقون باللوم علي نظام مبارك بأن له الدور الأكبر في تهميش سيناء بما نتج عنها كل مشاكلها الآن.. فما رأيك؟ نظام مبارك كانت له أخطاء كثيرة وتقع علي رأسها سياسة التوريث، ولكن لا يعني هذا أن نغفل عن حقائق هامة قدمتها مصر في عهد مبارك للمنطقة العربية، فقد بدأ نظام مبارك حكمه بإعادة طابا لمصر بنجاح، كما كانت مصر راعية للعديد من معاهدات السلام وتم توقيع معاهدات السلام بمنطقة الشرق الأوسط حيث تم توقيع معاهدة السلام الإسرائيلية الأردنية وتوقيع الاتفاقية الفلسطينية الإسرائيلية في أوسلو، وبصرف النظر عن أخطاء النظام فإن مصر لها دور تاريخي عبر مراحل التاريخ والأزمان ولمكانة مصر القوية في منطقة الشرق الأوسط والعالم تحاك ضدها المؤامرات ودور مصر دائم ومستمر لخدمة الشعب والعرب والعالم وقد يخبو هذا الدور أو يشتعل علي فترات، ولكن من المؤكد أن هناك أخطاء ارتكبت لكن هناك فارق بين أخطاء نظام مبارك وبين تآمر الإخوان ضد مصر. ما تحليلك لموقف أمريكا ودعمها للإخوان بعد 30 يونية؟ الولاياتالمتحدة والإخوان كان بينها اتصالات من فترات طويلة وهناك شهادتان لأهم رئيسين لأمريكا تم توثيقهما يؤكدان أن الاتصال مع الإخوان هو ركن أساسي ضمن استراتيجيات الولاياتالمتحدةالأمريكية، فهناك كتاب للرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون الذي تحدث في كتابه بعنوان "نصر بلا حرب" عن ضرورة التنظيم والتنسيق مع القوة الصاعدة من التيارات الإسلامية، وأيضا هناك تصريح للرئيس الأمريكي هنري كسينجر بعد حرب 73 الذي قال فيه :"أن الخطأ الاستراتيجي لأمريكا أنها جعلت الصراع العربي الإسرائيلي هو الصراع الوحيد في المنطقة وأنه يجب أن تتعدد الصراعات حتي لا تتوحد المنطقة العربية وتصل لقرار تستطيع أن تهدد به مصالح أمريكا مرة أخري"، وفي كلامه هذا إشارة بالطبع لقيام السعودية بإيقاف البترول عن أمريكا أثناء حرب أكتوبر 1973، فالاتصالات قائمة بلا شك بين أمريكا والجماعة ، وقد كان ملف الشرق الأوسط الكبير والسيطرة علي مصر موجودا في الأدراج وينتظر اللحظة الحاسمة التي يمكن أن يطبق فيه، والإخوان أيضا كان لهم دور مستعدين للقيام به في الأجواء المناسبة لهم، وعند قيام ثورة يناير كانت الفرصة سانحة للجماعة لتنفيذ مخطط أمريكا في المنطقة، ولكن جاءت 30 يونية لتقضي علي هذا المخطط، وفي جميع ثورات العالم دائما تقوم الثورة تلقائيا ثم تنقض عليها قوة أكثر تنظيما تحاول أن تخطفها، لكن عندما تكون هناك ثورة حقيقية قد تعاني إلي مرحلة ثم تنتفض كما حدث في 30 يونية وتعود إلي المسار الصحيح. اللواء الراحل عمر سليمان كان قد تحدث كثيرا عن تعاون بين المخابرات والإخوان.. ما رأيك؟ اللواء عمر سليمان رحمه الله حاول بكل ما أوتي من قوة ومن أدوات أن يحقق الأمن المصري وأن يجمع الحركة الوطنية كلها، خاصة بعد أن اختير نائبا لرئيس الجمهورية، فهو كان يري أن مصر تهدد وتشتعل وهو أول من تحدث عن الدور الخارجي الذي يهدد مصر، وكان يأمل في هذه الفترة أن يحقق استقرار مصر واتصل بكافة تيارات الحركة الوطنية في وقتها، لكن الإخوان كانت تعتبره العدو الأول لها في مصر لأنها تعلم أن من يعلم ليس كمن لا يعلم ، وأنه بحكم منصبه لفترة طويلة كرئيس للمخابرات العامة كان يعرف كل التفاصيل وكان علي رأس استهدافاتهم رغم إظهارهم بعض التجاوب مع طلباته ومع محاوراته لكنهم كانوا يرتعدون أن يبقي علي رأس الحكم. وفاة اللواء عمر سليمان مازالت غامضة فهل تعتقد أنه تم استهدافه واغتياله؟ لا أعتقد أن وفاته وراءها جريمة فهو كان يعاني في الفترة الأخيرة من حالة صحية ويبدو أن اضطراب حالته النفسية مكنت المرض منه وكل الاحتمالات مفتوحة لكن أظن أن الله توفاه بتأثير المرض. هناك دول ترعي الإخوان وتستمر في الهجوم علي مصر مثل قطروتركيا.. ما تعليقك؟ شعب قطر وشعب تركيا بعيدين تماما عن السياسة الخارجية لقادتهم السياسيين، وصداقات الشعوب ثوابت، فلا يمكن أبدا أن تتغير صداقتنا للشعب التركي وأخوتنا للشعب القطري، إنما هناك أخطاء كثيرة جدا فالأمير تميم مستعينا ببعض المساعدين وبعض المشايخ مثل القرضاوي يديرون ملف التآمر وهذا لا يقلقنا لأن مساره للفشل والانهيار، وما فعلته الإمارات عندما تجرأ عليها القرضاوي ببضع كلمات تصدر من ميكروفون ترسل إليها برسالة أن تنتبه، فما بالك بموقف النظام القطري من مصر الذي يتآمر عليه بتسليح أعدائها ودعمهم بالتمويل وترويج الأكاذيب، وأما النظام التركي فالرد عليه لن يكون إلا من الشعب التركي عليه، لكن مسيرة الشعوب ستستمر والمنطقة ستستمر في تطوير نفسها لتصل للتعاون الكامل فيما بينها. ما رؤيتك لمستقبل محاكمات جماعة الإخوان؟ إذا كانت الثورتان اللتان قام بهما شعب مصر لهما هدف واحد مشترك فهو إقامة العدل، لأنه القيمة التي تطمئن الشعب وكل ما نأمله من هذه المحاكمات أن قضاءنا العظيم الذي لم يخش شيئا خلال السنوات الماضية رغم ما تعرضت له محاكمنا وقضاتنا واستمر، وبالتالي إذا قال القضاء كلمته لابد أن نحترمها جميعا، وهناك بينة وما يحملنا علي الاعتقاد أن جماعة الإخوان تجاوزوا في حق مصر أن هناك دماء أبرياء طاهرة سالت ومؤسسات تم تخريبها وخطط للتآمر ضد مصر، ونحن نتحدث عن محاسبة من أخطأ في حق مصر أما من عاد إلي الصواب ولم تمتد يده بأذي للمصريين عندما كان يعبر عن فكر كان يراه صائبا وعندما اتضح له خطؤه صححه أهلا به دون مصارحة ولا مصالحة وهذا ما نص عليه الدستور الذي وافق عليه ملايين المصريين. أنت مع شعار المحاسبة قبل المصالحة؟ أنا معترض علي كلمة المصالحة لأننا لسنا أعداء، فنحن نتحدث عن أبناء شعب واحد ومن ارتكب جريمة يحاسب ومن لم يرتكب جريمة أهلا وسهلا به، فالمصالحة شعار تم إشهاره لإحداث البلبلة، وكأن مصر انقسمت لقسمين وكأن القسمين المفترض أن يلتئما، لكن الحقيقة أن شعب مصر وقف سويا، وهناك تعد من بعض العناصر المنظمين في جماعة تحالفت مع عناصر إرهابية، وهذه الأعمال يجب أن يتم إيقافها والمحاسبة عليها، ثم من لم يرتكب شيئاً هو في بلده ولا يحتاج لإجراءات ليعود لوطنه لأنه بالفعل مصري. اتهام مرسي والإخوان بالتخابر مع دول حماس أجنبية كان ملفا ضمن الأمن القومي المصري منذ ثورة يناير، فكيف تقبل الدولة بمرسي رئيسا وهو يحمل هذه التهمة؟ حماس كانت إحدي المنظمات الفلسطينية التي كانت مصر ترعاها وتدعمها في إطار نيل الحق المشروع للشعب الفلسطيني، إنما يبدو أن أممية الجماعة تغلبت علي فكر من بيده الأمر وشارك في مؤامرة هي أمام القضاء الآن ليحكم عليها، لكن المعلومات التي تواترت في هذا الوقت أن هذا الاتفاق كان بمشاركة عناصر عسكرية من حماس وحزب الله والتنظيم الدولي للإخوان وأنهم هاجموا المنطقة الحدودية وتحركوا بسيارات دفع رباعي لمهاجمة السجون المصرية الرئيسية وأدي هذا لعمليات قتل فيها 50 من ضباطنا وجنودنا وبعض المساجين وأدي لإطلاقهم 20 ألف مسجون جنائي لإشاعة الفزع والذعر وطبعا تم الهروب للمساجين المنتمين لهذه التنظيمات، وهذا إذا ثبت بالأدلة يشكل أركان جريمة كاملة لكن طالما أن الموضوع أمام القضاء فسننتظر كلمته، وان كان هناك الحكم الصادر في ابريل 2013 حكما بإدانة الجماعة في قضية التخابر وتهريب المساجين وسيتأكد هذا أو ينفي بالمحاكمة الجارية، وكل من تآمر علي مصر من داخلها أو من خارجها لابد أن يحاسب عما اقترفه وعن الدماء المصرية التي أسالها. ألم يكن جهاز المخابرات والأمن القومي علي دراية بكل هذه التفاصيل؟ في هذه الأيام وما جري فيها من أحداث تضح الصورة ، فاللواء عمر سليمان قال إن المعلومات التي لديه تؤكد هذا التآمر من داخل وخارج مصر، كما أن مبني أمن الدولة تمت مهاجمته في الأيام الأولي للثورة وأحرقت أماكن حفظ الملفات و السجلات بالمحاكم، والقضية استمرت تتواتر هنا وهناك إلي أن صدر حكم المحكمة الإسماعيلية وتكليف المستشار احمد سمير قاضي التحقيقات بأن يبحث هذه القضية التي توصل لقرار اتهام كامل بهذا التواطؤ وهذا ما ينظره القضاء الآن وجميعنا يثق في عدالة القضاء المصري. هل تتوقع عودة الجماعة بعد سنوات للمشهد السياسي؟ الإخوان ضيعوا فرصة عمرهم، لأن شعب مصر قبل أن يعطيهم الحكم من باب التجربة لحكم مصر سواء كان في الانتخابات نسبة من التزوير أم لا ، فأضاعوا فرصتهم الذهبية الأولي فقد كانوا يستطيعون تجميع تيارات الحركة الوطنية والكل كان مرحبا بهم وظهر هذا خلال افتتاح مقرهم بالمقطم، وحتي عندما طالبهم الشعب ليعودوا إليه ليعطيهم التفويض أضاعوها مرة أخري، وظهر مرسي في خطابه الأخير مهددا للناس بالوعيد والقتل، حتي عندما تولي المستشار عدلي منصور منصبه رئيسا للجمهورية كان حزب الحرية والعدالة أول المدعوين لمؤتمر الحوار الوطني، والمستشار السياسي للرئيس تكلم عن أن الإخوان رفضوا لقاءه في العديد من المرات و بدلا من أن يتواجدوا علي مائدة الحوار السياسي حتي يعبروا عن اختلافهم ومطالبهم وتصحيح الوضع لجئوا للتحالف مع قوي الإرهاب وبدأت عمليات ترهيب للشعب المصري ومحاولات الاستقواء بالخارج، وعندما تخرج طلقة رصاص في اتجاه مصري لم تعد المسألة خلافا سياسيا وإنما أصبحت إجراما جنائيا، ثم تمادي الإخوان في طريق الإجرام جعلت طريق العودة يكاد يكون مستحيلا. كيف تنظر إلي رغبة ملايين المصريين في ترشيح المشير السيسي نفسه لمنصب رئيس الجمهورية؟ الشعب هو القائد الأعلي للقوات المسلحة والمشير السيسي قدم روحه فداء لبلده عندما طالبه الشعب بذلك في ثورة 30 يونية وهو موقف سيظل خالدا في قلوب المصريين، وفي الانتخابات الرئاسية القادمة شعب مصر سيقول كلمته، وإذا اختار المشير السيسي حال تقدمه للترشح فنرجو أن يوفقه الله هو أو غيره ويحب أن نتعلم بعد هذه الثورات أن إرادة شعب مصر يجب أن تسبق أي كلمة وما دمنا نحتكم للشعب فمن حق أي مصري أن يمارس حقه في الترشح طبقا للدستور. وما رؤيتك لفرص عدد من الأسماء المطروحة للترشح لنفس المنصب مثل الفريق سامي عنان أو حمدين صباحي؟ لكل منهم جمهور مؤيد، لكن سيكون لهم أيضا جمهور كبير من المعارضين، وإن كنا سنضعهم في مقارنة مع المشير السيسي حال إعلانه الترشح لانتخابات الرئاسة، فالمشير السيسي الشعب كله رآه يتقدم الصفوف ليدافع عنه ويتحمل هو وأسرته كل التهديد وما قدمه السيسي سيصعب علي المنافسين أن يحصلوا علي نفس هذا الإجماع الشعبي الذي ناله المشير السيسي، وطالما أن جميع المرشحين يعملون تحت غطاء إرادة الشعب ولصالح مصر فهذا شيء جيد بالطبع، أما من يتقدم للترشيح اعتمادا علي فصيل خرج عن إجماع الشعب المصري أو حاول إرهاب الشعب فهو عندما يتقدم للترشيح يرتكب خطأ كبيرا. يتردد بين المصريين شعاران منذ ثورة 30 يونية وهما "حكم العسكر" وعودة رجال الحزب الوطني .. ما رأيك؟ حكم العسكر رفعته جماعة الإخوان في محاولة لاستغلال حالة الثورة الشعبية والنفسية الموجودة بين المصريين في استخدام كلمات لا تليق بالقوات المسلحة المصرية، والحكم العسكري هو حكم تقوم به جماعة من العسكريين بحركة تستخدم فيها القوة العسكرية للإمساك بالحكم بعيدا عن الرغبة أو التأييد من الشعب وتدير فيه البلاد، وهذا يختلف عن تقدم رئيس جمهورية بخلفية عسكرية وكان يخدم مصر للترشح لرئاستها، فالمقياس هنا ليس طبيعة مهنته وإلا فالأولي أن نسمي فترة حكم طبيب لدولة ما، بأنه حكم طبي أو نجاح مهندس بمنصب الرئاسة بأن حكمه هندسي أو رياضي أو فني، إنما الأساس أن يحتكم الشعب لما يقدمه له الرئيس من أمن وحقوق ومزايا والحفاظ علي الواجبات، فالشعارات التي يرفعها الإخوان لا يجب أن نبتلعها ونعيد تكرارها لأنها ليست مطروحة علي الإطلاق، ومن يحكم مصر حاليا رئيس جمهورية طبقا للإعلان الدستوري وهو رئيس المحكمة الدستورية ولدينا مجلس وزراء مختار من القوي المدنية، أما موضوع عودة الحزب الوطني فأولا لا يوجد بمصر حزب وطني ويجب أن نعي أن كل من أساء لمصر يجب أن يحاسب وأن نعيد رفع شعار الراحل نيلسون مانديلا بعدما خرج من محبسه عندما قال: "نسامح لكننا لا ننسي"، لذلك فلابد من محاسبة كل من أخطأ عن أخطائه، لكن من لم يتركب أخطاء فلا نأخذه ظلما في بلده وإتاحة الفرصة للجميع لإعادة بناء الدولة، والشعب المصري لن يقبل عودة الحزب الوطني بسياساته وتنظيماته، ولكن استمرار أشخاص يمارسون دورهم الوطني طالما نعلم أنهم أطهار وشرفاء لا يعني خيانة للثورة ، ولا يمكن أن نحسب الدكتور الجنزوري الذي كان رئيسا لوزراء مبارك أو عمرو موسي الذي كان سفيرا لمبارك ضمن نظام الحزب الوطني، وإنما دورهم في الدولة في عهده لا يظلمهم، وعلينا أن نتبع قول الله تعالي "وتبينوا" فنرفض أو نقبل الأشخاص الموجودين في العهد السابق علي بينة. هل تتوقع قيام ثورة ثالثة؟ العظيم في الثورتين أن الشعب أصبح شديد الإيجابية مع قضاياه وعندما قبل هذا الشعب وأيد خريطة الطريق لم ينصرف إنما هو موجود وفي كل المناسبات وأعلن عن وجوده وعن تأييده وحتي عندما شعر أن هناك خلل قد يحدث في قانون أو إجراء نزل وقال كلمته وتم التعديل حسب مطالب الشعب، وإذا شذ الحكم عن تطبيق خريطة التحول الديمقراطي وفشل في حل مشاكل الشعب وانحرف علي أن يكون جزءا من الشعب فأنا لا أستبعد أن يكون هناك ثورة ثالثة، وما أتمناه أن تكون ثورتنا الثالثة هي ثورة بناء وتنمية فمن غير المقبول أن مستوي التنمية وصل من 7 الي 2% وشعب مصر أصبح يستدين بالمنح والقروض، وهناك آلاف المصانع أغلقت ومؤشرات لتراجع التنمية والتصنيف الائتماني، فلابد أن ننتبه فإذا أتممنا خريطة الطريق فنحن نخرج من الجهاد الأصغر والأمن والاستقرار إلي الجهاد الأكبر وهو التنمية. سد أثيوبيا كان أحد أسباب ثورة الشعب ضد حكم الإخوان لكن حتي الآن لم يتم حل هذه القضية التي تهدد الأمن المائي لمصر.. فما هو الحل؟ لابد أن نفرق بين الشعب الأثيوبي وما بين القرارات التي تحتاج إلي مراجعة واتخذها النظام الإثيوبي في موضوع سد النهضة، فنحن نتفهم أن إثيوبيا في حاجة لتطوير قدراتها الكهربائية، وكان هناك موافقة مصرية ومشاركة لبناء سد يغطي احتياجات إثيوبيا الكهربية، وهذا السد كان مخططا له أن يبقي سد 14 مليار متر مكعب، وكون أن إثيوبيا في تخطيطها في السد الحالي إلي أنها ترفع قدراته إلي ما فوق 70 مليار متر مكعب، فهو خطر جدا علي إثيوبيا وعلي السودان لأن هذه الكميات ضخمة جدا، وحتي اللجنة الفنية رأت أن هذا يهدد السد نفسه بالانهيار، ونحن مازلنا في المفاوضات مع إثيوبيا من خلال محور النيل الأزرق وحوار ثلاثي بينا وبين السودان وبين أثيوبيا، ونرجو أن يؤدي هذا الحوار إلي مصلحة جميع الأطراف، وطبعا هناك دول لها عداءات مع مصر وتري انها تضغط علي مصر، وأتصور بوضعنا الجديد واستكمال خريطة الطريق ستكون مصر في موقف تفاوضي أفضل مع إخواننا في إثيوبيا والسودان، وكذلك لابد من مخاطبة الأطراف الدولية التي تشجع علي إقامة هذا السد وتوفر له التمويل أن يتراجعوا لأن في دعمهم لأثيوبيا نوع من الخروج علي القانون الدولي الذي يمنع في حالة وجود مناطق النزاع في منطقة حوض نهر واحد أن تدعم أي أطراف هذا النزاع أو تؤيد طرفا علي حساب، وبالتالي أتصور أن هذه المرحلة حوارية وأن تستكمل اللجنة الفنية أعمالها وفي نفس الوقت يجب أن يستمر الحوار مع إثيوبيا بروح من الموضوعية والجدية دون تهديدات أو إنذارات، حتي نتوصل لحل مرض للأطراف ويعود بالفائدة عليهم.