أوضح الأستاذ الدكتور محمد نصر أستاذ طب وجراحة أمراض القلب بالمعهد القومي للقلب أن أمراض القلب تنقسم إلي ثلاثة أنواع وهي : أمراض القلب وأمراض الشرايين التاجية وأمراض عضلة القلب ثم يأتي بعد ذلك أمراض العيوب الخلقية بالقلب أمراض الصمامات : وقد كانت معظم أمراض صمامات القلب في الماضي هي ناتجة عن الحمي الروماتيزمية حيث تنتشر في المناطق العمالية الفقيرة والتي بها أبنية رطبة ولا يتعرض فيها الأطفال لأشعة الشمس ولا يتناولون المضادات الحيوية المناسبة ولا يحصلون علي وجبات الغذائية مكتملة العناصر وتنتج تلك الحمي الروماتيزمية عن الميكروبات خاصة الميكروبات السبحية الموجودة بالحلق وعندما تموت تلك البكتريا يدخل البروتين الناتج عن جسدها إلي الدم فيقوم الجهاز المناعي للجسم بتكوين أجسام مضادة كما يخرج الجهاز المناعي مركب يعمل مكمل يتحد جسم الميكروب مع الجسم المضاد مع الجسم المكمل ويسمي بتكوين المركب المناعي باتحادهم وينتشر في الجسم ليترسب علي الأعضاء المفلترة مثل القلب والكلي والمخ والمفاصل ويؤدي إلي التهاب لا بكتيري وهي تسبب ارتجاع الصمام الأورطي أو ضيق الصمام الميترالي مضيفا أن الحمي الروماتيزمية كانت تعد وباء حتي منتصف التسعينات إلا أن استخدام المضادات الحيوية حتي لو بطريقة عشوائية تسبب عنه انخفاض نسبة الإصابة بالحمي الروماتيزمية ولم تعد أمراض الصمامات كلها أمراض صمامات ناتجة عن الحمي الروماتيزمية وإنما نتيجة لتقدم السن ظهرت أمراض الصمامات لكبار السن الناتجة من الشيخوخة وخاصة تكلس الصمام الأورطي وأصبحنا نجري جراحات لمرضي فوق الثمانين وظهر أخيرا نوع جديد من الصمامات يمكن تركيبه بواسطة القسطرة ليوضع في المرضي فوق 90 سنة أو المرضي الغير قابلين لإجراء جراحة قلب مفتوح بسبب حالتهم الصحية إلا أن هذا النوع من الصمامات غالي الثمن قد يصل سعره إلي 200 ألف جنيه ولكن نعتقد انه مع تقدم الزمن قد يعود سعره إلي الطبيعي خاصة بعد أن تكون الشركات قد عوضت المبالغ التي صرفتها علي الأبحاث التي أدت إلي اختراع هذا الصمام . وأما أمراض الشرايين التاجية فقد زادت معدلات الإصابة بها وتصيب في مصر متوسط عمر اقل من 20 سنة وهي نسبة أقل مما يصيب في الدول الغربية والأوربية والأمريكية والسبب في ذلك يعود إلي ارتفاع نسبة التدخين عند الشباب وارتفاع نسبة السكر ففوق 40 سنة هناك 16%من المصريين مصابون بداء السكر وكذلك ارتفاع الضغط والعادات الغذائية الخاطئة مع عدم ممارسة الرياضة وإعطاءها درجات في المدارس كما كان لاختفاء الرياضة في البنات والخلط بين التدين وممارسة الرياضة دور كبير في ضعف التركيب الجسدي للمرأة المصرية ، أما بالنسبة لعضلة القلب فان هناك نوعين من مرض عضلة القلب فهناك ضعف عضلة القلب سواء بسبب إهمال علاج الصمامات أو إهمال علاج الشرايين التاجية وهناك ضعف عضلة القلب الناتجة عن عامل وراثي وعادة يختفي الجين الذى يحمي القلب من الفيروس الذى يسبب تمدده وعادة ما يظهر ضعف عضلة القلب في أي سن بعد فترة أنفلونزا فتبدأ عضلة القلب في التمدد وتقل قدرته علي ضخ الدم ويحدث هبوط مزمن وتلك الحالات تحتاج إما لنقل القلب أو استخدام جهاز القلب الصناعي لمساعدة عضلة القلب أو استخدام منظمات لضربات القلب لتحسن من أداء انقباض القلب وأما أمراض العيوب الخلقية فهي تنتج عادة عن الأمراض الفيروسية التي تصيب التي تصيب المرأة خلال الثلاثة أشهر الأولي من الحمل مثل الحصبة الألماني والسيتوميجالو فيروس وطفيل التكسوبلازموزس الذي ينتقل من الكلاب والقطط الأليفة إلي الأم ويسبب إما الإجهاض المبكر أو العيوب الخلقية في الطفل كذلك تعاطي الأدوية في الثلاث أشهر الأولي من الحمل بدون إرشادات طبيب علي علم بالأدوية التي تسبب العيوب الخلقية وهو من أهم أسباب ظهور عيوب خلقية بالقلب وأوضح الأستاذ الدكتور محمد نصر أن إصلاح العيوب الخلقية متوفر ويعطي نتائج جيدة ولكن ظهر في الآونة الأخيرة منظومة التشخيص المبكر داخل الرحم لإنهاء الحمل في الحالات التي يعاني فيها الطفل من عيوب خلقية معقدة تسبب مشاكل اقتصادية وصحية واجتماعية للطفل ولمن حوله مشيرا إلي أن جراحات العيوب الخلقية في الآونة الأخيرة قد تطورت بشكل كبير نظرا لتطور العناية المركزة وأصبح جراحو القلب في مصر يجرون جراحات لأطفال حديثي الولادة بدءا من وزن 2 كيلو لذلك نجد أن تعداد الإنسان زاد ما بين الستينات وعام 2000 نتيجة كل هذا التقدم الطبي الذى سمح لقطاع عريض من المرضي بالحياة بنوعية أحسن فرغم أن الأعمار بيد الله إلا انه مسبب الأسباب وقد كان لتقدم التقنية الطبية دور كبير في زيادة أعداد السكان.