بما أننى لا أمتلك "كلب" وكل مدخراتى "قلب" فقد حملته وتوجهت إلى مدينة نصر لكي أحتسى فنجان قهوتي على القهوة المخصصة ل"أولاد ذوات الأربعة" من مربى الكلاب..كنت قد قرأت تقرير كتبته الزميلة "الوطن" تحت عنوان "مقهى للكلاب في مدينة نصر أكل وشرب وترفيه وكمان كوافير ( يا سيدي ع الحلاوة)،قلت وماله نشرب فنجان القهوة مع ولاد الكلب دول . التقرير قال:ليه تخرج مع صاحبك ( أو مزتك ) لما ممكن تخرج مع كلبك؟،وإذا تواجد الكلب يغور الصديق ( دا حتى الأول أوفى من التانى على الأقل مش هيستلف منك فلوس وميردهاش) .فكرة مقهى ولاد الكلاب ( بتاعت الطبقات اللى احنا مش منها) ،قام بها مجموعة من محبى الكلاب( وفيه محبى القطط ومحبى الحمير والخرفان من نوع فصيلة الإخوان وحيوانات أخرى كتيرة) أبرموا إتفاقا ( حيواني ) مع أحد المقاهي في منطقة (السبع حمارات) بمدينة نصر، لكى يقوم المقهى باستقبال العائلات ( المخلطة بالكلاب )على حد سواء، ليقدم لهم ما لذ وطاب من مأكولات ومشروبات ( علشان العهد الجديد والدستور اللى بيراعى حقوق الحيوانات والبنى آدمين على حد سواء ) وخدمات أيضا خاصة بالحيوانات الأليفة ( زى إيه؟!) تقليم الأظافر ( يا روحي ) وتصفيف الشعر ( وتنقيته من الحشرات من نوع القملة التي لا تتواجد إلا في رأس الإنسان فقط ) والتزويد بالفيتامينات ( سى ودى واف واتش ) وعمل جلسات تدليك وعلاج نفسى، لو الكلب مثلا بيعانى من الاكتئاب بسبب مزته الكلبة التى تركته وصاحبت كلب من فصيلة "البلاك جاك" المتخصص فى الحراسات ، بيحاول يساعد الكلب على المرور من الأزمة النفسية الحادة بإقناعة انه طالما لسه عايش ومضربش بالنار ربنا هيكرمه بعضمه جديدة . المقهى عادى جدا، لكنه يختلف عن باقى الكافيهات فى أنه يسمح للكلاب بالدخول ( دون ما يكون معاهم مصروف جيب ) ويوفر لهم خدمات، زى الأكل المخصوص ( حسب نظام الكلب فى الرجيم ) على أن يكون خالى من الكولسترول ، والميه المعدنية المعقمة مذاب فيها جميع أنواع الفيتامينات، والأدوية التى يحتاجها ( لعلاج أمراض الضغط والسكر والغسيل الكلوى على أن تكون الأدوية من خطوط الشركات الحكومة التى دمرت لصالح شركات الأدوية الخاصة )، والإكسسوارات ( يعنى لو عايز جراب جديد أو سماعة أيفون أو نظام واى فاى ). كما يوفر المقهى "منيو" ( قائمة آكل طبعاً الغلابة ميعرفوهاش) خاصة للكلاب، يستطيع صاحب الكلب أن يختار منها ما يناسب كلبه ( وهنا يأتى الاعتراض فمن حق الكلب أن يختار قائمة أكله بنفسه حتى لا يفسد صاحبه شهيته ) . المطعم بيقول إنه بيقدم الأكل بطريقة غير تقليدية ( يعنى الجارسون يجيب الأكل شايله بطريقة كلّابى وهو ماشى على أربعة) ،والشيف بيحضره عضم خالص الدسم ، وده بيخلى فيه جو من السعادة والراحة . صاحب المقهى قال: طريقة التعامل السائدة مع الكلاب وأصحابها غالبا بتبقى سخيفة وبتضايق الناس اللى بتحب حيواناتها ( علشان كده ابتدع طريقة الهوهوة وهز ذيله كنوع من ابداء تقديره الكلاب) . مجموعة الشباب ( الواعد) الذين أطلقوا الفكرة العبقرية قالوا:إنهم يحاولون نشر ثقافة التعامل مع الحيوانات ومحاولة كسر حالة الملل والبلاهة المجتمعية وإحجام الكلاب عن المشاركة والتفاعل فى الحياة السياسية وبيفكروا يترجموا أعمال طه حسين ويحى حقى ونجيب محفوظ على شكل صور تتناسب مع الجهاز العضمى للكلب لاستيعابها. بصراحة الفكرة التثقيفية الكلابية عجبتنى جداً ،وناوى أسافر أجيب كلبين من بتوع البلد السعرانين اللى مطلقين فى الشوارع لا يأكلون إلا لحوم البشر وأجرب أتردد على المقهى امكن ربنا يكرمني والكلب بتاعي يبطل "يهبر" الناس ويكتفي بأكل المستأنس من بني جنسه المتواجدون على مقهى ولاد الكلاب .