أكد الشيخ محمد القاضى مدير معهد إعداد الدعاة وعضو مجلس شورى الدعوة السلفية أن الدعوة السلفية ستصوت ب"نعم" على الدستور، للخروج من المرحلة الإنتقالية التى تمر بها مصر. وأشار القاضى فى حواره مع "الموجز" أن جماعة الإخوان حولت الخلاف السياسى إلى خلاف دينى ، واعتبرت حزب النور عدوها الأول لأنه لم يتفق معها فى سياساتها . ونفى وجود أى خلافات بين قيادات الدعوة السلفية والشيخ أبو إسحاق الحوينى ، موضحا أنهم يحترمون اجتهاداته حول الدستور ، وسيتحاورون معه ومع بعض الشيوخ في هذه القضية. بداية.. ما هى رؤيتك للمرحلة التى تمر بها مصر الآن ؟ المرحلة التى تمر بها مصر الآن دقيقة وتحتاج لتكاتف الأيدي ،وتجمع كافة القوى السياسية لدعم الدستور ، وتحقيق الحد الأدنى من خارطة الطريق للمرور من هذه المرحلة الانتقالية. وهل كان السبب وراء تصويت الدعوة السلفية وحزب النور على الدستور ب"نعم" هو المرور من المرحلة الانتقالية فقط؟ هذا سبب ضمن الأسباب ونحن دعمنا دستور2013 بقوة لأنه يتضمن ما يحافظ على الهوية الإسلامية والمصرية وكذلك ما يضمن تطبيق الشريعة ،ودعم دور الأزهر الشريف ، لذلك نعتبره دستورا توافقيا رغم اعتراضنا على بعض المواد به. ولكن هناك من اتهمكم بالتخلى عن ثوابتكم بالموافقة على هذا الدستور خاصة فيما تضمنه من كلمة "حكومتها مدنية" والتى رفضتموها فى دستور 2012 ..فما ردك ؟ هذا غير صحيح لأننا التزمنا بنفس الضوابط التي حكمنا بها على دستور 2012 من الحفاظ على الشريعة مصدرا ومرجعا واضحا وخلو الدستور مما يناقض هذا الأصل مع مراعاة الواقع ومتطلبات الإستقرار ،أما فما يخص نص الدستور على كلمة "حكومتها مدنية " فهى تأتى كوصف للحكومة أو الدولة ولن تعنى كلمة علمانية ،ومع كل هذا الجميع يعلم أن الحزب كان له بعض الإختلافات على دستور 2013 ولكننا آثرنا دعمه من باب التوافق وتغليب مصلحة مصر فى الوقت الحالى. وماذا عن اتهامات جماعة الإخوان لكم بالخيانة والعمالة بعد دعمكم للدستور؟ اتهاماتهم تعبر عن ضعف موقفهم ،ولن تؤثر بشىء فى سياسة حزب النور ،وستزيد قيادات الدعوة السلفية إصرارا على مواقفهم التى تصب فى مصلحة الوطن وليس مصلحة فئة أو تيار.. والجميع يعلم أن سبب إتهام الجماعة لنا بالخيانة هو رفضنا لدفع فاتورة الصراع السياسي الذى لم نكن طرفا فيه ,ولأننا تبنينا مشروع مغاير لمشروع الإخوان ، وعلى من يتهمنا بالعمالة و الخيانة أن يعرف معناهما أولا. ولكن البعض اتهمكم بمحاولة إرضاء النظام بقبول الدستور خاصة أنه يتضمن كلمات رأيتموها قبل ذلك مخالفة للشريعة مثل عبارات "السيادة للشعب وحده" و"قبل أن تعرف الأرض الأديان السماوية الثلاثة" وغيرها!! لم نرضى أحدا وأخذنا قرارنا فى الدستور بما يتوافق مع مبادئنا والعبارات التى تحدث عنها البعض تحتمل التأويل، ولا يلزم حملها على ما يخالف الشريعة، فعبارة "مصر هبة النيل" مجاز عن أثر النيل في نشأة الحضارة المصرية، والدولة على ضفافه وبمائه ،وعبارة "السيادة للشعب وحده" لم تأت بمعنى الربوبية أو الأولوهية ولا التشريع؛ لأن التشريع وفق للشريعة الإسلامية،أما عبارة "الأديان السماوية " فهى لا تنفي معرفة المصريين بالتوحيد قبل ذلك كما هو معلوم في قدوم إبراهيم عليه السلام إلى مصر، ووجود يوسف عليه السلام بها. وهل ترى أن دعمكم للدستور سيجعل النتيجة النهائية لتصويت على الدستور ب"نعم"؟ بالفعل حزب النور سيؤثر على نسب التصويت ،لما للحزب من قدرة على التأثير فى الشارع وقد أعلنا أننا سنصوت بنعم وسندعو الناس للتصويت بنعم ،وسنحاول إقناعهم بوجهة نظرنا ،وسنوضح لهم أن التصويت بنعم على الدستور سيؤدى إلى الاستقرار وازدهار مصر. منهج إصلاحي هل ترى أن تدخل الدعوة السلفية فى السياسة أساء لها بعد تعرض مشايخها لإتهامات بسبب مواقفهم من بعض القضايا السياسة ؟ الدعوة السلفية ما زالت تقوم بدورها الدعوة ،وحزب النور الذى يعبر عن الدعوة السلفية سياسيا أثبت للشعب أنه صاحب منهج إصلاحى ،وأرى أن دخول السلفيين فى السياسة جعل عددا كبيرا من الناس يتعرفون على منهج السلفيين عن قرب ،وهو ما يؤكد مكسبنا بالدخول فى السياسة. ولكنكم تعرضتم من جانب آخر إلى هجوم لفظي وجسدي جراء ذلك.. ألا تعتبر هذه خسارة؟ لا أعتبرها كذلك ومواقفنا ترد على هذا الهجوم غير المبرر من البعض ،ولا نتوقع أن يتوافق علينا الجميع. وما حقيقة تعرض بعض قيادات الحزب أو الدعوة لتهديدات بالقتل عبر التليفون ؟ لم نتلقى تهديدات بالقتل ولكن عدد كبير منا تعرض للإيذاء بالسب والقذف ،حيث تعدى بعضهم على الشيخ ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية ، وحاصروا منزل نادر بكار مساعد رئيس حزب النور للشئون الإعلامية . وهل ترى أن الوضع يحتاج لخطة تأمينية لقيادات الدعوة السلفية وحزب النور؟ الأمور لا تصل إلى هذا الحد ،والجهات الأمنية تقوم بدورها كما حدث فى مؤتمر الإسكندرية الخاص بحملة دعم الدستور. وهل تتوقع حدوث اشتباكات بين قواعد حزب النور وقواعد جماعة الإخوان فى حال تكرارهم الهجوم على قيادات الدعوة؟ نحن لا نتبع سياسة الهجوم والهجوم المضاد ،ونتعامل بالحسنى، وسنحول دون هذه الاشتباكات . عدو صهيونى قلت إن البعض يحاول اختزال كيانات الدعوة السلفية وحزب النور فى أشخاص بعينهم مثل الشيخ ياسر برهامى ونادر بكار ويحاولون تشويه صورتهما لهدم هذه الكيانات.. كيف يمكن أن يؤثر ذلك على الدعوة والحزب؟ لم يؤثر هذا الإختزال على طريق الدعوة السلفية وحزب النور لأن الدعوة والحزب ليسا أشخاصا وإنما عقيدة وفكر ومنهج يسير عليه الأولون والآخرون والمتقدمون والمتأخرون، وبالتالى فإن محاولة إختزال الدعوة والحزب فى أشخاص بعينها ثم التركيز عليهم لإسقاطهم ومن ثم هدم الكيان هى محاولات محكوم عليها بالفشل, وأقول لمن يحاول الهدم بهذه الطريقة "لا تتعب نفسك". اتهمت جماعة الإخوان بأنها أدخلت مفاهيم التعصب فى العمل السياسى والإسلامى.. ماذا عن هذا الأمر؟ بالفعل هم فعلوا ذلك ،وحولوا الخلاف السياسى إلى خلاف دينى، وقسموا المجتمع إلى إسلامي وغير إسلامي، وللأسف فإن جماعة الإخوان ترى أن الخلاف السياسى يجعل الأخ عدوا بل وأخطر من العدو اليهودى وهذه المفاهيم لم يعرفها العمل الدعوى من قبل.. ولم يتوقف تعصب الجماعة على آراء قادة الجماعة فقط ولكن ظهر من يطعن ويسب و يلعن من أجل الجماعة أيضا ،وقد أنكرنا عليهم التعصب مرارا وتكرارا. ولماذا قلت أن الإخوان تعاملوا مع من يخالفهم على أنه عدو صهيونى؟ لأن بعض قيادات الجماعة يرون أن حزب النور أخطر على مشروع الإخوان من اليهود والنصارى ،وأخذوا هذا الموقف لأن الحزب يؤصل لمفاهيم شرعية بعيدة عن المشروع الاخوانى, ويؤصل أيضا لمفهوم الثوابت والمتغيرات فى الخلاف السياسى الذى يعتمد على قياس المصالح والمفاسد ويقبل الخلاف ، بينما قسمت جماعة الإخوان المجتمع إلى قسمين إما معهم أو ضدهم. مسألة خلافية بعض شيوخ السلفية مثل الشيخ ابو إسحاق الحوينى خالفوكم فى الرأى ورفضوا الدستور.. كيف ترى الأمر ؟ مسألة التصويت على الدستور مسالة خلافية ،ونحن نقبل بالقول المخالف لرأينا ،وبالتالى هذه اجتهادات من الشيخ أبو إسحاق ومن بعض الشيوخ الذين رفضوا الدستور ،ونحن نتواصل معهم لتوضيح مبررات قرار حزب النور الخاصة بالدستور ،ونحاول شرحه لبعض الشيوخ لأنه من الممكن أن يكون بعض الشيوخ الأفاضل لم يطلعوا على خلفيات الدستور بشكل كامل وتفصيلى. وما هى رؤيتك لقرار وزير الأوقاف الأخير بمنع بعض الشيوخ مثل الشيخ محمد حسان والشيخ أبو إسحاق الحوينى من الخطابة؟ القرار ليس منعا وإنما تقنيينا لأوضاع ومحاولة إلزام جميع الخطباء بمنهج الأوقاف . وماذا عن شيوخ الدعوة السلفية ومساجدها وكيف سيتعاملون مع القرار خاصة أنك وقعت على برتوكول تعاون بين معهد إعداد الدعاة ووزارة الأوقاف؟ سنقنن أوضاع المعاهد التابعة للدعوة السلفية، وسنختار خطباء من الدعوة الحاصلين على الشهادات الأزهرية وهم كثر والقرار الأخير لا يؤثر على برتوكول التعاون بيننا وبين وزارة الأوقاف. هناك من رأى أن السبب الرئيسى فى إصدار هذا القرار هو رفض الشيخ أبو إسحاق الحوينى للدستور.. ما رأيك؟ هذا إدعاء ليس له أى أساس من الصحة ، ووزارة الأوقاف لم تستبعد أحدا حتى الآن ،وموقف الشيخ الحوينى من الدستور ليس له علاقة بقرارات وزارة الأوقاف حول الخطابة . وماذا عن تكذيب الشيخ الحوينى لتصريح قيل على لسانه من أن الشيخ قد عصم الله به السلفيين من محرقة محققة على خلفية الأحداث الأخيرة؟ لا أريد الرد على هذا السؤال. لماذا صرحت بأن الوقت الحالى لا يصلح لتولى أحد قيادات حزب النور الرئاسة فى مصر؟ لا نريد أن نرشح أحدا من أفراد الدعوة السلفية أو حزب النور للرئاسة ولكننا سندعم أحد المرشحين بناء على برامجه ،حتى نبعد عن الصراع الدائر حول السلطة.