سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«المنابر مقابل الدستور» رسالة «الطيب» ل«الحويني وحسان».. حملة «طرق أبواب» قادها «برهامي» وقيادات الدعوة السلفية.. «النور» تحاول استغلال أزمات السلفيين لإنهاء الأزمة بين المشايخ والأوقاف
فتحت الدعوة السلفية، خطوط اتصال مع عدد من الدعاة السلفيين المعروفين أبرزهم الشيوخ «أبو إسحاق الحويني، مصطفى العدوي ومحمد حسان وأبو بكر الحنبلي وأحمد النقيب»، للحوار معهم بشأن الدستور الجديد وعرض وجهة نظر حزب النور -ابن الدعوة السلفية- للدستور الجديد، في محاولة منهم لإقناعهم بقبول الدستور أو عدم دعوتهم لمقاطعته على الأقل. وكشفت مصادر بالدعوة السلفية أن مجلس الدعوة شكل وفدًا ضم الشيوخ «أحمد فريد عضو مجلس أمناء الدعوة السلفية وعبدالمنعم الشحات المتحدث باسم الدعوة والدكتور محمد إبراهيم منصور ممثل حزب النور في لجنة الخمسين، للتواصل مع الدعاة الرافضين للدستور الجديد، للقاء الأسماء السلفية السابق ذكرها وحثها على عدم الاستجابة إلى شائعات الإخوان التي تتحدث عن أن الدستور ضد الشريعة ويحاربها. كما يسعى وفد الدعوة إلى عرض جهود حزب النور داخل لجنة الخمسين وخطة الحزب التي سوف يعتمدها خلال انتخابات مجلس الشعب المقبل، حيث يسعى الحزب للفوز بأغلبية البرلمان القادم ومن خلالها يمكن له الحفاظ على مواد الهوية في الدستور. المصادر لفتت إلى أن الوفد فشل في لقاء الشيخ أبو إسحاق الحويني في المرة الأولى بسبب مرضه، وبعدها اتصل به الشيخ أحمد فريد وأطلعه على موقف الحزب دون الإعلان عن رد «الحويني»، لكن مصادر تحدثت عن تمسك الأخير بموقفه من الدستور وعدم عدوله عنه، غير أنه تعهد في الوقت نفسه عدم الحديث مرة أخرى في أمور سياسية. «الدكتور محمد إبراهيم منصور، ذهب في زيارة للشيخ أبو إسحاق، حيث يعتبر (منصور) تلميذًا للحويني ومن نفس محافظته كفر الشيخ وأطلعه على موقفه، لكن غضب الشيخ من قرارات وزارة الأوقاف بمنعه من صعود منابر الوزارة كانت مانعًا أمام إقناع الشيخ»، حسب المصادر. وعلى نفس المنوال، فتحت الدعوة السلفية اتصالات مع الشيخ محمد حسان، في محاولة لإقناعه بالعدول عن إعلان موقفه الرسمي من الدستور وإقناعه بأنه يضمن الحفاظ على الشريعة الإسلامية، وأن حالة التشتت التي تسيطر على التيار الإسلامي ستؤدي إلى ضياع المادة الثانية من الدستور والخاصة بالشريعة الإسلامية، إلا أن الشيخ محمد حسان طلب منحه فرصة لدراسة الدستور وفي نفس الوقت أكد أنه لن يدخل معترك السياسة مرة أخرى. من جانبه، قال الشيخ مدحت عمار، القيادى السلفي وأحد المقربين من الشيخ أبو إسحاق الحويني إن الدعوة السلفية تحاول استغلال الأزمات التي يمر بها مشايخ السلفيين بعد قرار وزارة الأوقاف، وذلك للتوسط لإنهاء الأزمة بين المشايخ والأوقاف، وتسمح وزارة الأوقاف للمشايخ بإلقاء دروسهم بمساجد الوزارة وإلغاء الحملات الإعلامية التي تقوم بها قيادات الوزارة ضد مشايخ السلفية وأبرزهم الشيخ أبو إسحاق والشيخ محمد حسان والشيخ محمد حسين يعقوب مع عدم تدخل هؤلاء المشايخ من قريب أو بعيد في السياسة وأن يتراجع الحويني عن فتواه التي أصدرها بمقاطعة الاستفتاء على الدستور. أضاف أن وفد الدعوة والذي ضم المهندس عبدالمنعم الشحات والشيخ أحمد فريد والمهندس جلال مرة، أجروا العديد من الاتصالات مع عدد كبير من المشايخ وطالبهم بالإعلان عن موقفهم سواء برفض أو الموافقة دون التدخل في السياسية ويعتذرون عن الإعلان عن موقفهم، مشيرين إلى أن الإخوان تستغل مواقف عدد من المشايخ وتلفق رسائل كاذبة، كما حدث مع الشيخ مصطفى العدوى عندما أخذت فتوى له عن دستور 2012 ووجهت على أنها خاصة ب2013.وشدد على أن الدعوة تلعب دورًا خطيرًا الآن وتحاول الوساطة على أشياء لا تملكها وأن الشيخ الحوينى اعتذر لهم لكنهم مستمرون في الاتصالات معه. وحسب المصادر فإن وفدًا يضم الشيخ ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية والمهندس جلال مرة الأمين العام لحزب النور والمهندس عبدالمنعم الشحات والدكتور عبدالله بدران، زار الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر والمفتي وأجرى اتصالات عديدة مع مشايخ الدعوة والأزهر في محاولة لتوفيق الأوضاع بينهم، كما طلب الوفد وساطة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب لدى وزارة الأوقاف لإثنائها عن القرار والتواصل مع المشايخ والحوار معهم في محاولة لتقليل حدة التوتر بين الإسلاميين والدولة. وأعلنت المصادر أن الدعوة ستتبنى مع الأزهر مبادرة مشتركة للأزهر والأوقاف ومشايخ السلفيين لعقد مؤتمر ولقاءات مستمرة لبحث أزمة العنف الموجود في المجتمع وانتشار حوادث الإرهاب وأن الدعوة ستتولى الاتصال بعدد من المشايخ لإقناعهم بالموافقة، مشيرة إلى هناك من وافقوا دون الإعلان عن أسمائهم حتى الآن حتى يتم الاتفاق بين الأزهر والدعوة والتواصل مع مشايخ السلفيين والذين سيقدمون حوارًا دينيا ودروسا بالتعاون بينهم في ضربة قوية لجماعة الإخوان «الإرهابية». تجدر الإشارة إلى أن علاقة «الطيب» ورموز الدعوة السلفية لم تكن بداياتها مع أزمة «شيوخ الدعوة» وقرار وزارة الأوقاف بمنعهم من صعود منابر المساجد، فشيخ الأزهر ظل خلال الشهور القليلة الماضية بمثابة «الحصن الأخير» و«حامي حما السلفيين» و«الوسيط « الدائم في أزمات «الدعوة» مع النظام الحاكم، سواء أثناء الأسابيع الأولى التي هدد فيها حزب النور - الذراع السياسية للدعوة السلفية - بالانسحاب من «خارطة الطريق»، ونجح «الطيب» وقتها في إقناع «النور» بالبقاء في المشهد الثوري. شيخ الأزهر تدخل أيضا ل»رأب الصدع» بين نواب «السلفية» داخل لجنة «الخمسين» لتعديل الدستور، وعدد من القيادات المدنية التي كانت تعارض «مواد الهوية»، واستطاع «الطيب» ممثلا في مندوب «المشيخة» داخل «الخمسين» المحافظة على كل مطالب «النور» الأمر الذي جعله «رجل المرحلة» و«طوق النجاة» للدعوة التي لجأت له أخيرا لحل أزمة «منع الشيوخ»، وهو ما سيترتب عليه اصطدام «المشيخة» ب«الأوقاف» خاصة أن وزير الأخيرة ظل طوال الأيام الماضية يؤكد أن المنابر لن يصعد عليها إلا الأزهريون، ولا مكان لأحد غيرهم داخلها. "نقلا عن العدد الورقي"