منذ أكثر من مائة والناس يسمعون بأخبار المساهمين في إنجازات تخدم البشرية ويتم تكرمهم بجائزة نوبل، التي تقدم في فروع السلام والكيمياء والآداب وغيرها، ولما كانت هذه الجائزة تكريما لمن قدم خدمات للعالم، فإن من الأولي والأحق أن نبحث عن هذا الانسان الذى ضحي بوقته ودفعته الحاجة لأم الاختراع وابتكر لنا هذا اللباس الذى يدفئ أجسادنا في برد الشتاء.. عن "الكلسون" أحدثكم بنوعيه الرجالي والحريمي والأطفالي أيضا.. ذلك الابتكار الذى أفاد البشرية من أقطابها الشمالية إلي دولها الأفريقية، بعد أن أصابت مصر بداية هذا الشتاء موجة طقس باردة اسمها "اليكسا" لم يعلموا لها من قبل سميا، فانهالوا علي محلات "التوحيد والنور" وفي أحيان أخري "جيل "و"قطونيل" فرادي وجماعات لا يبغون شيئا سوي اقتناء "الكلسون" لتنعم أجسادهم بقليل من الدفء لمواجهة برد مصر، جائزة نوبل هذا العام يجب أن تذهب لصاحب هذا الاختراع الذى يريده كل بردان وينعم بدفئه كل من أصابه زمهرير الشتاء. وإن كان "الكلسون" ظهر في القرون الوسطي بعد الطفرة الصناعية في المنسوجات القطنية، فإننا نتوقع ان الذى أدخل عليه تعديلاته الحديثه هو مصري أصيل أصابه من البرد ما دفعه لتطوير الشكل والمضمون للكلسون وأتمني أن يكون اسمه الي جوار السادات والبرادعي وزويل ومحفوظ فإن كانت جوائز نوبل للسلام والآداب والكيمياء قد خدمت الآف البشر فإن الكلسون خدم البشرية جميعا. وبعد أن كان الكلسون رمزا للسخرية من الصعايده والفلاحين الذين اشتهروا بارتدائه لاستيقاظهم مبكرا ومواجهة برد الشتاء وحيدون في هذا العالم، فقد دشن عدد من النشطاء حملة تحت عنوان "نحمل الكلسون لمصر" لمواجهة برد الشتاء، ورغم كساد الأسواق إثر الثورات والمظاهرات المتكررة التي تشهدها مصر إلا أن الباعة والغرفة التجارية لصناعة المنسوجات أكدوا أن الإقبال علي شراء الكلسون أحدث نقلة مشهودة في تسيير حركة البيع والشراء بمصر. فلنبحث معا عن مخترع الكلسون ليتم تكريمه علي الوجه الذى يستحق.