زوج ابنة القرضاوي قاد مهمة تأسيس الأكاديمية نقطة الانطلاق كانت في لندن بواسطة مهندس كمبيوتر يدعي سعد البحار كثيرة هي المؤامرات التي حيكت في جنح الظلام ولكن أن يتم إنشاء مؤسسة أو أكاديمية لكي تكون مسئولة عن تفصيل هذه المؤامرات فهذا هو الجديد. مصنع المؤامرات في السنوات الماضية كان يسمي ب«أكاديمية التغيير» هذه المؤسسة القطرية الأصل والأمريكية الهوي التي بدأت في حياكة المؤامرات تحت مسمي التغيير ومواجهة الأنظمة المستبدة في دول المنطقة واستطاعت أن تنجز الكثير من هذه المؤامرات وتنفذها علي أرض الواقع وعلي «نار هادئة». فقد بدأت في حياكة المؤامرات والمخططات في مطلع العام 2005 ولم تحصد ثمار هذه المهام إلا في مطلع العام 2011 مع بداية ثورات الربيع العربي التي تم استغلالها لاستمرار سيناريو الفوضي اللامحدود الذي سعت الولاياتالمتحدة إلي تطبيقه عسكرياً وكلفها الكثير وعندما فشلت لجأت إلي ما يسمي القوي الناعمة وفي غرف الاستخبارات الأمريكية يطلقون عليه «القتل اللذيذ» الذي لا يكلف الجيش الأمريكي ولا الخزانة الأمريكية أي شيء. الدهشة الأكثر هو تلك التربيطات التي جمعت قوي عديدة في الداخل المصري وخارجه علي هدف محدد وهو إسقاط النظام الحاكم، هذا الهدف الذي جمع الرأسمالية العالمية «الأمريكان والغرب» علي جماعة الإخوان والنظام الحاكم في قطر الذي احتضن وشارك في تمويل وتدريب حركات الاحتجاج المصرية والنشطاء الشبان وأشعل النار في قلوب وعقول المصريين «وباقي العرب بالمناوبة» عبر قناة الجزيرة، وتولي عقد مؤتمرات ومنتديات التحول الديمقراطي «علي الطريقة الأمريكية»، فعل ذلك في سعيه المحموم لتحقيق مصالح هي في الحقيقة مصائب واتهامات. والخطوط العريضة التي تتعلق بما يخص قطر في ثورات الربيع العربي هي: هناك مخطط للتغيير في المنطقة العربية اتفقت فيه أمريكاوقطر علي أن تعمل الأولي بجانب الشباب الليبرالي وتعمل قطر بجانب الإسلاميين. تضمنت المهمة القطرية مشروعين، الأول هو مشروع النهضة يديره القطري د.جاسم سلطان وهو رجل محنك ملتزم بتعاليم الإخوان المسلمين، لكن أفكاره تتماس مع أفكار الإسلام الليبرالي التي يروج لها الغرب، والمشروع الثاني هو مؤسسة أكاديمية التغيير التي احتضنتها قطر عبر زوج ابنة الشيخ يوسف القرضاوي، فصارت أكاديمية التغيير بمثابة النافذة لأفكار التغيير اللاعنفي التي أتوا بها من «جين شارب» وأيضا نافذة لأفكار د.جاسم سلطان عن التغيير في المجتمع العربي والإسلامي. هناك من يري أن هدف قطر هو مساندة الإخوان للسيطرة علي أنظمة الحكم وتحريك الشعوب العربية لتتويج الإخوان المحسوبين عليها لإيصالهم إلي الحكم في بعض الدول العربية وبالتالي وقوع هذه الدول تحت سيطرة قطرية غير مباشرة. نتيجة للإلحاح القطري علي الأمريكيين تبني هؤلاء حركة 6 أبريل وحشدوا الدعم المادي والمعنوي لها، حدث هذا في البداية بتمنع خجول من أمريكا لتشككها في وجود بُعد إخواني وخشية منها أمريكا أن يتسبب هذا في إحراجها مع أنظمة حكم عربية حليفة كالنظام المصري إذا افتضحت علاقتها مع فئة معارضة مثل «الإخوان المسلمين». سارت الأمور علي هذه الوتيرة وبينما كان الصيادون يحكمون شباكهم للإيقاع بالفريسة، كان النظام المصري الغائب في مشروع التوريث لا يدرك- عن استهانة غبية- الواقع من حوله، وأكبر دليل هو رد فعل جمال مبارك «عنوان النظام في سنواته الأخيرة» حين سخر من شاب سأله في أحد مؤتمرات الحزب الوطني «المنحل» عمن يمكن أن يدخل معه في مناظرة علنية من جماعة الإخوان أو 6 أبريل أو نشطاء ال«فيس بوك»، فضحك جمال ساخراً وطلب من الحضور أن يتولي أحد الرد علي سؤاله «لا يستحق أن يرد عليه بنفسه»، ونادي مبارك الابن حسين عبدالغني مدير مكتب قناة الجزيرة القطرية في مصر باسمه وطلب منه أن يرد علي الشاب «!!»، وقبل هذا المؤتمر أو بعده سلك مبارك الأب تقريباً نفس السلوك حين قال جملته الشهيرة:«خليهم يتسلوا» ساخراً من أعضاء مجلس الشعب الذين أطاحت بهم عمليات التزوير فأعلنوا عن تكوين برلمان مواز.. وهي نفس اللعبة التي يحاول الإخوان الآن إدارتها في حكومة المنفي أو حكومة الظل. أما «أكاديمية التغيير» التي تولت بجانب الأمريكان تدريب نشطاء التغيير في مصر إلكترونيا، فقد كانت البداية في لندن قبل قطر أوائل عام 2005 مع مهندس الكمبيوتر المصري سعد بحار الذي كان يبلغ من العمر وقتذاك 32عاما ومهتما بالسياسة والتغيير، وبينما هو جالس إلي جهاز الكمبيوتر الخاص به يبحر علي الإنترنت صادفه أحد المواقع باللغة العربية أنشأه 3 مصريين مقيمين في الخارج يروجون من خلاله لاستخدام أساليب سلمية للإطاحة بالرئيس حسني مبارك، وجذبت الفكرة «بحار» فاتصل إلكترونيا بالثلاثة وهم طبيب أطفال اسمه هشام مرسي «لم يذكر التقرير أنه زوج ابنة الشيخ القرضاوي»، والثاني مهندس مدني اسمه وائل عادل والثالث كيميائي من أقارب عادل يدعي أحمد، وثلاثتهم كانوا قد تركوا مصر بحثا عن عمل في لندن وهناك استلهموا الطريقة التي أطاحت بها حركة «أتبور» بالرئيس الصربي ميلوسوفيتش، هذه الطريقة التي وضعها جين شارب البروفيسور الأمريكي الذي يقيم في بوسطن. ومن خلال الموقع الإلكتروني بدأ المصريون الثلاثة الترويج لأفكار العصيان المدني والإضراب والكفاح السلمي، وفي نوفمبر 2005 جاء وائل عادل إلي القاهرة وحاضر في ورشة عمل لمدة 3أيام حول نفس الأفكار وكان من بين الحضور في الجلسة نحو 30 عضوا من نشطاء حركة كفاية، ألقي عليهم عادل دروسا في كيفية التجمع في إطار شبكة لا مركزية حتي يصعب علي أجهزة الأمن تفريقهم أو اعتقال زعمائهم، تمت مقابلة أخري في أحد مقاهي القاهرة في شهر مارس بعد الثورة: «كانت هناك تجربة وخطأ قبل أن يكتسب النشطاء السلميون في مصر من القوة ما يكفي للبدء في الهجوم علي ديكتاتور». وفي تلك الأثناء، حوّل النشطاء المصريون الثلاثة نشاطهم النظري الذي كانوا يمارسونه من خلال الإنترنت إلي منظمة أطلقوا عليها اسم «أكاديمية التغيير» وكان مقرها لندن وانتقلت في نهاية المطاف إلي قطر، وانتشرت أفكار أكاديمية التغيير في مصر، ووصلت الدعوة للتغيير إلي مناطق صناعية، وكان الانتصار الأول الحقيقي في ديسمبر 2006 عندما أضرب أكثر من 20 ألف عامل نسيج لمدة 6 أيام.. وقدمت الحكومة تنازلات لتتجنب وقوع خسائر نتيجة توقف الإنتاج ثم وقعت انتكاسة في شهر أبريل عام 2008 حين بدأ عمال المحلة إضرابا جديدا بسبب ارتفاع الأسعار ولاقت دعوة إلكترونية أطلقها نشطاء سابقون في كفاية لدعم إضراب العمال في المحلة صدي، وتحول الاحتجاج إلي مصادمات عنيفة. وأعقب ذلك سلسلة من الاضرابات والاعتصامات التي استمرت لأيام أمام مؤسسات وشركات وربما باقي تفاصيل ما حدث وحتي الثورة صارت معروفة الآن، لكن باقي «حكاية أكاديمية التغيير» في مصادر أخري تشير إلي أن القطريين أعجبهم ما أنجزته أكاديمية التغيير في الواقع المصري من احتجاجات وإضرابات فصعّدت من دعمها للأكاديمية والقائمين عليها وسبغت عليها رعايتها وافتتحت فرعا لها في الدوحة.. وفي 31 يناير «أثناء الثورة» تم إلقاء القبض علي هشام مرسي زوج ابنة القرضاوي في القاهرة وتم الإفراج عنه من خلال ضغوط كبيرة من السفارة الانجليزية في حين تولي ابن القرضاوي الشاعر يوسف عبدالرحمن حملة د.البرادعي منذ قدومه إلي مصر شهر يناير 2010 بعد أن علق عضويته في مجموعة الأزمات الدولية التي فوضه الإخوان للتحدث باسمهم فيها والتي تضم في عضويتها جورج سورس الملياردير المهووس بدعم الربيع العربي، وبريجينكسي الأب الروحي للمشروع الإمبراطوري الأمريكي «مشروع القرن». وكملاحظة أخيرة عابرة فإن أكاديمية التغيير توزع نشاطها علي 3مجموعات أو مشاريع تحمل عناوين: أدوات التغيير، ثورة المشاريع، وثورة العقول. أما الاتفاق الأهم فهو صفقة رباعية أبرمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية مع دولة قطر الكارهة لنظام مبارك والراغبة في قيادة المنطقة، وجماعة الإخوان التي تعرضت للقهر في عهده، وحركة 6 أبريل الموعودة بصعود سياسي مجاني ومفاجئ، والبرادعي الطامح إلي كرسي الرئاسة، وهذه الصفقة تمكن الإخوان من التحرك في الشارع والسيطرة علي البرلمانات العربية وإنشاء حزب سياسي كان محظورا في السابق. وهنا برز دور صهر الشيخ الإخواني يوسف القرضاوي الدكتور هشام مرسي في تدريب شباب مصريين وعرب في أكاديمية التغيير التي تأسست في لندن عام 2006 وانتقلت إلي قطر عام 2009 وتولي إدارتها مرسي، وأصبحت الأكاديمية نافذة لنشطاء مصر للتعرف علي حركات العصيان المدني خارج العالم العربي. ولنشر الأساليب الجديدة للاحتجاج، وضعت الأكاديمية كتبا حول النشاط السلمي مع التركيز علي العالم العربي منها كتاب "الدروع الواقية من الخوف" الذي يحوي إرشادات إلي طرق حماية الشخص لنفسه في مواجهة هجمات قوات الأمن أثناء أي مظاهرة. وتولت أكاديمية التغيير تدريب الشباب الإخواني علي ما يسمي ب"المقاومة السلمية" في قطر، وكان لبنك قطر الإسلامي دور كبير في تسهيل عمليات التمويل حيث يتم تحويل الرسوم لحساب بنكي ل"أكاديمية التغيير". وفي بداية فبراير عام 2006 عقد مؤتمر في الدوحة بعنوان "منتدي المستقبل" وسط اهتمام كبير من قبل الحكومتين القطريةوالأمريكية. وقد خرج الاقتصادي السعودي الدكتور عبدالعزيز الدخيل من المؤتمر غاضباً ويقول "إن هذا المنتدي ليس سوي حلقة نقاش وإعداد للمؤامرات من قبل المخابرات الأمريكية". منذ هذه اللحظة أدركت جماعة الإخوان أنها لن تحقق ما حققته في انتخابات عام 2005 وأن النظام مهد بتلك الانتخابات إلي تزوير انتخابات 2010 كبداية لمخطط التوريث، واحتاجت الجماعة إلي غطاء دبلوماسي يضمن لهم العمل بحرية ويجلب لهم الحماية من بطش النظام وكان الدكتور البرادعي بدوره الدبلوماسي في لجنة الأزمات الدولية هو الواجهة المثالية. انضمت جماعة الإخوان إلي الجمعية الوطنية للتغيير التي أسسها الدكتور محمد البرادعي من خلال ممثلها محمد سعد الكتاتني رئيس الكتلة البرلمانية للجماعة، كما أطلقت الجماعة في 2010 موقعًا إلكترونيًا علي الإنترنت، لجمع التوقيعات المؤيدة للبرادعي في حملته من أجل التغيير والإصلاح السياسي، واستهدفت الحملة جمع مليون توقيع علي لائحة المطالب التي يدعو إليها البرادعي. وغازل البرادعي الجماعة عقب اجتماع مع قيادات الكتلة البرلمانية بقوله إنها أكبر حزب شرعي في مصر"، ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال وقتها عن زياد العليمي أحد مساعدي البرادعي قوله: لدينا مخاوف من الإخوان ونواياهم المستقبلية، لكن الوضع أكبر منا كلنا نحتاجهم في الشارع. لكن البرادعي خرج ليقول للمذيعة كريستان امانبور عبر قناة ايه بي سي الأمريكية "إن الإخوان ليسوا متطرفين قبل أن يؤكد في تصريح آخر أن خطورة الإخوان خرافة صنعها النظام". ولم يكن التعاون مع البرادعي سوي جزء من خطة لإسقاط نظام مبارك وهدد صبحي صالح بثورة قادمة، لكن الأحداث أظهرت أن تصريحه لم يكن نبوءة بقدر ما كان انفعالا أوقع المحامي الإخواني في إفشاء جزء من مخطط كبير يدبر في الخفاء. "بدأت الاستعدادات النهائية للثورة في منتصف يناير 2011 والتقي ممثلو حركات شبابية وجماعات مدافعة عن حقوق العمال وجماعة الإخوان يوميا علي مدار أسبوعين للتخطيط للمظاهرات وألقي الأمن القبض علي ثلاثة أعضاء بحركة 6 أبريل. ونزل شباب الإخوان إلي الشارع يوم 28 يناير لدعم الثورة، وتجلي دورهم الكبير يوم موقعة الجمل في الإمداد اللوجستي للميدان بقنابل المولوتوف. ومن كل هذه التفاصيل نكتشف أننا أمام شبكة دولية مترامية الأطراف شارك في نسج خيوطها عدد من الدول الكبري بأجهزة استخباراتها العاتية للوصول إلي ما نحن فيه الآن!!