أكدت الدكتورة ألفت كامل رئيس الجامعة الحديثة، أن الأحداث السياسية الأخيرة التي تشهدها مصر أثرت علي التعليم بدفتيه الحكومي والخاص بشكل كبير خصوصاً فيما يتعلق بعملية التنسيق، وأضافت في حوارها ل «الموجز» أنها تتمني من القائمين علي التعديلات الدستورية التأكيد علي جودة التعليم بصفة عامة وأهمية البحث العلمي بصفة خاصة، مشيرة إلي أن الجامعة خصصت هذا العام 50 منحة تعليمية مجانية لأبناء الشهداء تضامنا مع هذه الفئة التي قدمت أرواحها فداء لمصر، مؤكدة أن الجامعة الحديثة بها 8 كليات حتي الآن بعد صدور قرار جمهوري بإنشاء كلية العلاج الطبيعي ولكن الكلية مازالت في انتظار قرار التشغيل من وزارة التعليم العالي للبدء في قبول أوراق الطلاب، بجانب أشياء أخري كثيرة فإلي تفاصيل الحوار: بداية.. باعتبارك مسئولة عن إحدي الجامعات الخاصة.. هل أثرت الأحداث السياسية الأخيرة علي وضع هذه الجامعات؟ بالفعل هناك تأثير من جانبين، الجانب الأول يتعلق بالتحاق الطلاب بالجامعة فعملية التنسيق هذا العام تمت علي 3 مراحل، وكل مرحلة لها موعد محدد والظروف الأمنية السيئة التي شهدتها مصر تسببت في عدم قدرة الطلاب علي التقديم في المرحلة الأولي، وأصبح هناك ضغط كبير بالنسبة للتقديم في المرحلة الثانية وهذه مشكلة خصوصاً عندما نجد أن مجاميع الطلاب في المرحلة الثانية أعلي بكثير من الذين تم قبولهم في المرحلة الأولي، وفي هذه الحالة لا تستطيع أن تعود مجدداً وترفض طلاب المرحلة الأولي لأنه تم قبولهم والأمر انتهي عند هذا الحد، هذا من جانب أما الجانب الآخر فيتعلق بالنواحي الاجتماعية والمادية لأولياء الأمور فنحن نقوم بقبول الطلاب ونوافق علي دفعهم المصروفات بالتقسيط نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة التي تشهدها البلاد، لكن المشكلة أن هناك الكثير من أولياء الأمور يعتقدون أن هذا حق مكتسب، ولا يفرقون بين ولي الأمر القادر وغير القادر، ونحن هنا في الجامعة نراعي الظروف الاجتماعية ولذلك لم نقم بزيادة المصروفات هذا العام بهدف تخفيف العبء علي الأسرة المصرية.. وهذا العام إدارة الجامعة اتخذت قرارا أيضاً تحفيزيا بتخصيص 50 منحة مجانية للدراسة في الكليات المختلفة وسوف تقوم الجامع بإعطاء هذه المنحة لوزارة التعليم العالي لتوزيعها بشروطها المتعارف عليها، ونحن موافقون علي هذه الشروط ولم نتدخل في الأمر من قريب أو بعيد وكان شرطنا الوحيد أن نخصص هذه المنحة التعليمية لأولاد الشهداء. هل هذه الأحداث أثرت أيضاً علي قدوم الطلاب الوافدين من الخارج للالتحاق بالجامعة؟ من المؤكد فهذا أمر طبيعي في ظل الانفلات الأمني الذي شهده الشارع المصري وخوف أولياء الأمور من إرسال أبنائهم لتلقي تعليمهم هنا في مصر، وهناك عدد من الدول الأجنية كان يأتي إلينا منها طلاب للتعليم هنا في الجامعة الحديثة تم منعهم هذا العام، ولكن علي المستوي العام هذه نسبة ضئيلة كما أن عملية عزوف طلاب الخارج عملية مؤقتة مرهونة بعودة الاستقرار الأمني وهذا ما نأمل حدوثه في القريب العاجل. هل تواجهون مشاكل مع وزارة التعليم العالي في الفترة الراهنة؟ أنا كجامعة لا يوجد لدي أي مشاكل مع الوزارة ولكن هناك دائماً تأخرا في الموافقة علي عمل الكليات الجديدة، ولكن نحن نلتمس المسئولين أعذارهم بسبب عدم قدرة المجلس الأعلي للجامعات علي عقده الاجتماعات الخاصة بمثل هذه الأمور بسبب الأحداث التي تشهدها مصر وغلق جامعة القاهرة لفترة ليست بالقصيرة وهي مقر اجتماع المجلس. هل نظرة وزارة التعليم العالي لكم كجامعات خاصة اختلفت قبل ثورتي يناير ويونيو عن بعدهما؟ نحن حتي الآن لم نلتق الوزير ونتمني أن نتقابل الوزير وتتوصل لحلول عدد من المشكلات العالقة المتعلقة بالطلاب والجامعة معاً خصوصاً أن هناك قبولا كبيرا من الطلاب علي الجامعة الحديثة لكن للأسف الوزارة حددت لنا عددا معينا من الطلاب لا نستطيع أن نتعداه. بالنسبة للجنة الخمسين لوضع الدستور.. كيف ترين تمثيل الجامعات داخل اللجنة.. وما هو الذي تطالب به في الدستور الجديد؟ أولاً الجامعات الخاصة والحكومية منظومة تعليمية واحدة وكل ما نطالب به في الدستور الجديد هو التركيز علي جودة التعليم والاهتمام بالبحث العلمي.. ومراعاة أن الخدمة التعليمية تحتاج إلي ماديات كثيرة متمثلة في معامل وأماكن مؤهلة لذلك وغيرهما، ونحن نقوم هنا في الجامعة بإعطاء مجموعات لتقوية الطلاب مجاناً بعد الشهر الأول من التحاقهم بالجامعة وهذا للارتقاء بمستواهم التعليمي. هل يوجد أي تعاون تعليمي بين الجامعة الحديثة وبعض الجامعات الأجنبية؟ بالتأكيد فنحن لدينا فروع لعدد من الكليات التعليمية النظرية لجامعة «ويلز» هنا في القاهرة ونحن نحاول حالياً التعاون في مجال الكليات العلمية كطب الأسنان والصيدلة وغيرهما، وهذه الجامعات بها ميزات خاصة وهي أنها تطبق أعلي مؤشرات الجودة، وهذا يعني الالتزام بكل حاجة داخل الجامعة هناك ومن يأتون إلي الجامعة هنا ويجلسون مع الطلاب قبل الالتحاق بالجامعة، ويرون ورقة الامتحان وامتحان ال «final» لابد أن يحصلوا عليه قبلها ب 5 أسابيع ولابد من الموافقة عليه وهل هذا يتناسب مع قدرات الطلاب من عدمه، وأي تعديل يطلبونه تقوم بعمله بالفعل، ويتم متابعتنا بصفة دائمة. ماذا عن الجامعة وعدد الكليات بها؟ الجامعة بدأت عملها في العام 2004 بكليتين فقط هما الإدارة وعلوم الكمبيوتر ولكن مع مرور الوقت أصبح بالجامعة 8 كليات حتي الآن خصوصاً أنه من المعروف أن الموافقة علي إنشاء كلية بإحدي الجامعات الخاصة ليست بالأمر السهل حيث يحتاج الأمر إلي قرار جمهوري وموافقة وزارة التعليم العالي، والكليات الثماني داخل الجامعة الآن هي الإدارة وعلوم الكمبيوتر والصيدلة وطب الأسنان والهندسة والتمريض والإعلام بجانب كلية العلاج الطبيعي والتي صدر بشأنها قرار جمهوري وننتظر فقط الموافقة علي الحصول علي قرار التشغيل. كم يبلغ عدد الطلاب المتواجدين بالجامعة؟ العدد يتزايد يوما بعد الآخر علي سبيل المثال كلية الصيدلة طاقتها 400 طالب وبالفعل التحق ال 400 طالب بالكلية خلال هذا العام وهذا ما ينطبق أيضاً علي كلية طب الأسنان ولكن طاقتها أقل إلي حد ما حيث مسموح لنا ب315 طالبا فقط، ولكن مازالت باقي الكليات لم تحصل علي طاقتها العددية بسبب ارتفاع المجموع بدرجة كبيرة جداً بسبب طريقة «المراحل» ونحن حالياً نتمني من وزير التعليم الحالي أن ينظر إلي هذه النقطة تحديداً والموافقة علي تخفيض درجات القبول بهذه الكليات حتي نحصل علي طاقتنا من الطلاب. ماذا عن الطلاب الوافدين من الخارج؟ بالطبع عندنا طلاب وافدوون من الخارج وينطبق عليهم نفس شروط الطلاب المصريين ولكن نحن كجامعة نفضل الطلاب المصريين، وبالنسبة للطلاب من الخارج عندنا من السعودية والعراق وسوريا. ما هو الجديد الذي تقدمه الجامعة كعامل جذب للطلاب؟ نحن هنا داخل الجامعة نتعامل كأسرة واحدة وبابي مفتوح للجميع وهذه النقطة تحديداً غير متوافرة في الجامعات الحكومية، بجانب اللقاءات المتعددة بين الطلاب أنفسهم وبين الطلاب والأساتذة وللعلم الطالب أصبح أكثر رؤية عما سبق سواء فيما يخص النواحي السياسية أو غير ذلك وذلك منعاً للتظاهرات وغيرها. نفهم من كلامك أن السياسة ممنوعة داخل الجامعة؟ متاحة لكن بحدود وشروط لأنه لا توجد أي قوة في العالم تستطيع الآن الحجر علي آراء الطالب داخل الجامعة، ولكن نريد السياسة البناءة وليست الهدامة بعيداً عن أعمال التخريب والعنف.. وعلي بداية السنة الجديدة سوف نقوم بتأسيس اتحاد طلبة والجامعة لم تقم بتأسيس هذا الاتحاد خلال الفترة الماضية بسبب قلة الأعداد ولكن الآن الأعداد في تزايد مستمر ما يسمح بإنشاء هذا الاتحاد ليكون كياناً شرعياً للطلاب وحلقة الوصل مع إدارة الجامعة لبحث المشاكل والعمل علي حلها والوقوف علي كل ما هو جديد في جميع النواحي التعليمية والعمل علي إدخالها داخل الجامعة. من الملاحظ أن هناك إقبالاً كبيراً من الطلبة علي الكليات العلمية علي حساب الكليات النظرية؟ هي فكرة سائدة عند الطلاب وأولياء الأمور أن يحصلوا علي درجات عالية للالتحاق بكليات القمة وأنا حتي الآن لا أجد مبرراً لمسمي كليات القمة وفي مصر هنا خطأ شائع وهو التركيز علي المجموع بعض النظر عن القدرات الذهنية للطلاب وسواء كان هذا يؤهله للالتحاق بهذه الكلية من عدمه، ولكن هناك بعض الطلاب يسيرون علي الطريق الصحيح فلدينا طلاب في الجامعة حصلوا علي درجات 100% والتحقوا بكلية الإدارة لأنهم يحبون مجال البيزنس، أما فيما يتعلق بمحاولة الطلاب الالتحاق بكليات القمة حتي ولو كان ذلك لا يتوافق مع قدراتهم الذهنية فالأمر أصبح ما يشبه «الموضة»، كما أن أولياء الأمور ينظرون علي أن هذه المهن سواء كانت طبية أو هندسية هي مهنة مضمونة ولكن أنا وجهة نظري أن نجاج الطالب في مجال عمله الذي يحبه بعد تخرجه هو الشيء الأهم في حد ذاته والأهم أيضاً في حياته المستقبلية فيما بعد.