على طريقة الفنان الكبير فريد شوقى فى فيلم «بداية ونهاية» (عندما أصر أن يغنى أغنيته الشهيرة «والله زمان زمان والله» رغم رداءة صوته ورغم اعتراض الناس عليه فإنه أجبرهم على الاستماع إليه، ولما فشل قام وأمسك بالكرسى اللى قاعد عليه وضربه فى الكلوب)، وتحول الفرح إلى عزاء نتيجة الخناقات التى وقعت والدماء التى سالت وانتهى الأمر بمأساة.. ويبدو أن طريقة فريد شوقى (كرسى فى الكلوب) أصبحت تروق لكثير من القوى السياسية التى شاء القدر أن تحكم مصر، وتتحكم فى شؤون العباد. وعلى طريقة وحش الشاشة فريد شوقى (كرسى فى الكلوب) ضرب الإخوان كرسى فى الكلوب عندما أعلنوا ترشيحهم المهندس خيرت الشاطر لمنصب الرئيس.. ضربوا الكرسى فى الكلوب وعملوا ماسًّا والله أعلم إذا كانوا يعلمون أو لا يعلمون بعواقب هذا القرار، خصوصا أنهم بعد فترة طويلة كانوا يؤكدون فيها ويقسمون أنهم أبدا لن يرشحوا أحدا منهم للرئاسة.. تغير الأمر والله أعلم بأسبابهم، لكن النتائج المترتبة على هذا القرار معروفة للجميع.. فأظنهم لن يدركوا أنه بترشيحهم أحدهم فى منصب الرئيس فقدوا مصداقية كبيرة لدى المصريين الذين خرجوا وصوَّتوا لهم فى الانتخابات البرلمانية.. وأظنهم أيضا لن يدركوا أنه بترشيحهم رجل أعمال منهم يكررون مسلسلا تركيا مدبلجا هذه المرة باللغة المصرية على طريقة مسلسل «فاطمة».. مسلسل رفضناه سابقا كمصريين عندما حاول أحمد عز رجل أعمال النظام السابق ومهندسه أن يسطو على السلطة وكان ما كان.. وأظنهم برضه (مش واخدين بالهم) أن ترشيحهم الشاطر خيرت يصبُّ فى مصلحة المرشحين المحسوبين على النظام السابق، بل الأدهى من ذلك أنه يدعم أفكارا لدى البعض بضرورة ترشيح عسكريين لهذا المنصب، اعتقادا منهم أنه لا يجب أن يحتكر الإخوان البرلمان والحكومة ولجنة الدستور وكمان كرسى الرئاسة! وليس خافيا على أحد أن الإخوان إذا فشلوا فى إنجاح الشاطر فإن الثمن سيكون أن تصبح مصر دولة برلمانية يحكمها أيضا الإخوان، وأصبح أمام المصريين سؤال صعب فى الامتحان الأصعب فى حياتهم وعليهم أن يختاروا إحدى الإجابتين والسؤال هو (أجب عن السؤال الإجبارى الآتى واخترْ إحدى الإجابتين.. س: من هو النظام أو الرئيس الذى تريده أن يحكم مصر؟ أ- خيرت الشاطر.. ب- نظام برلمانى) وبالطبع علينا أن نختار إما «أ» وإما «ب»، لا اختيار ثالثًا، وللأسف فإن درجة السؤال من 100 وهو سؤال نجاح أو سقوط، ويبدو أننا جميعا فى الإجابة عن هذا السؤال بمن فينا الإخوان سنحصل على صفر من 100! نقلا عن جريدة التحرير