كحك العيد ليست عادة جديدة لدى المصريين بل إن المصري القديم عرف الكحك وتوارثته الأجيال حتى وقتنا هذا ، والفراعنة هم أول من عرف الكحك ؛ حيث كان الخبازون في البلاط الفرعوني يحسنون صنعه بأشكال مختلفة مثل اللولبي ،المخروطي ،المستطيل والمستدير وكانوا يصنعونه بالعسل الأبيض ووصلت أشكاله إلى 100 شكل ، وقد وجدت نقوش للكحك بأشكال مختلفة على مقبرة الوزير "خميرع " من الأسرة الثامنة عشرة بطيبة وكان يسمى ب "القرص ". وفي عهد الدولة الفاطمية كان العيد ذات طقوس خاصة ما زالت آثارها في مصر وبلاد الشام ، وعندما جاء المماليك اهتموا بالكحك ، واعتادوا توزيعه على الفقراء ، واعتبروه من الصدقات، وما زال سكان مصر يتهادون به حتي الآن. وانعكست الفنون الإسلامية على أشكال الكحك ، فصنعت له القوالب المنقوشة بشتى أنواع الزخارف الإسلامية لا سيما الهندسية والنباتية منها وكانت بعض هذه القوالب على هيئة أشكال الحيوانات والطيور ، ويزخر متحف الفن الإسلامي بالقاهرة بالعديد من قوالب الكحك التي استخدمت قديما ونقش عليها عبارات مثل «كل هنيئا واشكر» و«كل واشكر مولاك» وعبارات أخرى لها نفس المعنى . وحتى الآن يحافظ المصريون على عادة صناعة وشراء الكحك في الأعياد رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تجعل من الصعب أحيانا علي الأسر البسيطة المداومة علي هذه العادة ، فيقول علاء وهو موظف " ارتفعت أسعار الكحك هذا العام ولا نعرف ما سبب هذه الأزمة ، كنا نظن أن الأسعار ستنخفض بعد أن أصبح لدينا رئيس جديد فقد اعتقدنا أن الرئيس محمد مرسي سيتخذ بعض التدابير لخفض الأسعار علي المستهلك خاصة في رمضان والعيد ، لكن حدث العكس فقد ارتفعت أسعار كل شئ ، فكيلو الكحك أصبح ب45 جنية ولن تستطيع كل الطبقات شراءه". ويتفهم الشارع المصري الصعوبات التي تواجه الاقتصاد المصري ويتقبله برحابة صدر فقالت منى وهي ربة منزل " أسعار الكحك وحلوي العيد عامة زادت حوالي 5 جنية عن السنة الماضية ، الحمد لله أنها لم ترتفع أكثر من ذلك في ظل الأوضاع الحالية للبلاد". زيادة أسعار الكحك لم تمنع الناس من شراء كحك العيد ولكن من المؤكد أنها زادت من الصعوبات المادية التي تمر بها الأسرة المصرية ، ويقول حسن محمود صاحب محل حلويات "أننا لم نرفع الأسعار كثيرا ولكن المشكلة أن أسعار المكونات من دقيق وسمن وغيرها هي التي ارتفعت بسبب ظروف البلد والحالة الاقتصادية السيئة وأنا لا استطيع أن أخفض الأسعار أكثر من هذا وإلا أدي ذلك إلي خسارتي .