أثبتت البرامج الوثائقية التى تبثها القنوات العربيه وجودها بين المشاهدين العرب، واستحوذت على جزء لا يُستهان به من اهتماماتهم، وذلك لما تقدمه من مادة تاريخية ووثائقية جديرة بالاحترام مع بذل إنتاجي رائع. لكن الوجه الآخر من العملة ذاتها إذا دققنا النظر فيه بعض الشئ سنرى فيه بعض التشويه. فالمواد التى تتناول تفاسيراً وشروحاً لبعض الظواهر والأحداث تحتاج إلى شديد الإنتباه والتيقظ، لما يمكن أن تتطرق إليه وتتوسع فى تفسيره استناداً إلى دلائل ومؤشرات ليس من الضرورى أن تبرهن على تلك التفاسير. ففى الماده المتعلقه بالرسام الإيطالى الشهير "ليوناردو دافنشى" وما أثير حول شخصيته وكونها محور كل لوحاته وأبرزها "الموناليزا" ، وبعد التمحيص وتدقيق النظر والتعمق فى دراسة شخصيته ولوحاته تم التوصل إلى أن الشخص الموجود فى لوحة الموناليزا ليس"الموناليزا" تلك المرأه التى كانت زوجة للمستبد جيوكاندا (كما أشيع)، بل أنه ليس امرأة من الأساس، ولكنه دافنشى نفسه، فوفقاً للتقرير الذي أعد بخصوص هذه المادة، واستناداً إلى عدة مؤشرات منها اعتداده الشديد بنفسه ،كما تم أيضا ًمطابقة صورته بصورة الموناليزا واكتشف أن كلاهما شخصاً واحداً ، فبعد استخدام وسائل التكنولوجيا فى التقريب وإزالة التجاعيد من الصوره ثم التقريب مرة أخرى، وُجد أن لهما نفس الملامح. كما أثير فى نفس التقرير عن الصدد ذاته، موضوع أكبر وأكثر خطورة ؛وهو اكتشاف قطعة قماش بيضاء كبيره بما يشبه الكفن تزينها الصلبان ، زُعم أنها كفن المسيح عليه السلام اعتمادا على نتيجة آشعة إكس والتى اظهرت صوره ثلاثية الابعاد لرجل يشبه السيد المسيح مرسومة بشكل لا يظهر جلياً للعين إلا بعد التسليط على الآشعة. وبعدها اكتًشف الأمر ذاته وهو أن الصوره التى وجدت على الكفن ليست للسيد المسيح وإنما هى لليوناردو دافنشى، واعتُمد فى ذلك أيضاً على مؤشرات عدة: أولها أن عمر الكربون على القطعة مابين 500 إلى 700 سنه، وهى الفترة ذاتها التى عاش فيها دافنشى. كما أنه برع فى هذا النوع من الرسوم، أما الثالث وهو أبعاد الصورة على قطع القماش المتطابقة إلى حد كبير مع إحدى صور دافنشى. والآن هل من موقف محدد تجاه تلك الأفكار، فعقولنا تورمت وهى تستقبل تقاريراً ووثائقيات لسنا نعلم مدى صحتها أو خطأها، ولا نعلم ماهو المقصد من بثها، هل سنقف موقف المتلقى والمستورد دائما ؟! ألم يحن الوقت أن ندقق النظر فيما يرد إلينا، وأن نبحث فى صحته قبل العرض الأعمى والأستقبال الأكثر عمى؟! لسنا فى موقف هجوم ضد تلك المواد ،وإنما ينبغي علينا حقاً التأكد من صحة ما يقولون ، كى نستطيع أن نبنى أفكارا واتجاهات صحيحة حولها ، وألا نسلم عقولنا فريسة لها، أو ندعها مرتعاً لكل الأفكار، الصالح منها والفاسد . فلننتبه كى لا نحقق فينا مقولة "جوزيف جوبلز" وزير الإعلام النازي فى زمن هتلر "أعطني إعلاماً بلا ضمير أعطك شعباً بلا وعي".