ما زالت ابتسامة «الموناليزا» الغامضة تثير حيرة الباحثين الذين يحاولون بحث سر هذه الابتسامة التى تجذب كل من يمر أمام اللوحة التى رسمها الفنان الإيطالى ليوناردو دافنشى فى القرن السادس عشر، وأصبحت لغز مؤرخى الفن التشكيلى. وآخر تفسيرات هذه الابتسامة جاءت من طبيب أستاذ فى علم التشريح ذكر أن ابتسامة موناليزا ربما تكون عائدة إلى زيادة نسبة الكوليسترول فى دم الموناليزا.ويضيف الدكتور «فيتو فرانكو» من جامعة باليرمو، أن هناك علامات واضحة على تراكم الأحماض الدهنية تحت جلد الموناليزا فى اللوحة المرسومة نتيجة لزيادة الكولسترول، بالإضافة إلى وجود كيس دهنى، أو ورم حميد، فى عينها اليمنى! وقد قدم الدكتور فرانكو وهو أستاذ فى التشريح فى جامعة باليرمو نتائج أبحاثه فى مؤتمر طبى فى مدينة فلورنسا. ولم يكتف دكتور فرانكو بتشخيص الموناليزا بل قال إنه بدراسة الفنان مايكل أنجلو نفسه وجد ركبتيه تبدوان منتفختين فى اللوحة المرسومة له وهو دلالة على زيادة نسبة حمض اليوريك، وإنه ربما كان يعانى من وجود حصوة فى الكلية! ولوحة الموناليزا من اللوحات التى أثارت جدلاً كبيراً بين الفنانين ليس حول الابتسامة وهى لغز فى حد ذاتها، وإنما حول شخصية صاحبة الرسم وهل هى من اختراع دافينشى أم سيدة من شوارع فلورنسا أصبحت ملهمته فى القرن الخامس عشر؟ وقد أثيرت نظريات مختلفة منها من يقول إنها والدته، وربما كانت من فتيات الهوى. غير أن أبحاثاً حديثة نشرت أخيراً فى كتاب عن الموناليزا أكدت فكرة أنها شخصية حقيقية عاصرها الفنان فعلا والتقى بها لأول مرة وفى مرات عديدة فى إحدى الكنائس التى كانت تحضر فيها قداس الأحد، وأنها زوجة تاجر حرير ثرى، فقد عثر الباحث الإيطالى «جوزيبى بالانتى» الذى أمضى 25 عاما يبحث فى أرشيف المدينة، على وثائق تسجيل لعقارات وزيجات تمت فى تسعينات القرن الخامس عشر، تثبت أن الموناليزا كانت شخصاً حقيقياً، وأن عائلة ليوناردو دافينشى كانت على صلة وطيدة بزوجها «فرانسيسكو ديل جيوكوندو»، تاجر حرير ثرى، وقال بالانتى: «هذه الوثائق تثبت دون أدنى شك أن الزوج كان زبونا عند والد ليوناردو، الذى كان كاتب عدل شهيراً فى فلورنسا»، ولهذا حملت اللوحة بجانب اسم «الموناليزا» اسم «الجيوكاندا» أيضاً. وقبل هذا التفسير الطبى الأخير لابتسامة الموناليزا ما ذكره علماء من جامعة أمستردام من أن سر نصف ابتسامتها يكمن فى سعادتها، أو بعبارة أدق فإنها كانت سعيدة بنسبة 83 بالمائة، وقد جرى إعلان ذلك بعد مسح ضوئى قام به العلماء للوحة استخدموا فيه برنامجاً متطوراً للغاية فى الكمبيوتر مع جامعة إلينوى الأمريكية يتيح تحليل العواطف المرتسمة على الوجه بدقة، وأظهرت نتائج تحليل انفعالات الوجه أن موناليزا كانت سعيدة بنسبة 83 فى المائة، ومشمئزة بنسبة 9 فى المائة، فى حين أنها كانت خائفة بنسبة 6 فى المائة، وغاضبة بنسبة 2 فى المائة، كما بينت النتائج أن قسمات وجهها كانت تعكس أقل من 1 فى المائة من الحياد، بينما اختفت من وجهها أى علامات تدل على الدهشة والمباغتة. اللوفر كان قصر الملك ومتحف اللوفر الذى تعرض به الموناليزا يعد أكبر صالة عرض عالمية وقد أقيم عام 1190 لإقامة الملك «فيليب أوجست» وعرف باسم قصر اللوفر نسبة إلى المكان الموجود فيه، وكان آخر من أقام فيه من ملوك فرنسا لويس الرابع عشر الذى غادره إلى قصر فرساى عام 1672 تاركا قصر اللوفر بما فيه من مجموعة التحف الملكية، وخلال الثورة الفرنسية اختير القصر ليكون متحفا قوميا وقد افتتح فى 10 أغسطس 1793. ومنذ ذلك الوقت أصبح أكبر متحف وطنى فى العالم وأكثر المتاحف التى يرتادها الزوار فى العالم. (معلومة: طول قاعاته 13 كيلومترا). وقد تمكن شاب فرنسى عام 1911 كان يدعى «بييروجى» كان يقوم بترميم بعض إطارات الصور بالمتحف أن يسرق الموناليزا ويخفيها لديه، وظل يخفيها عامين قبل أن يبيعها لفنان إيطالى اسمه «الفريد جيرى» الذى ما أن رآها وتأكد أنها موناليزا «ليونارد دى فنشى» الأصلية حتى أبلغ السلطات الإيطالية التى قبضت على اللص ووضعت اللوحة فى متحف إيطالى وقد فرح بها الإيطاليون كثيراً، وقد كادت العلاقات أن تنقطع بين فرنسا وإيطاليا بسبب هذه اللوحة التى أصرت فرنسا على استعادتها فى الوقت الذى تسابق كبار المحامين فى باريس للدفاع عن «بييروجى» سارق اللوحة والذى قال دفاعا عن نفسه إن الدافع لسرقة الموناليزا هو أنه كان يحب فتاة تدعى «ماتيلدا حباً شديداً، لكنها توفيت بعد معرفة قصيرة بينهما، وعندما شاهد الموناليزا باللوفر وجد فيها ماتيلدا حبيبته، فقرر سرقتها، وقد تأثر القاضى بدفاع الشاب وأصدر عليه الحكم بالسجن ولكن لمدة عام واحد فقط. مقاضاة طفلة فى الرابعة المفروض عدم مسئولية الأطفال عن أعمالهم استناداً إلى عدم الأهلية، وبالتالى إذا ارتكب طفل عملاً أضر الغير يكون المسئول مدنياً عن الضرر والدا الطفل، ولكن قاضيا فى مدينة نيويوركالأمريكية حكم بجواز مقاضاة طفلة فى الرابعة تسببت فى وفاة سيدة مسنة متأثرة بإصابتها بعد أن صدمتها الطفلة بدراجتها! وكانت الطفلة ومعها طفل آخر فى نفس سنها (الرابعة) يتسابقان فى أبريل من العام الماضى (2009) بدراجتيهما الصغيرتين حين صدمت الطفلة السيدة كلير ميناج (87 عاماً) فى أحد شوارع حى مانهاتن، وقد أصيبت السيدة كلير بكسر فى الحوض وأجريت لها جراحة لعلاجه إلا أنها توفيت بعد ثلاثة أشهر، وقد تقدمت أسرة المتوفاة بدعوى ضد الطفلين بأنهما «كانا مهملين فى تشغيل دراجتيهما والتحكم بهما»، كما رفعت قضية على والدتى الطفلتين لموافقتهما على السباق. انصب دفاع الطفلة على أنها كانت صغيرة جداً وأودع المحكمة شهادة ميلادها التى تثبت أن سنها وقت الحادث كان أربع سنوات وتسعة أشهر مما لا يمكن اعتبارها مهملة، إلا أن القاضى رفض ذلك وحكم بأن المحامى لم يقدم الدليل الذى يؤكد أن الطفلة لم تكن تتمتع بالذكاء والفهم الكافيين لمعرفة خطورة قيادة دراجة باتجاه امرأة مسنة، مضيفاً أن القانون يفترض أن الأطفال دون سن الرابعة غير قادرين على ارتكاب الإهمال إلا أنه «بالنسبة للأطفال فوق سن الرابعة فليس هناك حكم شديد الوضوح بهذا الشأن». وتثير هذه النظرة من القاضى تطور الحكم على أطفال هذا العصر وأنهم أصبحوا أكثر قدرة على الفهم والمعرفة من أطفال الأجيال السابقة نتيجة وسائل المعرفة التى أصبحت متاحة اليوم ويستطيع الأطفال التعامل معها بصورة قد تكون أسرع من تعامل الكبار، وهو ما يعنى التفرقة بين الفهم والأهلية، فقد يكون الطفل حسب القانون عديم الأهلية (أقل من سبع سنوات حسب القانون المصرى) ولكن لا يعنى ذلك أنه لا يفهم خطورة ما يفعله وتأثير ذلك على الآخرين.