تعصف الظروف الاقتصادية المتدنية والمتردية بالطبقات الكادحة من الشعب المصري من عمال ، مزارعين وحرفين وأصحاب المهن البسيطة . ومن تلك المهن التي يعانى أصحابها قسوة الأوضاع المالية هم أصحاب المشاتل الزراعية والعاملون بها " الخاصة منها والحكومية على السواء " ، فأصحاب تلك المهنة لا يعرفون غيرها مهنة ولا سبيل لتعلم حرفة جديدة بعد هذا العمر هكذا شرح لنا " حسن رمضان " عامل بمشتل السيدة زينب وقال " أنا لم أتعلم كبرت ووجدت والدي يعمل في هذه المهنة ،فقد كانت مجزية زمان عن الوظيفة الحكومية أما الآن وحتى منذ عام قبل الثورة أو يزيد والإقبال على شراء الزرع ضعيف فالناس الآن تفضل الزرع البلاستيك لأنه أرخص ولا يموت ولا يكلفهم جهد الاعتناء به" . وأضاف رمضان أن الكليات والمدارس كانت تأتى قبل بداية العام الدراسي وتشترى من المشاتل ولكن الآن لا أحد يفكر فى هذا ، ورغم ضيق الحال إلا أننا ملزمين بدفع 6500 جنيها سنويا للحكومة ولا أستطيع تغطيتهم وتتراكم علينا الفائدة ولكن ماذا أفعل لا أستطيع أن أغير مهنتي فى هذا العمر أنا كبرت هنا و"هموت" هنا . وفى المشاتل الخاصة لم يختلف الحال كثيراً بل يزداد سوءاً فليس فقط أذا أغلق المشتل سيتضرر العامل بل فى المشاتل الخاصة سيطرد صاحب المشتل وتهدم جنته لعدم قدرته على السداد . في حين قال " محمد " عامل بمشتل المهندس محمد صلاح الواقع على النيل فى منطقة الأوبرا أنهم يعانون من هذا الحال منذ أكثر من عامين موضحا ً " زمان كانت الناس بتشترى زرع بينما الآن لا أحد يهتم بشراء الزرع وهذا الوضع يشمل الكل الخاص والعام ولكن الخاص وضعة أصعب لأننا بندفع إيجار أكبر من المشتل العام " ، حيث يصل إيجار المشتل الخاص إلى 4 جنيهات مصرية للمتر الواحد سنويا، بل وتطالبنا الحكومة بتعديل سعر الإيجار ورفعه إلى 50 جنيه للمتر سنويا ، ولكن من يستطيع تحصيل هذا المبلغ، وأشار إلى أنه من الأولى أن يتم تعديل الأسعار وتطبيقها على المطاعم والفنادق السياحية العائمة . المشاتل هى جنات صغيرة على ضفاف النيل يحيا بها أناس كالأسماك لا ترى حياه غيرها فعامل المشتل كالحرفي الذى يتوارث حرفته من الأجداد والإباء ، فلا حياه بعيدا ً عن عالمه الصغير الذى يتكون من الأشجار وصفحة النيل ، هذه الجنات الصغيرة هى علامة مميزة علي ضفاف النيل وإغلاقها بالتأكيد سيؤدى إلى فقدان لمحات جمالية هامة فى مصر .