عقب المخرج "محمد دياب " عن موقفة من حرية الابداع الذى لم يكن واضحا لدى الكثير قائلاً : " عاتبني بعض الأصدقاء الفنانين علي حلقه تليفزيونيه كان موضوعها حرية الإبداع. تصورت في البدايه أنهم يبالغون لأن عتابهم كان يتمحور علي أن ما فهموه من كلامي هو بالضبط عكس ما كنت أحاول أعبر عنه! و لكن من الواضح أنني خانني التعبير و التوفيق في التعبير عن نفسي و موقفي و لهذا لزم التوضيح و التأكيد إن السبب الوحيد لظهوري في هذه الحلقه هو دعم حريه الإبداع و الوقوف صفاً واحداً بجانب زملائي الذين سبقوني دفاعاً عن هذه القضيه النبيله. منذ عده أشهر و في مناظره في ساقيه الصاوي حول حريه الإبداع بين بعض الفنانين و ممثلين من التيار الإسلامي، إستخدم فيها أحد ممثلي التيار الإسلامي فيلمي 678 كمثال لما يجب أن تكون عليه السينما من إحترام، و بالرغم من تقديري لهذه الإشاده إلا أن إستخدام فيلمي كحجه ضد حريه الإبداع سائني. إخترت هذا التوقيت للحديث عن حريه الإبداع بعد وصول رئيس من الإخوان، و أعتقدت أنه من المهم أن يدافع عن حريه الإبداع الفنانون الذين يراهم تيار الإسلام السياسي يمثلون ما يريدون تعميمه. شعرت في الحلقه أنه من المهم أن أذكر أني الفنان الذي أصنف كفنان ملتزم (أوضحت أني أتحفظ علي هذا التصنيف!) سأدافع بإستماته عن حريه الإبداع والتعبير، السبب الوحيد لذكري هذا الأمر كان تغير الفكره السائده أن المطالبه بحريه التعبير تعني الدفاع عن المشاهد الساخنه! و ليس الحريه ذاتها. للأسف هناك إرتباط شرطي في أذهان الكثيرين بين حريه الإبداع و الإباحيه! ألا أني بسبب تركيزي علي القضيه الرئيسيه و هي الدفاع عن حريه الإبداع يبدو أني لم أتحفظ بما فيه الكفايه علي تصنيف الفن لنظيف و محترم و هي تصنيفات مبهمه و نسبيه و تختلف من شخص لآخر، و تحمل في طياتها إهانه لباقي الفنانين و لهذا وجب التأكيد علي هذه المعاني الآن. هاجمت الرقابه بشكلها الحالي، و إنتقدت منع أي عمل فني، و طالبت بحريه كل فنان في أن يقدم النموذج الذي يناسبه و شجعت التيارات الإسلاميه أن تقدم نموذجها بدون منع النماذج الأخري، و أشرت أن المنع هو أفضل دعايه للفكره المضاده، و أننا يوماً بعد يوم تستحيل فكره المنع أصلاً فلا جدوي من محاولتها. ناقشنا أيضاً الحلول البديله كالتصنيف العمري و غيرها. طالبت بحوار موازي للطريقه التصادميه التي يتبعها بعض الزملاء الفنانين مع التيار الإسلامي و أشرت أن التصادم قد يكون مطلوباً و لكن الحوار أيضاً يجب أن يجرب. حوار يتم توضيح فيه وجهات نظر الفنانين بلا تنازل عن مطالبنا التي تتقدمها ضمان حريه الإبداع. حوار نحاول أن ننصف فيه حريه الإبداع من الظلم الواقع عليها! و نحرر هذا التعبير من إختطاف اللفظ و تحويله لمعني مخالف لمعني الكلمه الحقيقي، و من المهم هنا ذكر أن أغلب الأفلام التي تحفظت عليها الرقابه في عهد النظام السابق كانت لأسباب سياسيه! و اليوم و نحن علي مشارف نظام جديد فإن مخاوف الفنانين الكبري هي رضوخ الفن لقيود نظاميه جديده يقررها التيار الحاكم أياً كان! و غالباً ما تكون هذه القيود ترسيخ لبقاء هذا النظام مثلما كان الحال سابقاً و يجب هنا ذكر حوار دار بين وفد الفنانين، و لجنه الثقافه بمجلس الشعب عندما قال أحد المنتمين للتيار الإسلام السياسي أنهم لن يسمحون بتشويه الإسلامين في الدراما.