انتقدت صحيفة (وورلد تريبيون) الأمريكية تأكيدات المسؤولين الأمريكيين بأن الأسلحة الليبية تم تهريبها إلى عناصر تنظيم القاعدة في شمال مالي . لافتة إلى تناقض هذه التصريحات مع الضمانات التي قدمها كبار المسؤولين الأمريكيين في بداية التدخل العسكري بليبيا. وأشارت الصحيفة الأمريكية - في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني- إلى أن مسؤولين أمنيين أمريكيين أكدوا أنه تم تهريب الآلاف من القذائف والصواريخ من ترسانات الأسلحة التي كانت بحوزة المقاتلين الليبيين في نضالهم ضد القوات الموالية للرئيس الليبي المخلوع معمر القذافي إلى معاقل تنظيم القاعدة في مالي، وذلك على الرغم من تأكيدهم على أن الأسلحة الليبية لن يتم تهريبها خارج ليبيا ولن تقع في أيدي أي من الجماعات الإرهابية. وأضافت الصحيفة أن مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون أكدوا أن عناصر تنظيم القاعدة نجحوا في الحصول بالفعل على صواريخ مضادة للدبابات وصواريخ أرض جو من ترسانات أسلحة القذافي مما عمل على تعزيز قوتهم في المناطق التي تقع تحت سيطرتهم في شمال أفريقيا فضلا عن تكثيف هجماتهم الإرهابية في عدد من الدول الإفريقية مثل نيجيريا والصومال والنيجر. ونقلت الصحيفة عن نائبة مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشؤون إفريقيا أماندا دوري تبريراتها الأخيرة بأن المهربين استغلوا حالة عدم الاستقرار في المنطقة وهربوا هذه الأسلحة إلى العناصر الإرهابية في إفريقيا فضلا عن إقامة ملاذات آمنة جديدة وموسعة، مؤكدة أن القيادة الأمريكية في إفريقيا تكثف جهودها في الوقت الراهن من أجل منع تنظيم القاعدة من أقامت التحالفات مع العناصر الإرهابية الأخرى بالمنطقة بفضل الأسلحة الجديدة التي صارت بحوزتهم. ومن جانبه حذر قائد القيادة الأمريكية في إفريقيا الجنرال كارت هام من أن تنظيم القاعدة أضحى أكثر قدرة على تنسيق جهوده التمويلية والتدريبية وتبادل الأسلحة وهو ما أعتبره بمثابة تحديا حقيقيا للحرب الأمريكية على الإرهاب في المنطقة. ولفتت الصحيفة إلى خطاب ألقاه هام أمام مؤتمر لمكافحة الإرهاب في 16 يوليو الماضي والذي أكد فيه على أن هذه الأسلحة الليبية المهربة مكنت تنظيم القاعدة وحلفائه من قبائل الطوارق من القيام بالانقلاب في شمال مالي واستخدام هذه المنطقة كقاعدة لهم وللعناصر الإرهابية التي تدعمهم . ومن جانبه شدد مسؤول آخر بالبنتاجون على أن نجاح عناصر تنظيم القاعدة في الحصول على ملاذات آمنة جديدة في شمال إفريقيا يعد مثابة تهديدا لمصالح الولاياتالمتحدة وحلفائها في شمال أفريقيا ومنطقة الساحل .