حذر رئيس النيجر محمد يوسف من أن الأسلحة المهربة من ليبيا بعد سقوط نظام معمر القذافي تتدفق من المنطقة المحيطة بليبيا، في تطور يهدد بزعزعة استقرار قطاع من القارة يكافح بالفعل ضد الاضطراب العرقي وضد فرع إقليمي لتنظيم القاعدة. وأوضح يوسف في تصريح أدلى به للصحفيين عقب لقائه بالرئيس الجنوب أفريقي جاكوب زوما في بريتوريا ونقلته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في نسختها الإلكترونية اليوم السبت أن الأسلحة تمت سرقتها في ليبيا ويتم توزيعها في جميع أنحاء المنطقة. وأضاف رئيس النيجر " أن دول الصحراء الأفريقية تواجه تهديدات إرهابية وتهريب أسلحة، والأزمة الليبية تضاعف تلك الأزمات " . وأشارت الصحيفة إلى أن تصريحات يوسف تأتي عقب اشتباك جيش النيجر مع مهربي الأسلحة الذين يغادرون ليبيا حيث قتل ستة مهربين وجندي في معركة دارت يوم الأحد الماضي. وأوضحت الصحيفة أنه وفقا لمسئولين وسكان محليين، فإن امتداد الصحراء بين ليبيا وغرب أفريقيا يعتبر بالفعل من بين طرق التهريب الرئيسية في العالم. ونوهت الصحيفة إلى أن هذه المنطقة يسيطر عليها متشددون من قبيلة "طوارق" التي تساعد في تجارة الأسلحة والكوكايين المتجه إلى أوروبا من كولومبيا والسجائر وحتى البضائع المنزلية عبر طريق قوافل قديم. وقالت الصحيفة إنه وفقا لمسئولي وزارة الدفاع الأمريكية فقد تم بيع مئات الصورايخ المنهوبة من ليبيا هذا العام . وأضافت الصحيفة أن انتشار الأسلحة الصغيرة والثقيلة الآتية من ترسانة القذافي أثارت قلق مسئولين غربيين وشرق أوسطيين أيضا، فبحسب الخبراء فإن ليبيا كان لديها ما يساوي 20 ألف قذيفة صاروخية مستهدفة للطائرات قبل الانتفاضة ، وقامت الولاياتالمتحدة بضخ 40 مليون دولار حتى الآن من أجل برنامج مخصص لضمان تدمير هذه الأسلحة وغيرها من الأسلحة الليبية. وأوضحت الصحيفة أن المسئولين الليبيين يخشون من أن الموالين للقذافي قد يستخدمون الحدود الصحراوية الجنوبية التي بها ثغرات لإشعال تمرد ضد الحكومة الانتقالية الناشئة في طرابلس.