نظمت المكتبة الفرنكفونية بالإسكندرية ندوة عن فن القصص المصوَّرة بعنوان (لوحات وكلمات) ،حيث أستضافة الندوة جولو الفنان الفرنسي المقيم بالأقصر ومؤلف العديد من الأعمال في فن القصص المصوَّرة، والفنان المصري محمد الشناوي؛ مؤسس مجلة الرسوم المتحركة "تك تك". وعقب الندوة تم افتتاح معرض مشترك لجولو والشناوي، والذي يستمر حتى 11 مارس 2012. وفي لقاء مع الفنان الفرنسي جولو منذ متي تعيش في مصر ؟ أعيش في مصر منذ عام 93 ،في البداية عشت بالقاهرة ولكن بعد حمس سنوات نتيجة لوجود ازدحام شديد بالشوارع جعلني أهرب لمدينة الاقصر ،هذه المدينة الساحرة التي جذبت الفراعنة وجعلتهم يقيمون معظم المعابد الفرعونية الضخمة بالاقصر هل الاثار الفرعونية هي التي جعلتك تقيم بمدينة الاقصر ؟ أرتبطي بالشخصية المصرية التي تقيم بالاقصر وهي التي تمتلك العلم والاصالة والبسطة ،فتعرفت علي بعض الشخصيات الامية التى مع هذا تتحدث الفرنسية بطلاقة ،مما يدل أن الشخصية المصرية قادرة علي قهر الظروف ،ولكن لا يستطيع أحد أن ينكر إبداع الفراعنة ،الالوان بجدران المعابد مازالت رائعة الجمال ولم تتأثر بمرور الالاف السنوات ،هناك عوامل مؤثرة لم تعرف بدليل أستمرار الحياة والمقصود بها الحياة الفرعونية ،أشعر أن الفراعنة يدفعون عن أنفسهم . إلي أي مدي أرتبطت أعمالك بالاثار الفرعونية ؟ قمت بتأليف أخر كتاب ورسوماته عن قصص وحكايات المومياوات في القرن 19 بعنوان (أكتشاف المومياوات)، معظم هذه الحكايات سمعتها من العاملين في المعابد ،والذين يعيشون مع الاثار المصرية سنوات طويلة ،مما جعلني أحاول أكتشاف أسرار المومياوات ،وبعد قضاء ليالي داخل المعابد من أجل معرفة المزيد ،أصابني شعورا أن المومياوات تتحدث معي وترفض وجودي للإطلاع علي اسرارها . لمن تواجه أعمالك ؟وماهي الشخصية التي حرصت علي تجسيدها في معظم أعمالك؟ أوجه أعمالي للقارئ الفرنسي ،لاني كاتب بدار نشر فرنسية ،ومؤلفاتي ورسوماتي جميعها تجسد الشخصية المصرية وتترجم أحساسي بها ،ومؤلفاتي تقدم تجربتي في مصر من خلال الشخصيات التي تقابلت معها وتعكس صورة الشخصية المصرية التي لم يعرفها المجتمع الاوروبي كما عرفتها ،وفي أحد مؤلفاتي كتاب (يوم في حياة الفراعنة)قدمت فيه احتفال المصريين بعيد شم النسيم من بهجة وفرح وواضحت الرسومات تناولهم البيض الملون والفسيخ ،الاكلة الشهيرة عند المصريين في هذا اليوم . ما أكثر الشخصيات التي أثرت في مؤلفاتك ؟وهل في مكان ما أنعكس علي مؤلفاتك ؟ أكثر الشخصيات التى اثرت فى مؤلفاتى هو المخرج يوسف شاهين الذي تناول في أحد أعماله مرحلة الاربعينات والخمسينات في مصر والتي تعكس الشخصية المصرية التي لن تتكرر ،كما تاثرت برؤية المخرجة أسماء البكري التي تقابلت معها في مكتب المخرج المبدع يوسف شاهين ،وبعد أن خرجت جاءت لي فكرة كتابي (الشحاذون والنبلاء) تناولت فيه الشخصية المصرية في الاربعينات ،أما المكان الذي ركزت عليه في الكتاب (قهوة الفيشاوي)التي كانت تضم الكتاب والفنانين والنبلاء أما الشحاذون فهم البائعين الجائلين المترددين علي القهوة لمحاولة الحصول علي مال من النبلاء بالبيع لبعض بضائعهم أو طلب مساعدة ،أما الان أصبحت قهوة الفيشاوي مكان سياحي أتردد عليه عندما أتواجد بالقاهرة ولكن الفيشاوي فقدت بريقها لابتعاد الكتاب والمثقفين والفنانين عنها. هل فكرت في تأليف كتاب يجسد الشخصية المصرية عقب الثورة ؟ أفكر في تأليف كتاب عن أنعكاس الثورة علي الشخصية المصرية ولكن ليس الان ،لوجود علامات أستفهام كثيرة فالرؤية لم تكتمل ،ولكن أكتشفت أن روح المرح المصرية مازالت موجودة رغم الاحداث الماساؤية المتعقبة ،وفي الكتاب الذي أريد تأليفه سوف أجسد فخر الشخصية المصرية بالدور الذي لعبته من أجل الحرية ومحاربة الاستبداد والظلم ،ولكن الصورة تكتمل عندما تستقر مصر سياسيا وامنيا .