لم تقتصر الحروب في الآونة الأخيرة علي الجيوش المسلحة بالمعدات الحربية فحسب ، بل تطورت إلي ابعد من هذا بكثير ، نظراً لما اتاحته تكنولوجيا الاتصال من إمكانات ساهمت في انتقال ساحة الحروب من كوكب الأرض إلي كوكب الفضاء التكنولوجي ، كونه محاكاة للدور الذي يلعبه سلاح الإشارة بالجيوش وما تحمله من رسالة ذات مضمون استراتيجي بالغ الخطورة في بعض الأحيان . ومن بين تلك الحروب ، الهجمة الفضائية لمجموعة من "الهاكر" التي استعانت بالأسلحة التكنولوجية وأخذت من الفضاء ساحةً لهم ، وأطلقت علي نفسها "رمز العدالة الجيش المصري الإلكتروني" والذي أعلن عبر كوكبه الفضائي علي موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" مسؤوليته عن حادث التشويش الذي تعرض له برنامج "البرنامج" الذي يقدمه الإعلامي الساخر باسم يوسف علي قناة mbc مصر ، لما يتعارض مع سياسات وتوجهات الجيش الالكتروني والذي يشير عبر رسائله انه لا ينتمي لا جهة سيادية علي كوكب الأرض . علامات الاستياء والتذمر تخيم علي وجوه الكثير من مشاهدي البرنامج عبر الشاشات ومواقع الانترنت التي تتيح إمكانية البث المباشر "للبرنامج"، سرعان ما قامت بتوجيه اللوم والاتهامات علي الحكومة ، بدعوى قمع حرية الرأي والتعبير التي تتعارض مع السياسة الحاكمة للبلاد ، بينما تشير أصابع الاتهام بتعمد الهجمة "الثانية" لعدم تشويش "الفقرة الإعلانية" والتي تخلو تماما من الرسائل الإعلامية مقارنةً برسالة البرنامج وحجبها عن مستقبليها من قائمها "باسم" عبر الوسيلة "قناة M.B.C مصر . وفي رد فعل منطقي من "يوسف" أن يقلع بمركبته الفضائية "توتير" كي يشن هجمة تساؤليه نحو ما تعرض له برنامجه من تشويش أعاق بث رسالته التي يترقبها شرائح مختلفة من المستقبلين ، عن عدم قدرة دولته على حماية قمرها الصناعي ، ضد تشويش استمر لمدة 60 دقيقة دون معرفة المصدر . ومن جانبه : يلقي المتحدث الإعلامي لقناة M.B.C بالمسؤولية علي " النايل سات " مؤكداً علي أن " التشويش" لا يقتصر علي قناته فقط دون غيرها . ويؤكد الخبراء في هذا الصدد أن التشويش ينتج من جراء استخدام أجهزة بنفس التقنيات المستخدمة فى بث الإرسال التي تبث نفس تردد القمر مما يعيق استقبال الإشارة الصحيحة وينتج عنها التشويش في نفس الوقت، ويمكن تدارك هذه المشكلة بالنقل علي تردد آخر . وبين هذا وذاك مازال الجيش الالكتروني يتوعد بشن ضربات متتالية نحو أي مضمون فضائي يتعارض مع سياسته ، الأمر الذي سيتسبب في جني المزيد من الخسائر لكل من مالك القناة ودولة العرض ، وهل سينجح النظام الحالي في التعامل بحكمة مع الحروب الفضائية أم سيلجأ للسياسة القمعية كبديلً عن الحروب الفضائية .