ولا تنسى إسرائيل هزيمتها فى 73 التى اعتبرها المصريون حرب كرامة وليست حرباً على الأرض. كما أن معظم ثورات المصريين كانت ثورات سياسية رافضة لسقوط الوطن مستهدفة الحفاظ على هويته ليبقى اسم مصر عَلَمَاً فى تاريخ معارك الكرامة الإنسانية الباسلة على مر التاريخ الإنساني. ولكن يبدو أن محاولة إسقاط مصر لم تنته بعد وعلى المصريين أن يستعدوا دائماً للحرب من أجل الحافظ على هويتهم المرتبطة دائماً بالأرض فإذا ضاعت الهوية ضاعت الأرض وإذا ضاعت الهوية والأرض سقط الوطن برمته. فعلى مدار الستين سنة الماضية فقدت مصر قسطاً كبيراً من هويتها الثقافية لدرجة أن تخوف بعض الكتاب من تهويد العقل المصرى، ذلك العقل الذى قاوم احتلال الأرض على مر التاريخ،حتى أدارك العدو استحالة احتلال الأرض دون استعمار للعقل، فإذا تمكن من غزو العقل فقد أردى الهوية وأسقط الوطن؟ وكان المواطن المصرى الأصيل دائم العصيان والتمرد على الثقافة الغربية والوهابية الغازية لقيمه وأخلاقه، فى لحظة وقع فيها النظام الحاكم فى براثن المخططات الصهيونية التى أغرته لتأجير الوطن وفتح ثقافته على كافة الثقافات خانعة لا مهيمنة، فكانت الريح دائماً لا تأتى إلا بما يسرق الهوية ويفسد القيم؛ لدرجة تصالحت فيها عقلية الشباب المصرى مع الذهنية الصهيونية المتآمرة. واستمر سيل الهبوط جارفا لكل ما هو أصيل ،فتعرضت مصر لأزمة حضارية محتومة فى الهوية كانت مثار جدل على مدار السنوات العشر الأخيرة، للدرجة التى جعلت البسطاء وأنصاف المثقفين لا يرون سوى الدين حلاً لأزماتهم كلها وليست الثقافية وحدها، وتجسدت هذه الرؤى فى شعارات "الإسلام هو الحل " واستغل مهوسوا السلطة أفيونية الأديان واتخذوها الحصان الرابح فى سباقهم لاحتكار السلطة وفرض الفكر والرأي، واستغله المتآمرون سلاحاً لضياع الهوية وفض الشمل وبث الفرقة بكل السبل وإن لم يدرك التجار مخططاتهم، فكل كان يغنى على ليلاه. وبقيام ثورة 25 يناير تعلق هؤلاء التجار بذيولها، فلما نجحت قفزوا من الخلف إلى المقدمة و لسان حالهم يقول: جئنا من السماء نحمل الخير للوطن" مستغلون فى ذلك تنظيمهم الأقوى فى مجتمع مهلهل وتعاطف شعبي متعطش لاستعادة الهوية المصرية المنتهكة والكرامة الضائعة ووعي شعبي موجه نحو فكرة الدين هو الحل. بالإضافة إلى عدم قدرة التيارات الأخرى على التوحد وتكوين الائتلافات والاتفاق على الهدف. ومن ثم فقد تعرضت مصر لنوع أخر من السقوط فالذي يشاهد جلسات البرلمان يلحظ بشدة أنهم أناس لم نعرفهم رغم أننا قد انتخبناهم بإرادتنا الحرة.. مد إخواني شككت الوثائق فى مصدر تمويله من دولة عدها الشرفاء بقعة إسرائيلية فى الجسد العربي هى قطر، تلك الدولة التى تسعى الآن فى ظل الحضور الإخواني الحصول على امتياز قناة السويس لمدة 99 عاماً، فمن أوحى لقطر بهذه الفكرة الجهنمية وهل تقوى هذه المشيخة البدوية على تشغيل هذا الكيان الاقتصادي العملاق أم سوف تدعمها إسرائيل؟ تلك التى ذرعتها إعلاميا فى جسد الوطن لتأجيج الفتن وفض الشمل، فلا يخفى علينا الدور الاستخباراتى لقناة الجزيرة المحولة على القمر العبري والممولة من إسرائيل لصالحها. ولا تخفى علاقة قطر بإسرائيل. فإذا أكملنا الضلع الثالث وتأكدت علاقة الجماعة بقطر تصبح الجماعة كلها موضع اتهام . وعندها نعلن عن يقين .. سقوط دولة مصر وقيام جمهورية الأخوان. [email protected]