قامت ثورة يناير رغم توقعنا المسبق لها فأبهرتنا .. وصفق العالم للتحول الدراماتيكي السريع الذي أحدثه شباب مصر .. سقط رأس النظام والأمل في التوريث وانحلت أشياء كثيرة مجلسي الشعب والشورى والمحليات وجهاز أمن الدولة , و طاحت رؤوس للفساد كانت تطل علينا من عليائها ، وأدى اللواء الفنجرى التحية العسكرية لأرواح الشهداء في مشهد مهيب وبدء شهر العسل بين الجيش والشعب . ذلك الذي انتهى بالطلاق البائن أو بالخلع فى نكسة المسحولة يوم السبت الاسود من ديسمبرفى نفس العام كانت تلك التحولات السريعة مضافا اليها علامات اخرى تسرب الى نفسى ظلالا من الشك والريبة والقلق ، ذلك الذى تأكد لى فيما بعد .. كان الالتفاف حول الثورة يجرى على قدم ساق بعبقرية المصريين المزهلة فى التحايل والتلون السريع والقدرة على سحب البساط من تحت رجلين أتخن شنب !
فمن سوء الطالع اننا نمتلك عقولا مدربة على وعبقرية فى قيادة هذا الشعب الطيب المضحوك عليه عبر التاريخ من كل من هب ودب من المستعمر الأجنبى حتى المستعمر المصرى ! وكان القدر سخيا معنا فلم يحرمنا من عباقرة التدليس والحواة ومهرجى السلطان وعتاولة اللعب بالكلام والبيان ولما كان ميدان التحرير مركز الخطر ومربط الفرس ، فقد استوجد على الطرف الأخر ميدان العباسية .
وسوف تليه ميادين أخرى وجراب الحواة لا يخلو ، ولن يعدم اللابدون فى حقول الذرة الحيل وهم يشتتون انتباه الشعب ويشككون فى أشرف من خرج من صلبه ، ليصبح الثوار مع الوقت فلولا نسمع من يطالب بتصفيتها وسحلها ..
ووصل الأمر الى أن رأينا منذ أيام من هلل لهتك الأعراض وتعرية الحرائر الحاقا بما سبق من كشوفات العزرية المهينة ، واستطلاع ما هو تحت - الأندر وير ولم يهتز الكثيرون حين قتل اولادنا برصاصات الغدر والغازات السامة وتناثرت محتويات الجماجم على الأسفلت فى ماسبير ، وفقأت عيون مصر تحت شعار -- برافو يا باشا -- وخرج علينا بكل صلف من يقول ان هناك قيادات موازية بالداخلية خارج نطاق السلطة هى ما قامت بتصفية الثوار ..
وما زالت ألغاز شارع محمد محمود مستعصية على الادراك وتاهت الحقيقة بين مقولة ان القتلى كانوا عشرات وتأكيدات انهم مئات تعدت الألف شاب تحتويهم الان مقابر جماعية ى الصحراء !
والان ماذا بعد ؟؟؟!!!
ان الخيانة لأمانى الأمة أصبحت حقا مكتسبا لأبناء الفلول المنتشرون الان فى كل البقاع ، والسابق اعدادهم ليوم كريهة ونزال كان منتظرا لم ولن تعدمهم تلك الأمة عبر تاريخها الطويل والخيانة للأسف ينعش سوقها الآن أموال تتدفق ! بينما من لم يمت من شرفاء هذا الشعب برصاص الخيانة .
فسوف يموت قهرا من الجوع والعرى والمرض والحسرة والاكتئاب والهم ولأن الثورات لا تفنى ولا تستحدث من العدم فلن تموت ثورة الشرفاء من الشباب ، والخوف كل الخوف مما هو على وشك الوقوع الان .. ذلك الذى أسماه السادات من قبل __ انتفاضة لحرامية __ فى اواخر السبعينات .. والحقيقة أنها كانت ثورة الجياع ، والتى تولد الان على هامش فعاليات الثورة الحقيقية .. وسوف تكون توابعها أقوى من توابع الزلزال .
ان مصر تنزلق الان الى نفق مظلم حبث لا بصيص من الامل ولا حتى ضوء شمعة خافت وهناك من يستثمر ويتابع بغير حسن نية بينما نحن لاهون حائرون مترددون منشقون ومقسمون ولمصالحنا الشخصية المحدودة ناظرون .
ان سحابة اليأس تولد فى النفوس ميولا انتحارية .. يذكيها الفلول عن عمد من أجل الخراب الشامل الذى يتمنونه فى قرارة نفوسهم .. ذلك الخراب الذى قبضوا ثمنه سلفا ، وأصبحوا ملتزمون الان طوعا وكرها أمام ادارات التجسس فى أجهزة استخبارات لدول لها مآرب اخرى !!!!!!!!!!!!!!!!! فهل هناك رجل شريف واحد مازال على قيد الحياة ليرد على ما حاك فى صدورنا وتردده عقولونا ............. لا أظن حتى وإن ظن بعضكم !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!