لن يلم شمل مصر إلا المصريين ولن يصحح مسارها إلا من رسموا لها الطريق بتضحياتهم وأمالهم وسواعدهم ولن يجدل فضائرها الذهبية إلا أيادي ابنائها المخلصين تلك رسالتنا الأولى للسيدة هيلاري كلينتون التي تحدثت بمنتهى الاستهانة بنا، والتطاول على سيادة مصر بقولها "بعد الأحداث الأخيرة في مصر يجب التدخل لتصحيح المسار"
هيلاري وزيرة خارجية قتلة الأطفال في العراق، ومغتصبي النساء والرجال في ضواحيها وسجونها، تريد أن تتدخل لتصحيح المسار!
وزيرة الخارجية التي لا يزعجها اغتصاب جنودها للحرائر في أفغانستان تريد الدفاع عن فتاة تعرت في مصر!
السيدة التي تدافع عن حق إسرائيل في الدفاع عن أرضنا المسلوبة؛ بسجن نساء فلسطين وضرب أطفالها ونساءها وشيوخها بأسلحة محرمة ومعلبة في بلادها تريد أن تتدخل في شأننا باسم تصحيح المسار!
أمريكا التي تعد أكبر الدول معاداة للإسلام والمسلمين، والتي اتخذت من أحداث 11 سبتمبر ذريعة لقتل شبابنا ونساءنا وأطفالنا، وتشريد أهلنا تقف اليوم وزيرة حارجيتها لتوحي للسادة الثائرين أنها ستتدخل في شئوننا لتصحيح المسار!
أليس من القبح أن يتكلم القبيح باسم الجمال، وأن يقف كبير الظالمين موقف المدافع عن قيم الحق والعدل! فبأي وجه تصححين مسارنا يا سيدتي وأنت تدافعين عن مسار إسرائيل في اغتصاب أراضينا.
إننا نحن المصريين نتقدم لك يا سيدتي بخالص الشكر، ورسالتنا الثانية إليك أننا يؤسفنا أن أحدا منا لم يدعُك لتقفي كشرطي المرور الذي يصحح لنا المسار، وتفضلا يا سيدتي هيلاري بعد كل ما قدمتيه للعرب من خدمات في
العراق وأفغانستان وغيرها من الدول المنكوبة برعايتكم، اسمحي لنا
GO TO HELL أن نقولها لك على طريقتكم
فوجه أمريكا المنافق، ووقوف رؤسائها في محراب إسرائيل، وأيديها الملطخة بدماء المسلمين، لا تسمح لك بكل هذا الكذب، ولا تسمح لنا بأن نصدق حرفا واحدا مما جاء في خطابك.
أما قولي لكل الأطراف المتنازعة على السلطة في مصر فأبدأه بالمجلس العسكري وأقول لقادته:
نشكر لكم أنكم لم تطلقوا رصاصة واحدة على صدر شاب مصري أثناء الثورة، واستمر الحال طويلا حتى إن أصحاب المصالح، والخائفون الحقيقيون من استمرار حكمكم أخذوا يوحون للشباب أنكم لا تريدون أن تتركوا السلطة، الأمر الذي يزداد معه الموقف تعقيدا..
إن استمراركم في إدارة شئون البلاد على هذا النحو سيكون وبالا على الجيش المصري، وشرف العسكرية المصرية.. وأخشى أن يتحول الزي العسكري إلى سُبّه بعد أن استغل أعداء مصر في العالم الموقف الراهن ليصفوا قواتنا الباسلة بالنازية وأن ما يفعلونه عار عليهم..
من أجل مصر ومن أجل شرف العسكرية المصرية ترفعوا عن الحكم، وليخرج رجل منكم ليقول إن المجلس العسكري بمجرد الانتهاء من انتخابات مجلس الشعب سيبدأ فورا في انتخابات الرئاسة، أو سيسلم السلطة لرئيس مجلس الشعب وسيكون هو الضامن لمدنية الدولة وتحقيق الديمقراطية..
إنكم الآن أيها القادة أمام ضمائركم وأمام شعبكم وأمام التاريخ، وقبل كل ذلك أمام الله، فلتنتصروا لمصر على أنفسكم وعلى من يريدون بها سوءا.. بأن تعلنوها صراحة وتترفعوا عن البقاء في السلطة فترحموا مصر من المزيد من الدماء.
أما القوى السياسية والثورية بكل أطيافها فأقول لهم، إن الاستقواء بالخارج يبدو للمواطن المصري كالمستجير من الرمضاء بالنار، وإن قبولكم لأي تدخل في شؤون مصر سيؤدي بكم للعار أمام شعبكم..
اهدأوا وحافظوا على سلمية ثورتكم، وتبرأوا من إلحاق العار بالجيش المصري حتى لو اختلفتم مع مجلسه العسكري..فإن انخفاض الروح المعنوية للجندي والضابط المصري سيؤدي بنا إلى ما لا تحمد عقباه..
واصبروا قليلا إذا لم يوفق المجلس العسكري لاتخاذ القرار بسرعة تسليم السلطة، كونوا أنتم الأوفى لمصر، والأحرص على صورة قواتها المسلحة التي تحمل جنودها وضباطها منذ الثورة وحتى الآن عبئا تنأى عن حمله الجبال الرواسي.
أما قولي لفئة من الصحفيين والإعلاميين دابوا على إهانة المجلس العسكري، حتى وصلوا لإهانة الجندي والضابط المصري بالله عليكم توقفوا عن هذا التدمير لمعنوياتهم، وانظروا لصالح مصر، وأمن مصر وشعب مصر الذي يريد له كثيرون أن يموت جوعا وفقرا وكمدا..
إننا أيها الراشدون في حاجة إلى لم الشمل..
ولا يأتي ذلك إلا بالمصالحة، ولا تؤتي المصالحة ثمارها إلا بأن نوقف لغة التهديد والتخوين، والصعود على رفات الشهداء، والأجساد المجروحة للمصابين لنكسب موقفا سياسيا، أو كرسيا برلمانيا..
إن الحرائق في أبنية مصر، مصدرها الغل الذي غزا النفوس، سواء أكانت نفس مظلوم لم يأخذ حقه، أو نفس طامع يريد أن يأخذ ما ليس له.
الحب ايها السادة هو طوق النجاة..
التسامح والعفو هما الباب الأوسع لاستقرار مصر وأمن مصر ورخاء مصر..
إنها دعوة أطلقها من هنا.. من هذا الموقع، دعوة للم شمل المصريين، نتصالح فيها مع أنفسنا
ونجدد فيها الثقة في القوات المسلحة الباسلة
وفي قدرتنا على تجاوز هذه المرحلة الحرجة..
ونرسل فيها رسالة أن الشعب لن يتنازل عن حقه في بناء دولة ديمقراطية، دولة تبني ولا تهدم.. تجمع ولا تفرق..
إنني كمواطن مصري، أدعو إلى جمعة طيبة، جمعة تتحقق باسمها.. ودعونا نطلق عليها
"جمعة لم الشمل"
الله أسأل أن تجد دعوتي هذه آذانا مصغية وقلوبا واعية وأن تتلقفها أياد بيضاء لتصل بها إلى الناس