تصدرت أحداث مجلس الوزراء الدامية اهتمامات الصحف المصرية الصادرة اليوم الأحد التى أفردت مساحات واسعة للحديث عن ملابسات هذه الأحداث وحذرت من تداعياتها الخطيرة على أمن مصر واستقرارها. وذكرت الصحف أنه لليوم الثالث على التوالى إستمرت أمس المصادمات الدامية بين عناصر من القوات المسلحة وعدد من المتظاهرين بمنطقة مجلس الشعب وشارع قصر العينى..
وتمكن رجال القوات المسلحة من السيطرة على ميدان التحرير وإغلاق جميع المنافذ المؤدية إليه.
وأبرزت الصحف تأكيد المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى بيان إتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للوقف الفورى لأعمال العنف بين المتظاهرين وبين عناصر التأمين وتكليف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بإنشاء حاجز خرسانى يؤمن المنشآت الحيوية .
وأشارت إلى أنه فى الوقت الذى إعتبر فيه كثيرون الأحداث حريقا جديدا فى قلب مصر ، إرتفعت حالات الوفاة إلى تسع حالات وبلغ عدد المصابين حتى ظهر أمس 361 مصابا .
كما أبرزت الصحف المؤتمر الصحفي للدكتور كمال الجنزورى رئيس مجلس الوزراء الذى أعرب فيه عن حزنه العميق لوقوع تلك الأحداث..وأكد أن كل من أهدر دما سيعاقب وكل من أخطأ سيعاقب ، مشيرا إلى أن ملف الأحداث الأخيرة جرت إحالته إلى النيابة العامة للتحقيق فيه وتحديد المخطىء لماقبته .
وأشارت إلى أن الدكتور الجنزورى شدد على أن الشرطة والجيش لم يطلقا طلقة واحدة وإنهما تدخلا لحماية المنشآت فقط وأن الإصابات بالطلقات النارية كانت من داخل المعتصمين..وخاطب جميع المصريين قائلا : تكاتفوا .. مصر فى خطر .. ما يحدث إنقضاض على الثورة ..وإنه يحاول إسراع الخطى لتحقيق الأمن بالشارع وتحريك عجلة الإنتاج .ودعت صحيفة "الأهرام" جميع القوى والتيارات السياسية ومنظمات المجتمع المدنى والنقابات والشخصيات العامة إلى ضرورة أن تتحمل مسئوليتها لمساعدة المجتمع والدولة على إجتياز الظروف الحالية والانطلاق نحو بناء المستقبل.
وقالت الصحيفة فى تعليق بعددها الصادر اليوم "إن مهمة القوى والمؤسسات أكبر بكثير من إصدار البيانات والتصريحات الاعلامية ، أو الدخول فى مزايدات عبر الفضائيات والتصريحات الاعلامية، أو الدخول فى مزايدات عبر الفضائيات لإكتساب شعبية زائفة، ولكن مهمتها الحقيقية الآن هى الدخول كطرف فاعل فى الاحداث الحالية لتهدئة الاجواء، وتوضيح الفارق بين الثورة والفوضى، والمساهمة فى إعادة تنظيم الشارع المصرى فى سياق الالتزام بترتيب الاولويات التى يتوافق عليها المجتمع ، لبناء نظام سياسى جديد يحقق أهداف ثورة يناير العظيمة".
وتابعت:إن إدانة العنف ، أيا كان مصدره أمر بديهى مفروغ منه ، لكن التوقف عند هذا الحد فقط لن يفيد بل لابد من تدخل لوضع الأمور فى نصابها الصحيح بعيدا عن سياسة تبادل الاتهامات ، إن كثير من الذين وجدوا فى أحداث شارع مجلس الوزراء أمس قد تكون نياتهم حسنة ، ولكنهم بحاجة إلى من يتحاور معهم ليصوب لهم المسار من أجل إنقاذ هذا الوطن. وأضافت:الشاب الذى ألقى زجاجات المولوتوف على مبنى المجمع العلمى المصرى لايعلم بالتأكيد أن هذا المجمع يماثل فى قيمته التاريخية المتحف المصرى ، وإن إحراقه جريمة فى حق تراث وتاريخ مصر .
وأكدت "الأهرام" أن إستمرار أعمال العنف المتبادل لن يجدى، ولغة الحوار هى الحل الوحيد، والقوى والمؤسسات التى تحدثنا عنها هى الاقدر على القيام بهذا الدور ، وهى جزء أساسى من مهمتها فى الشارع السياسى ، محذرة أنه بدون ذلك سنستمر فى إحراق تاريخ مصر ومستقبلها أيضا .وأكدت صحيفة "الجمهورية" فى افتتاحيتها اليوم أن الأحداث المروعة التي يسقط فيها شهداء وجرحى تكررت دون سقوط الفاعلين الحقيقيين والمحرضين على العبث بأمن مصر وتعريض سلامتها للخطر.
وقالت الصحيفة "إن الدماء التي نزفت والمباني الكبرى التي احترقت خلال الأيام الثلاثة الماضية تتطلب تحقيقا عاجلا معلنا حول أحداث وسط القاهرة والمتسببين فيها ومثولهم أمام العدالة حتى لا يتسرب لذهن كل مواطن أن هناك قوي مجهولة تدبر وتنفذ وتهرب وتنجو ليعاني الوطن وهو في مرحلة ثورة تتطلع لبناء مجتمع جديد ومستقبل عظيم. وحول الإنتخابات البرلمانية،ذكرت صحيفة "الأخبار" أن مؤشرات النتائج الأولية للجولة الأولى للمرحلة الثانية لانتخابات مجلس الشعب التى جرت في 9 محافظات أكدت احتلال حزب الحرية والعدالة الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين المركز الأول في نسب النجاح للقوائم حيث حصل على 38\% من مقاعد القوائم ، يليه حزب النور السلفي بنسبة 25\% والكتلة المصرية 12\% والوفد 9\% بينما تشاركت باقي الأحزاب في 16\% من باقي المقاعد.
وأضافت الصحيفة أنه بهذه النتائج تكون نسبة مقاعد القوائم التى حصلت عليها الأحزاب فى المرحلتين الأولى والثانية كالتالي:الحرية والعدالة 40\% ، والنور 25\% والكتلة 15\% والوفد 8\% والوسط 5\% وأحزاب أخرى 7\%. وأشارت إلى أنه بالنسبة لمقاعد الفردي يخوض حزب الحرية والعدالة جولة الإعادة على 43 مقعدا والنور على 31 مقعدا والكتلة مقعدان ويخوض كل من الوفد والتجمع والجبهة الاعادة على مقعد واحد..فما يخوض المستقلون الاعادة على 29 مقعدا.