حقق حزب الحرية والعدالة توقعات فوزه باغلبية المقاعد فى البرلمان وكان الاصعب فى التنبؤ به هو مدى التحدى الذى واجهه الحزب من منافسة حزب النور السلفى الذى اسس حديثا وحزب البناء والتنمية التابع للجماعة الاسلامية وحزب الوسط من ناحية اخرى. وقد حصل حزب الحرية والعدالة على 36.6%من الاصوات بينما حصل حزب النور السلفى على 5.4% وحزب الوسط على 4.3%. واوضح اداء حزب النور ان السلفيين كانوا قادرين على اللحاق بحزب الاخوان المسلمون من حيث تنظيمهم وهذا يمكن ان يعزى له بان الرواد السلفين كانوا مرتبطين بالاخوان واستفادوا من خبراتهم ويمكن ان يكون الموقف القوى الذى اتخذه حزب النور تجاه المجلس العسكرى سبب اخر ساعد فى تعزيز موقفه. ففى العديد من القضايا الاسلامية كزى المراة ودورها فى المجتمع والسياحة تبنى حزب النور موقف اوضح من ذلك الذى تبناه حزب الاخوان و برغم ذلك فقد تبنى حزب الحرية والعدالة وحزب النور العديد من الجهود لتقديم برنامج متوازن. فعلى سبيل المثال، القت الجماعة الضوء على التزامها بحماية الحرية الدينية للاقباط، وتقدم نوع من السياسات الاقتصادية تحظى بقبول عام كزيادة مصاريف الرعاية الصحية وتوفير مساكن للشباب. ومن وجهة نظر العلمانيين، اى تميز بين حزبى الحرية والعدالة وحزب النور سيكون مجرد تميز نظرى حيث تشترك جميع الاحزاب الاسلامية فى نفس الهدف وهو تطبيق الشريعة الاسلامية.وهناك مخاطرة لتفادى السلفيين حزب الاخوان المسلمين واخذ السلطة منه فى النهاية ليتذكر سيناريو الثورة الاسلامية فى ايران. وقد رفض حزب الحرية والعدالة اقتراحات حزب النور باتحادهم ليصبحوا تحالف اسلامى وهذا يقترح ان حزب الحرية والعدالة يسعى لاساس مشترك مع الكتلة المصرية والاحزاب الصغيرة الاخرى . ولكن التوصل لاتفاق بين حزب الحرية والعدالة والكتلة المصرية لن يكون امر سهل وبالرغم من ان الاكونوميست تتوقع ضعف البرلمان الجديد بالتحديات القانونية للنتائج الانتخابية ،الا ان مستقبل السياسة المصرية يبدا فى الظهور.