اعتبر الرئيس الاميركي باراك اوباما ان مقتل 24 جنديا باكستانيا في غارة للحلف الاطلسي هو بمثابة "مأساة"، وفق ما نقل عنه الاثنين المتحدث باسمه مشددا على اهمية الحفاظ على العلاقات بين واشنطن واسلام اباد. وقال المتحدث جاي كارني في مؤتمره الصحافي اليومي "نأسف لمقتل هؤلاء الجنود الباكستانيين الشجعان"، مؤكدا ان الولاياتالمتحدة "تتعامل بجدية كبيرة" مع هذا الحادث الذي اثار سخط باكستان.
واضاف كارني "في ما يتعلق بعلاقتنا مع باكستان، ستبقى على الدوام علاقة تعاون وعلاقة معقدة جدا" في الوقت نفسه.
وتابع "ثمة مصلحة فعلية للامن القومي الاميركي في الحفاظ على علاقة تعاون مع باكستان، لاننا نتقاسم مصالح في مكافحة الارهاب".
من جهته، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين الى اجراء تحقيق "دقيق" حول غارة الحلف الاطلسي، مؤكدا ان هذه الضربة "غير مقبولة". وافاد بيان للخارجية الروسية ان لافروف قال خلال اتصال هاتفي مع نظيرته الباكستانية هينا رباني خار ان "على المسؤولين عن قوة الحلف الاطلسي في افغانستان (ايساف) ان يجروا تحقيقا دقيقا حول الحادث".
وشدد لافروف على ان "انتهاك سيادة الدول، بما في ذلك في اطار التخطيط لعمليات مكافحة الارهاب وتنفيذها، هو امر غير مقبول"، وفق المصدر نفسه.وقدم الوزير الروسي تعازيه الى نظيرته الباكستانية بعد الخسائر البشرية التي تكبدها الجيش الباكستاني.
واثر غارة الاطلسي، قامت اسلام اباد باغلاق حدودها مع افغانستان امام امدادات القوة الدولية للمساعدة في ارساء الامن في افغانستان (ايساف) التابعة للحلف وانذرت الاميركيين بضرورة مغادرة قاعدة جوية يعتقد انها تستخدم في غارات وكالة الاستخبارات الاميركية.
واعلنت الولاياتالمتحدة الاثنين تعيين جنرال من سلاح الجو لقيادة التحقيق حول ظروف المأساة وعلى ان ينضم اليه مسؤول عن قوة ايساف، حسب ما جاء في بيان للقيادة الاميركية الوسطى ومقرها فلوريدا.
ورد البنتاغون الاثنين مؤكدا ان "الجهد الحربي في (افغانستان) يتواصل"، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية جورج ليتل للصحافيين "نحن ملتزمون ضد عدو في افغانستان والجيش الاميركي مستعد لمواصلة" هذه المعركة.
ويعبر نحو نصف امدادات قوات الحلف الاطلسي المنتشرة في افغانستان الاراضي الباكستانية. وتعول الولاياتالمتحدة ايضا على جهود باكستان للتصدي لمتمردي القاعدة وطالبان الموجودين على اراضيها.
ولم يؤكد المتحدث باسم البنتاغون معلومات مفادها ان باكستان امرت الاميركيين بالانسحاب خلال اسبوعين من قاعدة شامسي الجوية الواقعة جنوب غرب البلاد والتي تستخدمها وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) قاعدة لشن هجمات الطائرات من دون طيار على متمردي القاعدة وطالبان.
من جهته، اعرب المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر الاثنين عن "قلق (الادارة الاميركية) حيال تداعيات هذا الحادث" على العلاقات الاميركية الباكستانية.
وقال تونر للصحافيين "انها علاقة تعرضت للعديد من الاخفاقات الكبيرة (...) لا احد يمكنه انكار ذلك. لكنها ايضا علاقة صمدت رغم الاخفاقات والتحديات الكبرى لانها تظل حيوية لبلدينا".
واكد انه يتفهم تردد باكستان في المشاركة في الخامس من كانون الاول/ديسمبر في مؤتمر بون حول افغانستان، لكنه تدارك ان "من مصلحة" اسلام اباد ان تشارك في هذا المؤتمر.