فضلت حركات الإسلام السياسى الغياب عن مشهد الغضب الذى اجتاح شوارع وميادين مدينة الإسكندرية خوفا على مقاعدها المحتملة فى البرلمان المقبل، فضلوا مقاطعة مسيرات المواطنين المنددين باستخدام قوات الأمن للعنف المفرط فى فض اعتصام التحرير يوم السبت الماضي، جماعة الإخوان المسلمين وجماعة الدعوة السلفية وأحزابهما انشغلوا بالانتخابات فلم يشاركوا فى المسيرات الغاضبة التى بدأت بمسيرة خرجت من أمام مسجد القائد إبراهيم بمحطة الرمل، وتوجهت لقيادة المنطقة الشمالية العسكرية بسيدى جابر، وشارك فيها نحو 2500 متظاهر من شباب الأحزاب والقوى السياسية والمستقلين أيضا، واستمرت نحو الساعتين وشهدت الاعتداء على عدد من المتظاهرين من قبل عدد من «الملتحين» بالعصى والهراوات وإلقاء زجاجات المولوتوف الحارقة عليهم، بعد أن ادعوا أنهم من أهالى المنطقة ولايريدون التظاهر فى منطقتهم، وهو ما تنبه إليه المتظاهرون وشعروا أنهم يتم استدراجهم إلى الدخول فى مشاجرات جانبية فقرروا إنهاء التظاهر أمام قيادة المنطقة الشمالية العسكرية والتوجه للتظاهر أمام مقر مبنى مديرية أمن الإسكندرية فى سموحة. وفى الطريق من سيدى جابر إلى سموحة زاد عدد المتظاهرين حتى بلغ مايقرب من 3 آلاف متظاهر ظلوا يهتفون أمام المديرية مطالبين بالقصاص من الضباط الذين اشتركوا فى أحداث ميدان التحرير بالقاهرة، قبل وصول المظاهرة لمنطقة سموحة أغلقت مديرية الأمن جميع أبوابها وقامت بوضع سيارات الشرطة المصفحة فى فنائها الخارجى ومركبات الأمن المركزى خلف المبني، وتمت الاستعانة بفرق الكاراتيه بالزى المدنى بكثافة تحسباً لوقوع محاولة اقتحام للمبنى من قبل المتظاهرين على غرار ماحدث لمبنى مباحث أمن الدولة بالفراعنة فى مارس الماضي.
وبعد 3 ساعات من الهتافات ضدد قيادات وزارة الداخلية بالمحافظة والمطالبة بمحاكمتهم أيضا، ظهر فى شبابيك المبنى عدد من الضباط وجهوا اشارات نابية بأصابعهم للمتظاهرين الذين رد بعضهم بإلقاء الطوب والحجارة على المبنى وحاول عددا آخر اقتحام أبواب المبني، بعدها بلحظات فوجئ المتظاهرون بإلقاء وابل من القنابل المسيلة للدموع عليهم وخروج أعداد كبيرة من فرق الكاراتيه بالزى المدنى وعساكر الأمن المركزى لمطاردتهم ومحاولة إلقاء القبض عليهم، وظهر «قناصة» أعلى مبنى المديرية أطلقوا أعيرة نارية فى الهواء لتفريقهم بعدها بدأ يشعر المتظاهرون بتوجيه القناصة للرصاص ناحيتهم من خلال إشارات «الليزر» الموجودة فى أسلحتهم والتى أصابت المتظاهرين بحالة من الهلع خاصة بعد سقوط مصابين من بينهم، وهم على مسافات بعيدة من مبنى مديرية الأمن بنحو 200 متر، وسقوط بهاء السنوسى (25 سنة)- أحد مؤسسى حزب التيار المصرى بالإسكندرية شهيداً بعد إصابته بطلق نارى فى الرأس؟
3 ساعات من الكر والفر بين المتظاهرين وقوات الأمن أمام مبنى المديرية وفى الشوارع الجانبية المحيطة بها، نتج عنها إصابة مايقرب من 20 متظاهراً بالرصاص الحى والمطاطى منهم أحمد طارق ومصطفى حرب من حركة كفاية، وجرى القبض على نحو 30 متظاهراً- وصل عددهم حالياً ما يقرب 70 متظاهراً