ذكرت صحيفة الجارديان اليوم فى موقعها الالكترونى موضوع بعنوان " الجيش المصري يستخدم غازا مسيلا للدموع" أكثر خطورة " ضدّ المتظاهرين في ميدان التحرير"وذكرت فيه : افاد المحتجون المصريون بأنّه يتم استخدام غاز مسيل للدموع من صنف أقوى في ميدان التحريرضدهم .
و يعتقد أن قوات الأمن المصرية تستخدم غازا من صنف أقوى و تعجيزيا ضد المتظاهرين المدنيين في ميدان التحرير بعد ظهور حالات متعددة من الإغماء و التشنج الصرعي بين الأشخاص المعرضين للغاز. و قد ظهرت العديد من مقاطع فيديو و روايات الشهود من الأطباء و الضحايا الذين قدموا أدلة قوية على أن نوعين آخرين على الأقل من غازات السيطرة على الحشود قد تم استخدامهما بالإضافة إلى الغاز المسيل للدموع في ميدان التحرير.
و تمحور الشك حول نوعين آخرين من المواد و هما غاز "س.أن" الذي كان مستخدما للسيطرة على الحشود من قبل الولاياتالمتحدة قبل أن تتحول إلى استخدام غاز "س.أس", و غاز "س.أر".
بعض المحتجين قدموا تقاريرا عن مشاهدتهم لقنابل تحمل حرفي "س.أر" , على الرغم من أن لم يتم التأكد من ذلك بشكل مستقل.
كلا الغازين يمكن أن يكونا أشد خطورة من غاز "س.أس" و أن يتسببا في فقدان الوعي و الانحراف الصحي في ظروف معينة.
بدأ القلق في الظهور بخصوص استخدام مواد أقوى و أكثر تعجيزا بعد ورود تقارير عن متظاهرين سقطوا مغشيا عليهم بسبب الغاز و أصيبوا بنوبات تشنج .
أولئك الذين اختبروا الغاز الأكثر قوة وصفوه على أنه ذو رائحة مختلفة و أنه يتسبب في حروق غير عادية على الجلد. كما اشتكى آخرون من طفح جلدي.
و قد ذكرت قناة الجزيرة بعد ظهر يوم الثلاثاء أنّه يعتقد في أن تكون بعض الوفيات المسجلة مؤخرا في القاهرة ناجمة عن الاختناق بالغاز.
في إحدى العيادات الميدانية التي أنشئت داخل مسجد بالقرب من ميدان التحرير , التقطت صورا لشاب تم جلبه في حالة من التشنج و فقدان الإدراك و التي كانت أعراضا نموذجية من تلك التي ظهرت في الأيام الأخيرة في القاهرة.
و قد شرح الدكتور "أحمد سعد", الطبيب المعالج لهذا الشاب, كلا من الأعراض و الغازات المستخدمة:
" لقد تمت مهاجمتنا بأربعة أنواع مختلفة من قنابل الغاز . لم أر هذه الأنواع من قبل لأن المرضى يأتون مصحوبين بتشنجات, و أنا لم أر مرضى بهذا الشكل من قبل. يمكنك أن تشاهد ذلك بنفسك. بإمكانك أن تكون على بعد 100 متر من قنابل الغاز ( و لسوف تؤثّر عليك بالرغم من ذلك.) "
في وقت سابق من هذا العام و في اليمن, أبلغ عن ردود فعل مماثلة حيث عانى المتظاهرون من تشنجات أيضا بعد إصابتهم بقنابل غاز "س.أن" الملقاة من طرف النظام.
مصدر أخر للقلق , أثاره فريق "الحملة ضد تجارة الأسلحة" حول قدم قنابل الغاز المستخدمة من قبل قوات الأمن المصرية, اذ يمكن لقنابل الغاز التي مضى عليها أكثر من خمس سنوات أن تصبح على درجة أكبر من التسمم و بعض القنابل المستخدمة في الأيام القليلة الماضية يعود إلى عقد من الزمن.
و قال الناشط "أحمد صلاح" واصفا أثار الغاز, أنه لم يزل يسعل دما 15 ساعة بعد التعرض لهذا النوع من الغاز. و أضاف " كنت ارتدي القناع الواقي من الغاز. عيناي و فمي كانوا مغطين كما بقية جلدي. حالما أطلق الغاز, بدا الناس من حولي يتساقطون على الأرض في تشنّج , شعرت بالضعف الشديد و الدوار. لم أستطع التركيز و جعلت أسعل. أسعل دما."
" لقد رأى الناس ثلاث أنواع مختلفة من القنابل. يتميز معظمها بحرفي "س.أس" لكن البعض شاهد قنابلا تحمل الحرفين "س.أر" لكن يوجد نوع ثالث لا يحمل علامات فارقة على الإطلاق."
و وفقا ل"صلاح" فان الغاز قد تم ضخه أيضا في الساحة مساء الثلاثاء.
و قد وصف "رامز رضا مصطفى" ,طبيب أعصاب في جامعة عين شمس بالقاهرة, في بيان بثه عبر تويتر معاينته لحالات كان فيها التعرض للغاز قد "تسبب في أعراض خارج هرمية ( هزات لا إرادية في الأطراف و الجذع في محاكاة لنوبة تشنج و أزمات بصرية) و بعض الضيق في التنفّس."
وأضاف :" لا يزال نوع الغاز المستخدم غير مؤكد لكنه على درجة عالية من الحموضة بالتأكيد و ليس هو الغاز المسيل للدموع العادي و الذي استخدم في يناير الماضي."
"كريم النّارة " , الذي يعمل مع "المبادرة المصرية للحقوق الشخصية" , كان يحاول جمع أدلة بخصوص الغاز المستعمل في ميدان التحرير و المنطقة المحيطة به منذ أسبوع. و تحت أي ظرف, فان الغازات المعنية قد استعملت بطريقة مخالفة للمعايير الدولية.
و قال "كريم" :" ما زلنا نحاول فهم ما يحدث. لقد رأينا أعراضا و ردود فعل بخصوص الغاز مختلفة عما رأيناه في يناير الماضي. ملم أر بعد عبوة تحمل علامتي "س.أر" لكن هناك عددا من الناس قد رأوها."
" ليس بإمكاننا الجزم بذلك, و مع هذا , فقد شاهدنا أشرطة فيديو أكثر لأناس يعانون نوبات."
" ما هو واضح هو أنه تم استخدام الغاز بشكل مختلف و أكثر قوة مما كان يستخدم عليه في بداية السنة, و في مناطق مغلقة مثل "محمد محمود". فالغرض الأساسي من الطريقة التي يستخدم بها الغاز ليست مكافحة الشغب و لكن العقاب , الأمر الذي يثير التساؤل بخصوص الانتهاكات المرافقة لاستخدامه.
و على الرغم من أن الشركات البريطانية تقوم بتصنيع الغاز المسيل للدموع و تصديره إلى شركات أجنبية, لكن قانون ترخيص الأسلحة في المملكة المتحدّة كان قد اقترح منذ ما قبل عام 1999 عدم السماح بتصدير الغاز المسيل للدموع إلى مصر.