دبي (رويترز) - اصطدمت صفقة فرنسية منتظرة لشركة داسو لبيع 60 طائرة حربية على الاقل للامارات العربية المتحدة بعقبة جديدة يوم الاربعاء عندما قال ولي عهد الامارات ان الشروط "غير تنافسية وغير عملية". وأحاط الشك بالصفقة التي يجري التفاوض بشأنها منذ عام 2008 في وقت سابق هذا الاسبوع عندما بات واضحا أن الامارات طلبت تفاصيل عن طائرة تايفون المنافسة التي ينتجها كونسورتيوم يوروفايتر.
وفي باريس قال مصدر فرنسي مطلع على الصفقة ان المفاوضات مستمرة.
وقال المصدر "المفاوضات مستمرة ولم تفشل. هذا جزء من عملية التفاوض... الامارات العربية المتحدة تحاول ضم مقاتلات يوروفايتر للتفاوض على السعر."
وقال ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد نائب قائد القوات المسلحة بالامارات في بيان في وقت سابق يوم الاربعاء ان التدخل الشخصي للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في هذه العملية أبقى شركة داسو في مقدمة الاهتمامات ولم يكن بوسعه عمل المزيد دبلوماسيا وسياسيا لتأمين صفقة رافال.
وأضاف ان داسو للاسف لا تدرك فيما يبدو أن كل الارادة الدبلوماسية والسياسية في العالم لا يمكنها التغلب على شروط تجارية غير تنافسية وغير عملية.
ورفض مسؤولون في شركة داسو افياسيون التي تصنع طائرات رافال التعليق. وانخفضت أسهم داسو ما يقرب من سبعة في المئة عند اغلاق اليوم بعد تصريحات الشيخ محمد.
وأنحى مصدر حكومي اماراتي مطلع على الصفقة باللائمة في الجمود الحالى على "غطرسة" داسو رغم قول مسؤولين عسكريين فرنسيين انهم كانوا واثقين بشأن تأمين الصفقة ويأملون في وضع اللمسات النهائية لبيع الطائرات في معرض دبي الجوي.
وقال المصدر "توجد مشاعر استياء مشتركة في قيادة الامارات والقيادة الفرنسية بسبب غطرسة داسو."
وقال "بدلا من استخدام قوة العلاقات الثنائية لاتمام الصفقة يحاولون استخدامها في التمسك بالاسعار وشروط الصفقة لم تتغير على مدى أكثر من عام وتم الحصول على افضل منها من كل المنافسين."
وقال وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونجيه الذي كان يتحدث للصحفيين اليوم الاربعاء قبل صدور بيان الامارات وبعد عودته للتو من معرض دبي الجوي انه لا يزال واثقا من أن باريس ستحصل على الصفقة.
وقال لرويترز "ان رافال ليست أعلى سعرا من اليوروفايتر وأقل سعرا من المنتجات الامريكية لذلك اعتقد أن رافال ستباع" مؤكدا من جديد أن المحادثات في المرحلة النهائية ولكنه رفض تحديد موعد لاتمام الصفقة.
وتشارك الامارات وجاراتها في الخليج الغرب مخاوفه من أن ايران تستخدم برنامجها للطاقة النووية لانتاج أسلحة وهو اتهام تنفيه طهران. ووقعت السعودية اتفاقا لشراء أسلحة أمريكية قيمته 60 مليار دولار قبل عام.
وتجري الامارات محادثات أيضا لشراء منظومة دفاع صاروخية متقدمة من شركة لوكهيد مارتن.
ولم تعثر داسو بعد عن مشتر أجنبي للطائرة المقاتلة رافال المتعددة المهام التي تعد واحدة من أكثر المقاتلات فاعلية في العالم لكنها أيضا واحدة من المقاتلات الاعلى سعرا.
وحصلت الطائرة على قدر كبير من الاهتمام بعد ارسالها في مهمة حلف شمال الاطلسي في ليبيا هذا العام في أول عملية قتالية لها وتجرى مفاوضات أيضا مع البرازيل وسويسرا لبيعهما الطائرة.
وقال قائد القوات الجوية الفرنسية الجنرال جان بول بالوميرو لرويترز في دبي ان القوات الجوية بالامارات "كانت حريصة للغاية على الحصول على طائرات رافال."
لكن بعد ظهور انباء يوروفايتر بدا أن الصفقة اصبحت مفتوحة أمام منافسة أكبر تشمل المنافسة من الطائرات التي تصنعها شركة بوينج.
وقالت الشركة انها أطلعت مسؤولين اماراتيين في الاونة الاخيرة على طائراتها المقاتلة من طراز اف-15 واف-18.
وقال بول اوليفر نائب رئيس شركة بوينج لمنطقة الشرق الاوسط وأفريقيا لرويترز في مقابلة "لم نستجب لمجموعة تفصيلية من الاشتراطات أو أي شيء كهذا. طلب منا فقط تقديم معلومات بشأن هذه الطائرات (اف-15 واف-18)."
وتابع قائلا "قدمنا من خلال الحكومة الامريكية معلومات بشأن هذه الطائرات. وكنا نقدم معلومات من وقت لاخر على مدى العام."
وخرجت المباحثات بين الامارات وشركة داسو عن مسارها قبل عام تقريبا عندما طلب من شركة بوينج في البداية تقديم معلومات فنية عن طائراتها الحربية.
وقالت مصادر في صناعة الطائرات ان الامارات طلبت تحديث محركات الطائرة وزيادة قوة المحركات وتزويدها بأجهزة رادار أفضل لكن بالوميرو قال ان مسؤلي الامارات راضون عن الطائرة.
وتصنع المقاتلة يوروفايتر شركة بي.ايه.اي. سيستمز البريطانية وشركة فينميكانيكا الايطالية ومجموعة اي.ايه.دي.اس. الاوروبية للصناعات الجوية لصالح ألمانيا وأسبانيا.
ولكن شركة بوينج قالت انها تعمل على زيادة الاهتمام المحلي بالطائرات المقاتلة التي تنتجها.
وقال أوليفر "هناك اهتمام في المنطقة. لدينا مشتريان اخران (غير الامارات) أبديا الاهتمام بطائرات اف-18." وتابع قائلا "لم يتحدثا معي عن منافسين... ولكن هذا كان الخبر الكبير في المعرض الجوي. اعتقد أن الامارات العربية المتحدة تدرس جميع الخيارات المتاحة أمامها."