" أن من أهدروا الحقوق والحريات، وقوضوا دعائم الديمقراطية فى البلاد، وقاموا بتزوير إرادة الشعب فى جميع انتخابات المجالس النيابية طوال ثلاثين عاما، ومنعوا من عداهم من أفراد الشعب من الترشح لعضوية هذه المجالس، واحتكروا لأنفسهم زورا وبهتانا صفة تمثيل الشعب فيها، ليس لهم أن يطالبوا بحقوق طالما حرموا الشعب منها " تلك فقرة من حيثيات حكم مجلس الدوله بالمنصوره الذي قضي بمنع اعضاء الحزب الوطني الساقط من الترشيح لانتخابات مجلسي الشعب و الشوري القادمه ، انها احرف من نور يسجلها هذا القضاء الشامخ العظيم علي صفحات تاريخ بلادنا العزيزه . احكام عديده صدرت من قضاء مجلس الدوله خلال الاشهر الماضيه انتصر فيها لثورة 25 يناير و كرم شهدائها و قدر دماء مصابيها ، فقضي بحل الحزب الوطني الذي افسد الحياة السياسيه و الاقتصاديه و الاجتماعيه في البلاد ، و حل المجالس الشعبية المحليه التي كانت تعمل لصالح النظام لا لصالح الشعب ، و اعطي المصريين في الخارج الحق في المشاركه في التصويت بالانتخابات . انه قضاء عظيم احس بنبض الشعب و استمع الي امانيه و طموحاته ،انه قضاء فخر لمصر و شعبها . و من عجائب الاحوال و طرائف الازمان ان يتعاصر مع صدور تلك الاحكام الرائعة الخالده من مجلس الدوله خلال تلك الفترة الهامه من تاريخ البلاد ازمة كبيره بين المحامين و قضاة المحاكم العادية لخلاف علي بضع مواد بمشروع تعديل قانون السلطه القضائية ، اضرب علي اثره المحامون بشكل جزئي عن العمل بالمحاكم بينما اصدرت الجمعية العمومية للقضاة عدة توصيات انتهت فيها الي اعلان اضراب القضاه عن العمل الي اجل غير مسمي داعيةً الي مقاطعة انتخابات نقابة المحامين و تنحي اللجنة القضائية المشرفة علي انتخاباتها عن ممارسة اعمالها ، بينما تخلل انعقاد تلك الجمعية خطبة منبرية للقاضي الاستاذ احمد الزند رئيس نادي قضاة مصر متحدثاً خلالها عن محامين مصر قائلا "حتي لا يناموا والحسرة تملأ قلوبهم ، أقبل رأس قاضي قضاة مصر نكاية فيهم"!!، ثم اتبع ذلك ببيان صدر اثناء اداءة فريضة الحج اكد فيه استمرار امتناع القضاه عن العوده الي المحاكم لاجل غير مسمي . في المقابل فان المحامين قد جمعوا كلمتهم و اوضحوا موقفهم من ازمة قانون السلطة القضائيه بكلمة واحده في جمعيتهم العمومية التي عقدت يوم 24 من اكتوبر الماضي معلنيين عن تعليق اضرابهم و العودة الي ممارسة اعمالهم بالمحاكم محتكمين الي الشعب و مجلسة المنتخب حين يعرض هذا القانون عليه ، و علي اثر ذلك كان اللقاء التوافقي الذي جمع بين ممثلي الطرفين و رئيس الوزارء . نذكر انفسنا و نذكر القاضي الاستاذ احمد الزند رئيس نادي قضاة مصر برسالة الفاروق عمر الي ابي موسي الاشعري عندما ولاه القضاء قائلا له " لا يمنعنَّك قضاءٌ قضيتَه بالأمس فراجعتَ فيه نفسَك وهُدِيت فيه لرُشْدك أن تَرجِعَ عنه إلى الحقِّ فإنَّ الحق قديمٌ ومراجعةُ الحق خيرٌ من التَّمادِي في الباطل " اننا ندعو القاضي احمد الزند كما ندعو الساده المحترمين قضاة مصر الاجلاء الي العودة الي المحاكم لاداء رسالتهم و واجبهم ، فلا غالب و لا مغلوب منا او منكم ، لنكن يد واحدة ، لنلحق بقضاء مجلس الدوله و نتشارك مجدداً في تحقيق العدالة في بلادنا العزيزة الغالية .