تناول كتاب الصحف المصرية فى مقالاتهم اليوم /السبت/ عددا من القضايا على الصعيدين الداخلى والخارجى. ففي مقاله (الموقف السياسي) بصحيفة "أخبار اليوم" ، قال الكاتب السيد النجار رئيس تحرير الصحيفة إن خطاب وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمام أعضاء المعهد الوطني الديمقراطي في واشنطن..مليء بالمغالطات والاستخفاف والتناقضات. وأشار إلى أنه على الرغم من أن خطابها تناول الموقف شاملا في المنطقة إلا أنه جاء في جمل قصيرة، مجرد عناوين تحتاج إلى الكثير من التوضيح وإزالة الغموض للرأي العام العربي في العلن، وليس في الرسائل الدبلوماسية لأهل السلطة أو من خلال شفرة التقارير السرية. وقال ان كلينتون لم تدرك بعد ان عصر الغيبوبة العربية قد انتهي، وأنها لن تستطيع تسويق المواقف الأمريكية..الخطاب جمل متناثرة تشترى بها ود الجميع، والأمر أولا وأخيرا تحكمه المصالح الأمريكية وليست المواقف النبيلة والقلوب الحنونة لحماية البشر في المنطقة من الحكام الطغاة والحفاظ علي حقوق الإنسان ونشر الحرية والديمقراطية. وقال إن كلينتون مازالت تغالط نفسها وتهين فطنة وذكاء الشعوب العربية. عندما تغازل كلينتون تيارات الإسلام السياسي، تروج نفس المقولات القديمة بأن مبارك أقنع الأمريكيين، إما الاستقرار أو حكم التطرف والإرهاب من هذه الجماعات. وأضاف أن مغالطات كلينتون، تأتي من أنها لم تأخذ موقفا عدائيا من الجماعات الدينية، ليس لأجل سواد عيون نظام مبارك ولكن تلبية لأوامر إسرائيل المرعوبة حاليا من وصول التيار الإسلامي للحكم في الدول العربية. وفى عموده "نقطة نور" بجريدة "الأهرام" اتهم مكرم محمد أحمد ما سماها قوي الإسلام السياسي وجماعاته برفض أي حديث عن معايير اختيار أعضاء لجنة المائة ̅، ̅ المنوط بها كتابة دستور جديد للبلاد. وقال مكرم إن قوي وجماعات الإسلام السياسي تصر علي إغلاق كل فرصة لتحقيق توافق وطني حول أي من قضايا المرحلة الانتقالية الرئيسية وتستخدم في ذلك أساليب التهديد بالعصيان المدني وتعويق الانتخابات، والدعوة الي مليونيات جديدة، عادة ما تبدأ سلمية ثم لا تلبث أن تتحول الى العنف، بدلا من أن تناقش وجهات النظر الأخري بحثا عن فرص لقاء مشترك، يحقق قدرا من التوافق الوطني الذي يضمن عبور ما تبقي من المرحلة الانتقالية علي نحو آمن. وأضاف: ما يزيد من خطورة المرحلة الانتقالية التي ينبغي اختصارها الي الحد الأدني، نشاط فرقاء عديدين للوقيعة بين المجلس العسكري ومجمل الحركة الوطنية، يسعون الي توسيع دائرة الخلاف حول كل هذه القضايا، ويرفعون شعارات مستفزة، ويتعجلون قيام ثورة ثانية، بدعوي أن الثورة لم تحقق أهدافها، ويدفعون البلاد الي نوع من الفوضي المدمرة. وتحت عنوان (قبل أن تشتعل الفتنة فى نقابة الصحفيين) ، كتب أسامة سلامة رئيس تحرير مجلة "روزاليوسف" فى عددها الصادر اليوم "...ان من حق كل الاتجاهات التعبير عن نفسها وأفكارها ما دامت لا تخرج عن الاداب العامة ولا تكفر أحدا ولا تخون المختلفين معها، كما أن من حق أى شخص تنطبق عليه شروط الانضمام لنقابة الصحفيين الانتماء اليها مهما كانت انتماءاته السياسية والفكرية". وأضاف الكاتب يقول"اننى أحذر من حرب دينية اعلامية قادمة،وفتنة طائفية قد تشتعل فى أى وقت على صفحات الجرائد ثم تمتد الى باقى الوطن. لقد لاحظت ظهور صحف تنتمى الى أحزاب دينية، وهذا حق لايمكن انكاره فحرية انشاء الصحف ضرورة مادامت تحافظ على الثوابت الوطنية، ولكننى اخشى ان تصدر فى المقابل صحف مسيحية فى مواجهة صحف اسلامية ، وان يصبح هناك سباق طائفى على اصدار مثل هذه الجرائد...". وقال الكاتب مرسي عطاالله في عموده (كل يوم) بصحيفة (الأهرام) تحت عنوان "العلم والحرية لايفترقان" "إن الاستثمار الحقيقي للعلماء لا يتحقق إلا من خلال رؤية واضحة للمجتمع في أسلوب التعامل معهم لكي تختفي تلك الازدواجية بين فريق من العلماء يتلهفون كالأطفال لأن يتركوا معاملهم ويتحدثوا عن أشياء لايفهمونها ، وفريق آخر ممن يؤثرون التخندق التام في معاملهم ولا يقبلون حتى مجرد الحديث أو الكتابة عما يفهمونه تمام الفهم في مجال أبحاثهم". وأضاف الكاتب "لعل ذلك ما يدفعني إلى القول بحاجتنا كمجتمع مدني - علميين وغير علميين - أن نعمل على سد هذه الهوة الناشئة عن ازدواجية التعامل مع العلماء وأن نعيد العلم إلى حظيرة الحياة كمشروع إنساني يحوي في باطنه اليقين وعدم اليقين والمرونة والذاتية والاعتماد على القدرة الإبداعية والإيمان الذي يسمح للعلماء بأن يأخذوا مكانهم الملائم في المجتمع". وتابع "عندما نقول أن العلم لاينتعش ولا يزدهر إلا إذا استنشق المجتمع نسيم الحرية ، وأن العلم في المقابل يقدم أكبر دعم ومساندة للروح الحرة للانسان فإننا - في الوقت ذاته - لابد أن ندرك أن هذه الروح الحرة ليست موهبة طبيعية ولكنها موهبة علينا أن نغذيها وأن ندافع عنها حتى لا نفقدها".