إذا لاحظ الموظفون ظهور علامات الاحتراق النفسي على زميلهم في العمل، فينبغي عليهم تقديم الدعم والمساندة له من خلال لفت نظره إلى هذه الظاهرة. وأوضحت الطبيبة وخبيرة الاحتراق النفسي ناديا بيلينغ، من مدينة هامبورغ شمالي ألمانيا، ذلك بقولها :"يستطيع الموظف مثلاً أن يقول لزميله: لاحظت في الآونة الأخيرة أنك ترهق نفسك كثيراً في العمل". وبعد ذلك يمكن أن يعرض عليه مثلاً الذهاب سوياً لاستشارة أحد الأطباء. ولكن من المهم ألا يتم إجراء مثل هذا الحديث أمام الزملاء الآخرين، وألا يتعدى الحوار حدود الغرفة المغلقة. وأضافت الطبيبة ناديا بيلينغ، التي تعمل أخصائية بمركز «فالكينريد» المتخصص في الأمراض النفسجسدية بمدينة هامبورغ، أن الموظف يستطيع أيضاً أن يعرض على زميله تحمل بعض أعباء العمل عنه لفترة وجيزة، إلا أن هذا الأمر لا يعتبر حلاً على المدى الطويل. ولذلك فإنه من الأفضل استشارة الطبيب في وقت مبكر قدر الإمكان.
وتتمثل أولى علامات الاحتراق النفسي على الموظف مثلاً في أنه يعمل بدون تركيز في كثير من الأحيان، وأن يظل في المكتب لفترة أطول في المساء، وأن يطلب إجازة مرضية على فترات قصيرة بشكل متكرر. ومن العلامات الأخرى أيضاً انسحاب الموظف من المحيط الاجتماعي في العمل، حيث يمتنع مثلاً عن مشاركة زملاء العمل في الذهاب إلى الكافتيريا أثناء راحة الظهيرة.